إنها مصر

حائط صد

كرم جبر
كرم جبر

"إحنا فى بيوت ربنا، ولازم تعرفوا أن اللى حمى البلد دى ربنا سبحانه وتعالى، ودائماً ندعوه ونتوسل إليه أن يحمينا، لأن هو ربنا وبيسبب الأسباب".
كلمات الرئيس فى الكاتدرائية ليلة عيد الميلاد المجيد، حملت للمصريين جميعاً الطمأنينة، لأن بلدهم فى حفظ المولى عز وجل، وهو الذى حفظه ونجاه من أكبر مؤامرة تعرض لها فى تاريخه.
مهما قلنا ومهما عددنا الأسباب لتفسير كيفية تخطى المحنة وتجاوز الخطر، فالفضل يرجع للمولى عز وجل، الذى شاءت إرادته أن يرد كيدهم، ويحمى مصر ويحفظ شعبها.
كان أشد المتفائلين بعد أحداث يناير، ولا يتخيل ولا يتوقع أن تعبر مصر الكارثة، وتقف على قدميها، وتبنى وتشيد وتضرب الإرهاب، وتجتثه من جذوره.


بينما الدنيا من حولنا تغوص فى الفوضى وتصارع من أجل البقاء، بعد أن تفككت جيوشها ومؤسساتها الوطنية، واشتعلت الحروب والفتن، تحرق وتدمر وتفتت وحدة الشعوب وتهدد سلامة أراضيها.
الله سبحانه وتعالى هو الذى استجاب لدعوات القلوب الخائفة على بلدها من الفوضى والضياع، فاصطف المصريون خلف رئيسهم وجيشهم، وكان رهان الرئيس على شعبه قوياً وراسخاً، فظلت العلاقات بين أبناء الوطن قوية ومتينة.
عدالة الدولة المصرية هى السند والدعم، فاحتوت جميع المصريين تحت مظلتها، وفى لحظة الخطر كانت مظلة الوطن هى الحماية والأمان والضمان.
أدرك المصريون جميعاً أن وطنهم هو الملجأ والملاذ، فظلوا يداً واحدة ضد جماعة الشر، التى لم تستطع أن تفعل شيئاً مع وحدتهم وتماسكهم، وهو المعنى الذى يؤكد عليه الرئيس دائماً "قوة مصر فى تماسك المصريين".
وقال الرئيس "إحنا فى مصر بدأنا طريق وعاهدناكم أن نكون مع بعض.. الطريق ده طريق الجمهورية الجديدة التى تتسع للجميع، بدون تفرقة أو تمييز، نعيش فيها بسلام وأمان مع بعض".
الجمهورية الجديدة التى تظهر ملامحها جيداً فى الأفق، وعمودها الأساسى هو الإنسان، الذى اصطف خلف الرئيس فى لحظات الخطر، وتحمل فاتورة الإصلاحات الاقتصادية بصبر، لثقته أن الضوء سوف يظهر فى نهاية النفق.


وكعادته فى كل المناسبات كان الرئيس حريصاً على التحذير من دعاة الفتن والفرقة، وألا نسمح أن يدخلوا بيننا، لنظل متحدين وأقوياء.
الفرقة والفتن التى حاولت الجماعة الإرهابية أن تزرعها، لإشعال حروب وفتن تأتى على الأخضر واليابس، ولكن كان حب المصريين لبلدهم هو حائط الصد.
"حائط صد" ضد المؤامرات والفتن والصراعات والحروب الدينية والطائفية، لأن مظلة مصر التى تحتوى الجميع تحتها، تكرس السماحة والوسطية والاعتدال.