بدون تردد

محاولات نزع الفتيل

محمد بركات
محمد بركات

يتابع العالم بمزيد من القلق والاضطراب، الجهود المبذولة من جهات عديدة لاحتواء الأزمة الروسية الأوروبية، ووقف موجات التصعيد الجارية على الحدود الروسية الأوكرانية، فى ظل زيادة الحشود العسكرية على الجانبين.


ومن الواضح حتى الآن، أن بوادر الانفراج للأزمة ما زالت غائبة أو مستعصية، رغم النداءات المتكررة من عواصم العالم لوقف عمليات التصعيد، والبحث عن معالجة توفيقية من خلال الحوار السياسى، بعيدًا عن اللجوء للحلول العسكرية.


وآخر محاولات نزع فتيل الأزمة، قام بها الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، من خلال زيارة سريعة لروسيا، حيث اجتمع بنظيره الروسى «فلاديمير بوتين»، فى محادثات مطولة استغرقت ست ساعات، حاولا فيها التوصل إلى حلول وسط توقف انفجار الأزمة وتفتح الباب للحلول الدبلوماسية من خلال الحوار.


ومن موسكو انتقل ماكرون إلى أوكرانيا حاملًا معه نتائج المحادثات، والرؤية الروسية لنزع فتيل الانفجار المتوقع،...، ومن بعد أوكرانيا التقى بالمستشار الألمانى «شولتز»، فى إطار تنسيق المواقف الأوروبية تجاه الأزمة.


وفى ذات الوقت الذى كان فيه «ماكرون» فى العاصمة الروسية، كان المستشار الألمانى فى العاصمة الأمريكية، فى إطار تنسيق المواقف الأمريكية والأوروبية، واتخاذ موقف موحد تجاه روسيا.


وفى ظل تلك التطورات المتسارعة فى موسكو وواشنطن وباريس وبرلين، بات واضحاً سعى واشنطن لحشد موقف أمريكى أوروبى موحد تجاه ما تقول، بأنه شروع روسى مؤكد فى غزو أوكرانيا،...،

وذلك يعنى أنها تعتمد على التصعيد اللفظى، من خلال التصريحات الساخنة التى تطلقها بالفعل، بما تحمله من تهديدات مباشرة للجانب الروسى، بعقوبات بالغة القسوة اذا ما أقدم على غزو أوكرانيا.


وفى المقابل تستخدم روسيا نفس الأسلوب فى الوصول بالأمر إلى حافة الهاوية، والتأكيد على أن إنهاء الأزمة يتم بحصولها على ضمانات أمنية من الغرب «أمريكا وأوروبا»، بعدم انضمام «أوكرانيا»، إلى حلف الناتو، وعدم وضع أسلحة متطورة على الأراضى الأوكرانية تهدد سلامة روسيا وأمنها القومى.
وهكذا.. ما زال التصعيد مستمرًا على الجانبين.. وما زال العالم يترقب ويتابع بقلق واضطراب محاولات نزع فتيل الأزمة.