منة شلبى «المرأة القوية».. The Strong woman

منة شلبى
منة شلبى

مايسة أحمد

تتمتع منة شلبي بأهم صفة من صفات مواليد برج الأسد، وهي القوة، حيث أنها رغم المعاناة التي واجهتها في كثير من فترات حياتها، لكنها كانت قادرة على الصمود في وجهها، بل وتخطيها وكأن تلك المشكلات لم تكن موجودة من الأساس..

ولدت منة شلبي في 24 يوليو عام 1982 بالجيزة، وإسمها الحقيقي منة الله محمد هشام الدين شلبي، وهي من مواليد برج «الأسد»، وعائلتها فنية، فوالدتها هي الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى، وعمتها هي الإعلامية بوسي شلبي، زوجة الفنان الراحل محمود عبد العزيز، أما والدها فهو رجل أعمال، ولدى منة شقيقة من الأب إسمها إيمان، وتشبهها جدا، ورغم أن منة لا تتحدث كثيرا عن والدها، إلا أن علاقتها به وثيقة جدا، ولا تظهر معه كثيرا لأنه يعيش بالخارج، وعندما تسافر تلتقي به كلما سنحت لها الفرصة لذلك.

منة درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، وبدأت مسيرتها في التمثيل عام 2000، عندما اكتشفتها الفنانة سميحة أيوب وقدّمتها من خلال مسلسل «سلمى يا سلامة»، وكانت قبلها تظهر في البرامج التلفزيونية وفوازير للأطفال، وقبل أن تقتحم مجال السينما ظهرت لمدة 3 ثوانيٍ فقط ضمن أحداث فيلم «العاصفة». 

إلا أن البداية الحقيقية لمنة كانت عندما رشحها الفنان الراحل محمود عبد العزيز لبطولة فيلم «الساحر» من إخراج الراحل رضوان الكاشف، وجاء اختيار منة بالصدفة البحتة، عندما شاهدها في أحد الأفراح وكان يبحث عن فتاة تجسد دور ابنته في هذا الفيلم، والذى واجهت بسببه عاصفة من الإنتقادات، حيث وصفت وقتها بـ «الجريئة»، إلا أنها تألقت بعدها بدور رئيسي في مسلسل «أين قلبي» أمام الفنانة يسرا عام 2002، وفي نفس السنة ظهرت في مسلسل «لدواعي أمنية» للمخرج محمد فاضل وبطولة كمال الشناوي وماجد المصري.

 

الهجوم

توالت العروض على منة، وكان عليها الإختيار بعناية ودقة بين أدوارها الجديدة، فانهال عليها التليفزيون والسينما بالعديد من الأعمال المتميزة، حيث ظهرت عام 2003 في الفيلم الكوميدي «كلم ماما»، لكن واجه الفيلم نصيب كبير من هجوم النقاد رغم أنه حقق حضوراً جماهيرياً معقولاً بإيرادات وصلت إلى 7 ملايين جنيه، وكان مخرج الفيلم أحمد عواض قد تلقى طلبا وصفه بالغريب من الفنانة زيزي مصطفى، بمشاهدة النسخة الأخيرة من فيلمه «كلم ماما» للتأكد ـ حسب قولها ـ من خلوه من المشاهد الساخنة، وحتى لا تتعرض إبنتها لموجة انتقادات حادة مثلما حدث في فيلمها الأول «الساحر».

 

ثم عملت منة مع المخرج منير راضي في فيلمه «فيلم هندي» بجانب أحمد آدم وصلاح عبد الله، وعلى رغم من التوقعات لنجاح الفيلم، إلا أنه لم يحقق المردود الجماهيري القوي، وذلك لأسباب عدة أبرزها العنوان السيئ للعمل «فيلم هندي»، ونهاية بالتشكيك في موازنة الفيلم، إذ أن كل هذا أثر سلباً في جماهيريته، فلم يحقق سوى مليوني جنيه، وأيضا فيلمها «إوعى وشك» الذي عرض في نهاية الموسم، وكان من بطولة الكوميديين الشباب أحمد رزق وأحمد عيد وإخراج سعيد حامد، ولم تتجاوز إيراداته مليوني جنيه هو الآخر.

