عاجل

ميلاد المسيح.. وخطة الله لحياتنا

د. القس أندريه زكى
د. القس أندريه زكى

بقلم/  د. القس أندريه زكى

رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر

إذا نظرنا لخليقة الله، هذا الكون الواسع من حولنا نتعلم أن الله لا يخلق شيئًا عشوائيًّا، وأن الطبيعة تسير وفق قوانين دقيقة. وكذلك كل أعمال الله لا تتم بعشوائية أو عدم ترتيب. تعلم الإنسان بناء حضارته من هذه الطبيعة، وتتجلى قدرة الله العظيمة أيضًا فى خلقه للعقل البشرى الذى استطاع أن يعرف أسرارًا كثيرةً عن الكون، ويتعرف على طبيعة خلايا النباتات والحيوانات والإنسان، واستطاع هذا العقل الذى خلقه الله بإبداع أن ينقذ البشرية من الأمراض والأوبئة. وكل هذه الإبداعات العظيمة تدل أن وراءها خالقًا عظيمًا عمل كل شيء بترتيب ولياقة ودقة.
إذًا مشيئة الله وإرادته لا تسير بعشوائية بل يستخدم الله كل الأحداث والظروف ليعيد ترتيب المشاهد من جديد كما رأينا فى أحداث قصة الميلاد، وغيرها الكثير من الكتاب المقدس.

مشيئة الله تحترم عقل الإنسان وحريته واختياراته
يقول الله فى سفر التثنية: «قَدْ جَعَلْتُ قُدَّامَكَ الْحَيَاةَ وَالْمَوْتَ. الْبَرَكَةَ وَاللَّعْنَةَ. فَاخْتَرِ الْحَيَاةَ لِكَيْ تَحْيَا أَنْتَ وَنَسْلُكَ» (تثنية 30: 19). نتعلم من هذه الكلمات أن الله يخيِّرنا بين الحياة والموت، البركة واللعنة، والأهم من ذلك أن قرار اختيار الحياة لا يقف عند حدودك كشخص، لكنه يمتد إلى الأجيال القادمة أيضًا.

مشيئة الله ومسؤولية الإنسان
يؤكد لنا سفر التكوين أن الله خلق كل شيء على أكمل وجه، وأنه وضع الإنسان فى جنة عدن ليعملها ويحفظها (سفر التكوين 2: 15)، وفى هذا التكليف إقرارًا واضحًا بمسؤولية الإنسان تجاه الخليقة؛ فالإنسان ليس مجرد متلقٍّ لأعمال الله، بل مشارك بالعمل وعليه دور ومسؤولية تجاه الخليقة والوجود وتجاه أخيه الإنسان. ودور الإنسان ومسؤوليته هما جزء لا يتجزأ من مشيئة الله.

فى استقبالنا للعام الجديد، أصلى أن يتعرف كلٌّ منا على مشيئة الله وخطته فى حياتنا، وأن يتعرف على دوره داخل هذه المشيئة، ويسعى ليقوم به على أكمل وجه. أصلى لأجل وطننا الغالى مصر، لأجل الرئيس والقيادات، ولأجل كل المصريين، متمنيًا عامًا جديدًا من النجاح والإنجاز وفق مشيئة الله الصالحة.