انشغلت شعوب العالم بمواجهة تفشى فيروس كورونا المستجد ومتحوراته، وعاشت البشرية أيام الرعب والألم، لكن ما إن بدأت الأزمة فى الانفراج، حتى وجدنا قادة العالم يعودون إلى سيرتهم الأولى، فالجميع يرغب فى الحرب ويسعى لها، تتشارك فى ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، ففى كل مكان فى العالم هناك حروب لا تبقى ولا تذر، وكأن البشرية لا تريد أن ترتاح، أو تريد أن تعوض ما فاتها من توقف إجبارى بسبب كورونا، وكأننا المرض الحقيقى للكوكب.
قادة العالم يسعون لإشعال الكوكب حرفيا، بحروب لا تنتهى، لتحقيق مصالح طبقة ضيقة من أصحاب المصالح وعلى حساب الكوكب كله، لأن من الواضح أن لا أحد قد استفاد من تجربة كورونا، التى أكدت أن لا مفر أمام البشرية من التعاون والعمل المشترك، لمواجهة الأخطار التى تحيط بالكوكب، من الاحتباس الحرارى إلى تغير المناخ وليس انتهاء بتحورات فيروسية تبشر بجوائح أخرى فى المستقبل.
لم نستفد من تجربة كورونا، التى كان يمكن أن تكون نقطة تحول فى تاريخ البشرية، من تضييع الوقت فى صراعات لا تنتهى، إلى حقيقة العمل المشترك لأننا فى مركب واحد وسيغرق بالجميع إذا أخطأ طرف، استمر النهج العدائى والتفككى للعالم، بما يبشر بتصاعد النزاعات العدائية.
ينقص العالم صوت الحكمة، ويجب أن يكون هذا الصوت هو صوت الشعوب، إذا توفرت الميزانية المخصصة لشراء السلاح أو تقلصت على مستوى العالم، فستكون حياتنا جميعا أفضل، هل يستطيع العالم أن يتفق على هدنة لمدة عشر سنوات فقط، تركز كل دولة على حل مشاكل شعوبها؟ يبدو الاقتراح خياليا بعد مشاهدة أداء قادة الدول الكبرى خصوصا الولايات المتحدة التى يبدو أنها تقود العالم لمحرقة.