وللسنة الثانية على التوالي ظهرت منة على الشاشة الصغيرة في مسلسل «البنات» الذى يعتبر أول تجربة إخراج تليفزيوني للسينمائي أحمد يحيى، وبطولة عمر الحريري وسميرة عبد العزيز وداليا البحيري. 

عملت منة في 2004 مع المخرجة هالة خليل في فيلم «أحلى الأوقات»، وقامت ببطولته بالمشاركة مع حنان ترك والتونسية هند صبري، ثم ظهرت في ثاني أفلامها تلك السنة بفيلم «بحب السيما» من إخراج أسامة فوزي، في ثالث أفلامه وعٌرض الفيلم في مهرجان «دبي السينمائي الدولي الأول» في ديسمبر 2014، وكذلك في مهرجان «مراكش السينمائي الدولي» في نسخته الرابعة، وتم تقديمه للعرض بمهرجان «القاهرة السينمائي»، لكن تم رفضه بدعوى ضعفه فنيا، وكونه يتناول قضية الوحدة الوطنية بشكل سطحي لا يتناسب مع طبيعة المهرجان الدولية.

 

أفلام بالجملة

 

بعد ذلك قدمت منة فيلم «شباب تيك أواي» أمام خالد محمود وأحمد عز، وكان قد تم تصويره قبل موعد طرحه في دور العرض بسنوات، إلا أنه واجه مشاكل إنتاجية أجلت موعد عرضه في 2004.

منة لها 5 أفلام ظهرت فيها خلال 2005 بداية مع «إنت عمري» مع هاني سلامة ونيللي كريم، وعُرض في مهرجان «القاهرة السينمائي» الـ28، ومثل مصر في المسابقة الرسمية، إلا أنه لاقى ردود سلبية من النقاد، ثم قدمت منة فيلم «الحياة منتهى اللذة» مع المخرجة منال الصيفي في أول تجاربها الإخراجية.

اقتسمت منة بعد ذلك بطولة فيلم «ويجا» مع التونسية هند صبري وشريف منير وإخراج خالد يوسف، وجاء الفيلم في الترتيب الثالث من حيث الإيرادات، والتي وصلت إلى 3 ملايين جنيه تقريبا من بين 7 أفلام شاركت في عروض ذلك الموسم، ووقتها أثار الفيلم ضجة من جانب بعض علماء الدين بسبب مشهد صغير ظهرت فيه منة ترتدي النقاب كي تقابل زميلها في الجامعة في منطقة شعبية، وطالب البعض بمنع عرضه في الدول العربية بحجة أنه يسيء للإسلام، أما فيلم منة الرابع في عام 2005 كان «أحلام عمرنا» من إخراج عثمان أبو لبن، والذي خاض به التجربة السينمائية الروائية الأولى في مسيرته، ولاقى الفيلم نجاحا جماهيرا وقبولا جيدا من النقاد، وعلى صعيد شباك التذاكر حقق 5 ملايين جنيه.

منة لها رصيد كبير في السينما، حيث قدمت أفلام مثل «في محطة مصر، الأولة في الغرام، هي فوضى، آسف على الإزعاج، واحد من الناس، عن العشق والهوى، نور عيني، بيبو وبشير» وغيرها.

 

التنمر

 

صرحت منة أنها كانت سببا في اعتزال والدتها بسبب ما تتعرض له من تنمر زملائها في الدراسة، كما إنها كثيرا ما تعرضت للتنمر بسبب سمنتها في الصغر، وقالت: «كنت أعاني من التنمر عشان أمي راقصة شرقية وأنا كمان كنت سمينة.. كل يرى بعين روحه ومن يتنمر يحتاج للعلاج من أكثر من الشخص الذي يتعرض للتنمر.. لأن الشخص المتنمر يريد أن يشعر بانتصار زائف أخذ من إنسانيته ويحتاج أن ينظر لروحه.. أنا لم أتغلب على إحساس التنمر بسهولة وأعترف أنى كنت سمينة، ولكن بشكل عام نحن نعيش في مجتمع يقدر الرقص الشرقي وسعيدة بأمي ولا أخجل منها وفخورة بها وأحبها جدا وأي شيء جميل في حياتي هي سبب فيه فهي من ربتني».

