بقلم مصرى

زمن الفن

    صلاح سعد
صلاح سعد

صلاح سعد

مازالت - وستظل - تهفو نفوسنا إلى الزمن الجميل الذى عاش فيه عمالقة الإبداع من فن وثقافة فقد أضاءوا ما حولنا بأعمالهم التى مازلنا نتوارثها جيلاً بعد جيل .. ولكن ماذا عن الإرث الذى سيتركه الجيل الحالى للأبناء والأحفاد؟! لقد عشنا زمن عباقرة الأدب والثقافة ممن أثروا حياتنا بجمال الفكر وحلو الكلام.. كما كنا على موعد مع الفن الراقى الذى قدمته أم كلثوم وعبد الوهاب وعبدالحليم وفريد الأطرش وأسمهان ورياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد القصبجي والموجي وبليغ حمدى..

كل هؤلاء وغيرهم قدموا لنا أحلى ما كتبوا وتغنوا من كلمات وألحان.. وكذلك الأجواء الفنية كانت لا تقل روعة عن الأعمال التى قدموها من حيث التنافس الشريف والعلاقات الإنسانية التى كانت تربط بينهم من ود ومحبة.. وقد ظهر ذلك جليا فى تقدير كل منهم وإعجابه بالأعمال التى يقدمها غيره فى نفس المجال.. كان التنافس موجودًا فى إطار من التقدير الاحترام، ولذا كانت الساحة مليئة بالعديد من أصحاب المواهب التى شقت طريقها بعد ذلك بمساندة الكبار دون أن يخشوا على مكانتهم..

وهذا ما كشفت عنه أحداث مسلسل (أم كلثوم) حيث كان يثنى أحمد رامى وهو الشاعر الكبير على أزجال بيرم التونسى لدى أم كلثوم.. وماكان يبديه الملحن زكريا أحمد من إعجاب شديد بالألحان التى كان يقدمها محمد القصبجى عندما قدم لحن (رق الحبيب) هذه العلاقات الإنسانية لم تعد الآن كما كان فى الزمن الجميل بل أصبحت عملة نادرة نفتقدها كما نفتقد الأعمال الجيدة نفسها فى ظل المناخ السائد الذى كاد ينضب فيه معين الإبداع.