نوبة صحيان

غلطة العمر لأمن الخليج

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم: أحمد السرساوي

تجاهل الولايات المتحدة لأمن الخليج العربى ضمن الاتفاق النووى مع إيران سيكون غلطة العمر، وسقطة لن يتحمل تبعاتها المباشرة إلا الأشقاء فى هذه المنطقة المهمة من العالم.. وتداعياتها وتوابعها ستلهب أمريكا ومصالحها فى الشرق العربى.

أقول هذا لأن الطرف القوى الذى يُملى شروطه فى ڤيينا هى إيران وليست أمريكا كما يبدو فى الظاهر.. فبينما تنتظر واشنطن اتفاقا لا يبتعد كثيرا عن السابق الذى أقره ساكن البيت الأبيض الأسبق باراك أوباما.. تضغط طهران لتحقيق نفس المنافع وفق الاتفاق القديم وفى صدارتها اقتناص برنامجها النووى، والإفراج عن أرصدتها المهولة بالخارج «نحو ١١٠ مليارات دولار»، وفوق ذلك ضمانات بعدم التراجع الأمريكى مستقبلا عن الاتفاق!!

وفى خضم كل ذلك، ومع الاستعجال الأمريكى «الباطنى» لإتمام الاتفاق.. والرغبة فى التفرغ للتنين الصينى.. نسيت واشنطن أو تناست أمن حلفائها فى المنطقة وبخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، بل وحتى إسرائيل رغم «تطمينات بايدن» لها!!

إلا أن مخطط السياسة الإيرانية.. رشق مخلب قط له فى كل اتجاه حول جزيرة العرب.. من الشمال حزب الله وتواجد الحرس الثورى فى سوريا والعراق، ومن الشرق بتمركز عسكرى برى وبحرى مستعد للفتح والانتشار تجاه الخليج، ومن الجنوب عبر الحوثى وجماعته فى اليمن الذى اعتدى على الإمارات الشقيقة فوصلت سهامه الطائشة للعاصمة، ثم أنكرت طهران صلتها بالمسألة، وهى من يملك «ريموت» إطلاق هذه السهام.

والأضمن أن تفرض الولايات المتحدة شروطا لأمن حلفائها فى منطقة تجلس بالفعل فوق برميل من البارود، مقابل الضمانات التى تريدها إيران من أمريكا بعدم التراجع عن الاتفاق.

وأرى أن الوقت مازال مبكرا لأن تنفض واشنطن يديها عن أمن المنطقة، وتدع أمن الخليج فى أيادى لاعبين إقليميين جدد لتتفرغ هى لملاعبة بكين وموسكو.. حتى لا تندم فى وقت لا ينفع فيه الندم.