 

الزواج

 

إرتبطت منة مرة واحدة فقط بشكل رسمي من المخرج خالد يوسف عام 2007 بعد أن جمعتهما قصة حب عام 2005 أثناء تصوير فيلم «إنت عمري»، وكان مقرر الزواج عقب إنتهائها من تصوير فيلم «كده رضا» كما أن الإتفاق بينهما على أنها ستكون بطلة فيلم خالد يوسف «حين ميسرة» وتردد وقتها أن منة دخلت في خلاف مع والدتها لإعتراض الأخيرة على هذا الإرتباط نظرا لأن يوسف كان متزوج ولديه إبن.

في كل الأحوال هذه الخطبة لم تستمر طويلاً، وأعلن الثنائي انفصالهما دون ذكر أسباب، لكن أرجعت والدتها السبب الحقيقي وراء انفصال بأن طباعه كانت غريبة عنها، حيث وصفته بأنه «كان عايش حياته»، وأضافت خلال لقاء صحفىي وقتها قائلة: «بصراحة شديدة عندما طلب مني الزواج من إبنتي شعرت بالقلق، لأنه كان يعاملها بتعالٍ شديد، ولم يفكر في احتوائها، وتكرر الصدام بينهما أكثر من مرة، لذا حدث الانفصال، ورغم ذلك نحترمه ونقدره ونتمنى له التوفيق».

من الشائعات التي ترددت أيضا إرتباطها بالفنان أحمد عز، لكن المقربين منها نفوا الأمر تماماً، مؤكدين أن العلاقة بينهما لا تتجاوز حدود الصداقة والزمالة، كما تردد أيضاً ارتباطها بالمخرج كريم العدل وقرب إعلانهما عن موعد الزفاف، لكن أيضاً تم نفي الخبر.

منة أكدت أن عدم زواجها حتى الآن ليس لأي سبب إلا القسمة والنصيب، مضيفة أنها تعتبر أن الله يكرمها الآن في عملها وسيأتي وقتا مناسبا للزواج، مشيرة إلى أنه لا يوجد في قاموسها شيئا بإسم «فارس الأحلام»، وأن الأهم بالنسبة لها التفاهم، وأن يكون الشخص «إبن أصول»، وليس كذابا أو مغرورا.

 

الصداقة

 

السيناريست تامر حبيب تربطه علاقة صداقة قوية مع منة، حتى إنها تستشيره في أمور كثيرة تخص حياتها الفنية والشخصية، وهو من أكثر الأشخاص الذين يحظون بثقتها. 

كذلك المخرج ماندو العدل هو الصديق المقرب لمنة وعلاقتهما طيبة منذ عدة سنوات حتى إنه خرجت شائعة ارتباطهما منذ فترة لكنهما نفيا ذلك الخبر وأكدا أنهما مجرد أصدقاء فقط.

 

التكريم

 

حصلت منة على العديد من الجوائز من بينها، جائزة أفضل ممثلة في مهرجان «المركز الكاثوليكي للسينما المصرية» لعام 2006 عن دورها في فيلم «بنات وسط البلد»، وجائزة أفضل ممثلة من مهرجان «جمعية الفيلم للسينما المصرية» لعام 2007 عن دورها في نفس الفيلم، وجائزة أفضل دور نسائي أول من «المهرجان القومي للسينما المصرية» عن دورها في فيلم «عن العشق والهوى» لعام 2007، وجائزة «فاتن حمامة للتميز» عن مجمل أعمالها من مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» لعام 2019، وتم ترشيحها لجائزة «إيمي» العالمية للتليفزيون لعام 2021 في دورتها الـ49 عن أدائها في مسلسل «في كل أسبوع يوم جمعة»، وتعد هذه هي المرة الأولى التي تترشح فيها ممثلة مصرية لهذه الجائزة. 

«الفن مهنة عظيمة والموهبة منحة ورزق من ربنا»، كانت تلك الكلمات التي وصفت بها منة عالم الفن الذي تعشقه، حيث قدمت للسينما ما يقرب من 30 فيلم.

