قريباً من السياسة

الحل.. جذريًا وليس بالقطاعى

 محمد الشماع
محمد الشماع

بعض ممن ينظرون أسفل أقدامهم وبعض من يفتون بغير وعى أو قدر يسير من العلم فى موضوعات كثيرة. والخبثاء والمشككون ينفخون فى مثل تلك الفتاوى فى الشأن العام بغير علم بهدف إحباط المواطنين وإظهار أن كل شىء خاطئ لصالح فئة أو مجموعة معينة..

ولنأخذ المشروعات القومية والحضارية العملاقة التى بدأتها الدولة المصرية وقاربت على الانتهاء وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة والمدن والمجتمعات العمرانية فى كل أنحاء مصر بلا استثناء.


لا يخفى على هؤلاء أن كل خطط الحكومات السابقة على ثورة ٣٠ يونيو فشلت فشلًا ذريعًا فى حل المشاكل بالقطاعى، وأن هذا الأسلوب لم يعد كافيًا لمواجهة المشاكل التى تحولت إلى كوارث فى مقدمتها العشوائيات التى طالت أكثر من نصف مساحات مصر.


منذ عشر سنوات وصل الحال فى القاهرة الكبرى والإسكندرية إلى حالة الاختناق وأصبح مستحيلًا. ويذكر الجميع تردى حالة المرور بطريقة غير مسبوقة والتقارير أكدت دخول أكثر من نصف مليون سيارة جديدة خلال ستة أشهر دون خروج سيارة واحدة قديمة ليتجاوز عدد السيارات الخاصة أكثر من ثلاثة ملايين سيارة فى شوارع لا تستوعب أكثر من نصف مليون سيارة فقط، مما حول القاهرة إلى جراج مفتوح.


وعلاوة على الأسباب المعروفة من ضخامة حجم سكان القاهرة وارتفاع أعداد السيارات وتركز الكثير من الخدمات حتى الآن فى العاصمة فإن مشاكلها المرورية تنبع فى جزء كبير منها فى أنها تعامل بشكل جزئى وليس فى قراءة الصورة بشكل شامل، فهناك مشكلة السيارات الخاصة التى تدرس بمعزل عن مشكلة الميكروباص، وهذه تدرس بمعزل عن قطاع النقل العام، وقطاع النقل العام يدرس بعيدًا عن التاكسى وتاكسى العاصمة والتاكسى الأبيض والتاكسى الأسود وشركات النقل الخاصة.

والقاهرة هى العاصمة الوحيدة فى العالم التى تضم كل هذا العدد.

من وسائل النقل دون تنسيق بينها، وكل حلقة تتصل بالأخرى حتى وصلنا إلى هذا المجال الذى لا يمكن السكوت عليه.


هناك حلول طويلة الأجل تبدأ خارج القاهرة والإسكندرية، من خلال الاهتمام بالمحافظات والمدن الأخرى والقرى -حياة كريمة- التى يستفيد منها ٦٠ مليون مواطن مصرى ولوقف الهجرة للقاهرة الإسكندرية وهناك الحلول الإدارية بتقليل المركزية التى تجعل الناس يأتون من خارج المحافظات لإنهاء مصالحهم فى القاهرة والإسكندرية. وهذا ما فعلته الدولة المصرية الجديدة.


لكن البعض الذين فقدوا الوعى والضمير لا يريدون أى شىء من هذا، بل إن ما يسعدهم هو زيادة السكان فقط لا غير وتوفير الطعام لهم ولا يريدون أن يعترفوا بفشل كل المحاولات لحل مشاكلنا بالقطاعى على مدار سنوات طويلة.