«الأمم المتحدة» تبحث تغير المناخ الذي بدت تأثيراته واضحة

صورة موضوعية
صورة موضوعية

نبّه رئيس الهيئة الحكومية المعنية بتغيّر المناخ التابعة للأمم المتحدة من أن المخاطر التي تواجهها البشرية في مكافحة تغيّر المناخ "لم تكن أكبر من أي وقت مضى."

جاء ذلك في كلمته الافتراضية خلال افتتاح الدورة الخامسة والخمسين للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والدورة الثانية عشرة لفريق العمل الثاني، حيث ينظر الاجتماع في مساهمة الفريق في تقرير التقييم السادس. ومن المقرر أن تستمر الجلسة التي تبدأ اليوم حتى 25 شباط/فبراير.

وخلال الأسبوعين المقبلين، ستقوم الحكومات والعلماء معا بفحص الملخص الخاص بصانعي السياسات وسيدققوا في التقرير "سطرا بسطر."

وقال هوسونغ لي، رئيس الفريق العامل للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ: "ليس لدي أدنى شك في أننا سنرى عملا بنّاء وتعاونيا في الأسبوعين المقبلين بينما نعمل في جميع المناطق الزمنية لتقديم هذا التقرير."

سيعتمد التقرير الذي أعدته مجموعة العمل الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ على مساهمة الفريق العامل الأول في تقرير التقييم السادس الصادر في آب/أغسطس 2021، والذي أظهر أن تغيّر المناخ واسع الانتشار وسريع ومكثف.

وقد قدّم خبراء من جميع أنحاء العالم أكثر من 16,000 تعليق على المسودة الأولى للتقرير. كما قدم الخبراء والحكومات أكثر من 40,000 تعليق على المسودة الثانية للتقرير الكامل والمسودة الأولى للملخص لصانعي السياسات.

ومن المقرر الانتهاء من مساهمة مجموعة العمل الثالثة في تقرير التقييم السادس والتقرير التجميعي الختامي في أوائل نيسان/أبريل وأيلول/سبتمبر 2022 على التوالي.

وكان للتقرير الخاص السابق، خاصة بشأن 1.5 درجة مئوية، تأثير كبير للغاية وكان بمثابة تغيير في قواعد اللعبة، وفقا للسيد بيتيري تالاس، رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وقال في الاجتماع الافتراضي: "في وقت سابق، كان تفكيرنا أن وضع درجتين مئويتين سيكفي كهدف طموح لتغير المناخ. بعد ذلك، أصبحت 1.5 درجة مئوية النتيجة المرجوة لأعمال التخفيف من تغيّر المناخ في السنوات القادمة."

وتتوقع المنظمة استمرار ذوبان الأنهار الجليدية وارتفاع مستوى سطح البحر لفترة أطول بكثير مما كان متوقعا في وقت سابق. وتتوقع أن يستمر الاتجاه المتزايد للكوارث حتى عام 2060 على الأقل. وترتبط تأثيرات تغير المناخ بالاقتصاد والأمن الغذائي والبنية التحتية والمحيط الحيوي والصحة.

وأضاف يقول: "إن تأثيرات تغير المناخ واضحة للغاية بالفعل. ورأيناها تحدث حول العالم. هذا ما فهمه رؤساء الدول في غلاسكو. لم يكن هناك رئيس دولة واحد يشكك في الحقائق العلمية."

وقد نشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية العام الماضي تقريرا عن إحصاءات الكوارث على مدى الأعوام الخمسين الماضية، وأظهرت أن 4.5 مليار نسمة من سكان هذا الكوكب قد تعرّضوا لكارثة كبيرة تتعلق بالطقس خلال الأعوام العشرين الماضية.

وقال تالاس: "من الواضح أن لدينا مناطق معرّضة للخطر بشكل خاص عبر العالم، خاصة في العالم النامي، وخاصة أفريقيا وجنوب آسيا وجزر المحيط الهادئ، فهي معرّضة بشدة للتأثر بتغير المناخ."

بحسب رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كان مؤتمر غلاسكو للمناخ ثاني أكثر المؤتمرات نجاحا بعد باريس. وهدف 1.5 درجة مئوية لا يزال على قيد الحياة. ويجب أن يستمر العمل.

وقال: "علينا التكيّف مع تغيّر المناخ. وهذا يعني الجفاف والفيضانات والعواصف الاستوائية وموجات الحرّ ونقص المياه وغمر السواحل."

من جانبها، قالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة: "نحن نعلم من تقرير فجوة التكيّف لعام 2021 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن زيادة تأثيرات المناخ تفوق كثيرا جهودنا للتكيف معها."

وأكدت على حاجة أن تحول الدول والمدن والشركات والمستثمرين، وكل جهة فاعلة، هذه الخطوة إلى سباق سريع "إذا أردنا الحفاظ على 1.5 درجة مئوية في متناول اليد ومساعدة المجتمعات والدول على التكيّف مع تأثيرات المناخ."

أشار هوسونغ لي إلى أنه مقارنة بالتقارير السابقة، فإن تقرير الفريق العامل الثاني سيركز بشكل أكبر على الحلول والمزيد من المعلومات الإقليمية والمحلية. وسوف تُدمج العلوم الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية بشكل أقوى.

وأوضح بيتيري تالاس أن تقرير الفريق العامل للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ مؤثر للغاية وأثر على عمل اجتماع غلاسكو COP26 في تشرين الثاني/نوفمبر.

وستستضيف مصر الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف القادم في شرم الشيخ، بينما تستضيف الإمارات العربية مؤتمر الأطراف التالي. "ونأمل في أن نسمع المزيد من التعهدات في تلك المؤتمرات."

وتابع تالاس يقول: "نحن نعمل من أجل هذا الهدف. سيكون لمؤتمر الأطراف القادم نكهة أفريقية أكثر. إنها القارة الأكثر ضعفا."

 

الأمم المتحدة: أسبوع المُناخ فرصة لإيجاد أرضية مشتركة والتعاون بشأن العمل المناخي