مع آخر أفلامها «الإنس والنمس»، تمكنت منة أن تقدم خطوة جديدة في عالم السينما، بالعمل لأول مرة مع المخرج الكبير شريف عرفة، ونجم الكوميديا محمد هنيدي، ومن خلال فيلم جديد على السينما المصرية، وقالت منة عن تواجدها في هذا الفيلم: «أنا محظوظة بتواجدي وسط أساتذة كبار أتعلم من كل واحد فيهم سواء بيومي فؤاد وعمرو عبد الجليل وصابرين وشريف دسوقي وغيرهم.. أما محمد هنيدي فيمتلك موهبة نادرة وهو أستاذ كوميديا.. أنا فعلا محظوظة بتواجدي معه في فيلم لكل أفراد الأسرة المصرية فكل من كان بالفيلم اجتهد وأبدع بشكل نادر كمباراة تمثيلية لإسعاد المشاهد المصري والعربي».

 

المجنون

 

عام 2012 أخلت نيابة العجوزة سبيل شاب سوداني عمره وقتها 24 عاما بعد اتهامه بمحاولة اقتحام شقة منة أثناء سفرها إلى المغرب للمشاركة في لجنة تحكيم مهرجان «تطوان» بالمغرب، وأكد الشاب أنه معجب بمنة إلى درجة الجنون، ولم يقصد إيذائها رغم أنها لم تكن المرة الأولى التي يحاول فيها مطاردة منة بدافع الحب، بل يطاردها قبلها 3 سنوات وتم تحرير محاضر ضده خلالها وتعهدت والدته أنه لن يتعرض لها مرة أخرى، لكنه لم يلتزم وفوجئت والدة منة الفنانة المعتزلة زيزي مصطفى به يطرق باب شقتها ليقول لها بمجرد أن فتحت الباب إنه معجب بمنة ويريد الزواج منها فقامت زيزي بالاتصال بالشرطة التي جاءت وقبضت عليه وهو في الأساس، جاء مع مجموعة من العمال ليقوموا بأعمال عند أحد سكان العمارة مؤكدة أن هذا الشاب يطارد منة من أيام مسكنها القديم في المنيل، لكنها لا تعلم كيف عرف عنوان منزلها الجديد في المهندسين، مؤكدة أن رجال الأمن أكدوا أنه يسير في شارعها قبلها لفترة.

 

التميز

 

وعلى الرغم من تركيزها على السينما فإنها تميزت أيضا في التليفزيون وقالت: «الدراما تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأصبح يتم تصويرها بطريقة السينما وهنا نتحدث عن نفس التقنيات والأساليب المستخدمة في التنفيذ، ولكن بالنسبة لي فكل تجربة سواء في السينما أو الدراما أعتبرها مغامرة جديدة أدخلها بشغف وأحرص على أن أقدم فيها أفضل ما لدي».

منة قدمت مسلسلات عديدة منها: «حرب الجواسيس، سكة الهلالي، لدواعي أمنية، حديث الصباح والمساء، نيران صديقة، حارة اليهود، واحة الغروب» وغيرها.

وعن تقديمها لأعمال تم عرضها على المنصات وهل أصيبت بالقلق من تقديمها عملا دراميا عليها قالت منة: «المنصات الإلكترونية لها مستقبل كبير في صناعة الدراما والسينما ومؤخرا يمكن تتبع نجاحها مما أحدثته شبكة (نتفلكس) بصفتها الرائدة في هذا المجال وتسببت في انطلاق منصات أخرى وحقق طفرة فنية في المستوى المقدم من الأعمال سينمائياً ودرامياً وأتوقع استمراره فأنا أحب تقديم كل شيء جديد حتى لو اعتبره البعض مغامرة».

منة قدمت الجزء الثانى من مسلسل «ليه لأ» والذي أحدث صدى قوي لدى الجمهور والنقاد فقالت عنه: «هو فكرة العمل هي العامل الرئيسي لنجاحه وجميع أبطال العمل تحركوا تحت هذه الفكرة الرائعة وجميعنا خلقنا الورق من لحم ودم وأكثر ما عجبني في المشروع هو ما أعجب الناس بساطته وقوته وتأثيره ورقته وعجبني أنه يحتوي على نماذج حقيقية في الدراما عندها مميزات وعيوب فنحن بشر».