معارك ومواقف وأسرار| «الوفد الجديد» في مرآة «خالد»

معارك ومواقف وأسرار| «الوفد الجديد» فى مرآة «خالد»
معارك ومواقف وأسرار| «الوفد الجديد» فى مرآة «خالد»

حين تكثر الغيوم فى الأفق، وتنهمر الأعاصير ضاربة الساحات يصبح البحث عن مرافئ آمنة مسألة حياة أو موت، ويصير العثور على شاطئ مستقر قضية وجودية، وهكذا الأمر عندما تندفع سيول الأكاذيب، وتهب عواصف الزيف لتضرب الأذهان، وحينها تلح الحاجة إلى أطواق نجاة، موانئ صدق كى تنجو الأجيال من السقوط فى مهاوى التخبط والحيرة والضياع وحتى تحتفظ عقول الملايين بقدرتها على الفهم والتمييز والإدراك السوى.

الاشتراكية بين الوفد و«يوليو»

لذا نحتفى دائما بأى جهد مخلص يسعى إلى توعية الأجيال بالحقائق فى شتى الميادين، خاصة التاريخ الذى يجهله الكثيرون للأسف، فيسهل إيقاعهم فى براثن الزيف و الأكاذيب والشائعات التاريخية الهدامة التى تحاول تدمير الروح المعنوية للشعوب، وفى إضافة جادة يحاول مؤلف هذا الكتاب أن يوثق الحقائق المتعلقة بإحدى فترات تاريخنا المهمة، ألا وهى قصة حزب الوفد.

وأدواره فى خدمة الوطن ورحلة كفاحه ضد المستعمر، حيث يصاحبنا د.خالد قنديل إلى رحلة غوص فى حكاية نصف قرن مستقصيا المعارك والأسرار التى خاضها الوفد الجديد فى الفترة ما بين عامى: 1952 و2000، وبالتحديد انطلاقا من قيام ثورة 1952 حيث طويت حقبة تاريخية مهمة من حياة حزب الوفد الذى ظل على مدى عقود هو حزب الأغلبية المصرية.

ويستهل مؤلف كتاب «الوفد الجديد» غوصه فى الأسرار والوقائع التاريخية منذ إقالة وزارة الوفد الأخيرة التى كان يترأسها مصطفى النحاس باشا وجرى حلها بسبب مؤامرة حريق القاهرة سنة 1952.

ويستمر الكتاب فى استقصاء الأحداث والأسرار وتتبع المعارك حتى وفاة فؤاد سراج الدين زعيم الحزب فى مرحلته الجديدة عام 2000، وعلى الرغم من امتداد هذه الفترة وطولها إلا أن كتاب «خالد» استطاع عبر خمسة فصول أن يستوعب جل المعارك والأسرار والأحداث المصيرية.

والمنعطفات البارزة، مواجها ما أسماه المؤلف بالخديعة التاريخية، وندع «خالدا» يوضح من خلال سطور مقدمته رسالة وهدف رحلته:هذا الكتاب يستهدف فى ظل ما نعانيه من تشتت المعرفة.

واختلاط الحابل بالنابل، وضياع الحقيقة، بسبب ترهات تنشر بين حين وآخر، على موقع التواصل الاجتماعى، فضلا عن تكاسل جمهور القراء فى التنقيب عن المعلومات من مصادرها الأصلية.

وضع النقط على الحروف، عبر المرور على أبرز المحطات التى عاشها حزب الوفد، خصوصا خلال الفترة من عام 1952 حتى رحيل فؤاد سراج الدين عام 2000، وما خلفته تلك الفترة من تداعيات وآثار على حزب الوفد، حتى تعرف الأجيال الحالية والقادمة، خاصة شباب الوفديين حقيقة ما جرى، ونحن إذ نترك لهم مهمة التقييم المنصف لدور الوفد ورجاله ومفكريه.

وقطبه الكبير الراحل فؤاد باشا سراج الدين فى تلك الفترة، نأمل أن يطلبوا الحقيقة من مصادرها، وأن يبحثوا فى جذورها، ويتعاملوا معها بمعطيات عصرهم.

ومن أطرف فصول الكتاب هذه المقارنة التى يعقدها المؤلف بين اشتراكية الوفد واشتراكية ثورة يوليو، أما أيام «السادات والوفد» فهو عنوان الفصل الثالث من الكتاب وفيه يبسط المؤلف علاقة الرئيس الراحل أنور السادات بحزب الوفد وزعمائه على مدى فترة زمنية طويلة، ويضم الكتاب ملحقا للصور النادرة التى تعبر عن أهم الأحداث فى تاريخ حزب الوفد.
على مدى تاريخه الممتد منذ أعقاب ثورة ١٩١٩.

اقرأ ايضا

حين تكثر الغيوم فى الأفق، وتنهمر الأعاصير ضاربة الساحات يصبح البحث عن مرافئ آمنة