المرض الحقيقى

حسن حافظ
حسن حافظ

انشغلت‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬بمواجهة‭ ‬تفشى‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬ومتحوراته،‭ ‬وعاشت‭ ‬البشرية‭ ‬أيام‭ ‬الرعب‭ ‬والألم،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬بدأت‭ ‬الأزمة‭ ‬فى‭ ‬الانفراج،‭ ‬حتى‭ ‬وجدنا‭ ‬قادة‭ ‬العالم‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬سيرتهم‭ ‬الأولى،‭ ‬فالجميع‭ ‬يرغب‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬ويسعى‭ ‬لها،‭ ‬تتشارك‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وروسيا،‭ ‬ففى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬هناك‭ ‬حروب‭ ‬لا‭ ‬تبقى‭ ‬ولا‭ ‬تذر،‭ ‬وكأن‭ ‬البشرية‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬ترتاح،‭ ‬أو‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تعوض‭ ‬ما‭ ‬فاتها‭ ‬من‭ ‬توقف‭ ‬إجبارى‭ ‬بسبب‭ ‬كورونا،‭ ‬وكأننا‭ ‬المرض‭ ‬الحقيقى‭ ‬للكوكب‭.‬

قادة‭ ‬العالم‭ ‬يسعون‭ ‬لإشعال‭ ‬الكوكب‭ ‬حرفيا،‭ ‬بحروب‭ ‬لا‭ ‬تنتهى،‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬طبقة‭ ‬ضيقة‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المصالح‭ ‬وعلى‭ ‬حساب‭ ‬الكوكب‭ ‬كله،‭ ‬لأن‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬قد‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬كورونا،‭ ‬التى‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬مفر‭ ‬أمام‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬والعمل‭ ‬المشترك،‭ ‬لمواجهة‭ ‬الأخطار‭ ‬التى‭ ‬تحيط‭ ‬بالكوكب،‭ ‬من‭ ‬الاحتباس‭ ‬الحرارى‭ ‬إلى‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬وليس‭ ‬انتهاء‭ ‬بتحورات‭ ‬فيروسية‭ ‬تبشر‭ ‬بجوائح‭ ‬أخرى‭ ‬فى‭ ‬المستقبل‭.‬

لم‭ ‬نستفد‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬كورونا،‭ ‬التى‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية،‭ ‬من‭ ‬تضييع‭ ‬الوقت‭ ‬فى‭ ‬صراعات‭ ‬لا‭ ‬تنتهى،‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬العمل‭ ‬المشترك‭ ‬لأننا‭ ‬فى‭ ‬مركب‭ ‬واحد‭ ‬وسيغرق‭ ‬بالجميع‭ ‬إذا‭ ‬أخطأ‭ ‬طرف،‭ ‬استمر‭ ‬النهج‭ ‬العدائى‭ ‬والتفككى‭ ‬للعالم،‭ ‬بما‭ ‬يبشر‭ ‬بتصاعد‭ ‬النزاعات‭ ‬العدائية‭. ‬

ينقص‭ ‬العالم‭ ‬صوت‭ ‬الحكمة،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬الصوت‭ ‬هو‭ ‬صوت‭ ‬الشعوب،‭ ‬إذا‭ ‬توفرت‭ ‬الميزانية‭ ‬المخصصة‭ ‬لشراء‭ ‬السلاح‭ ‬أو‭ ‬تقلصت‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬فستكون‭ ‬حياتنا‭ ‬جميعا‭ ‬أفضل،‭ ‬هل‭ ‬يستطيع‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يتفق‭ ‬على‭ ‬هدنة‭ ‬لمدة‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬فقط،‭ ‬تركز‭ ‬كل‭ ‬دولة‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬مشاكل‭ ‬شعوبها؟‭ ‬يبدو‭ ‬الاقتراح‭ ‬خياليا‭ ‬بعد‭ ‬مشاهدة‭ ‬أداء‭ ‬قادة‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬خصوصا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التى‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تقود‭ ‬العالم‭ ‬لمحرقة‭.‬