«عاش الهلال مع الصليب».. حكايات المحبة من دفتر أحوال المصريين| تقرير

عصام جمال
عصام جمال

« الدين لله والوطن للجميع.. عاش الهلال مع الصليب».. كلمات بسيطة نشأ وتربى عليها المصريون، ففى مصر لا فرق بين مسيحى ومسلم، الجميع إخوة يعيشون فى وطن واحد ويدافعون عن أرض واحدة، وهو ما يجعلهم يتقاسمون احتفالاتهم الدينية بمحبة خالصة، فيحظى عيد الميلاد المجيد بأهمية كبيرة لدى المسلمين الذين يحرصون على تهنئة إخوانهم المسيحيين ومشاركتهم تفاصيل الاحتفال المبهج.
«ألف عيلة وعيلة» تجول فى شوارع مصر وحواريها ليستمع إلى قصص المحبة بين الأصدقاء المسيحيين والمسلمين، وفتح صندوق الذكريات الذى يحوى حكايات مصرية مليئة بالوفاء والجدعنة، والصداقة القوية التى تجمع الطرفين فى حالة خاصة من الود والفرحة.

«بحب الكنيسة المعلقة وروحى موجودة فى مجمع الأديان وعلى طول بروح مع صحابى هناك».. بهذه الكلمات بدأ عصام جمال-مدرب مهارات تواصل ومعلومات - حديثه عن مشاركته لأصدقائه الأقباط الاحتفال بأعيادهم، مضيفا أنه عندما زار الهند فى إطار برنامج تبادل طلابى حرص على مشاركة أحد أصدقائه الأقباط الاحتفال بمناسباته الدينية والتقاط الصور داخل الكنيسة وإضاءة الشموع ووصفها بأنها تجربة رائعة لا يستطيع نسيانها حتى الآن رغم مرور سنوات عليها.
طنط عايدة

«لازم أبقى أول واحد اعيد على مدرستى فى ابتدائى وطنط عايدة كل سنة».. كلمات خرجت من المهندس أحمد حسن حبشي-استشارى فى حى الوزارات بالعاصمة الإدارية- ليعبر بها عن حرصه فى كل عيد ميلاد على تقديم التهنئة لمعلمته وأصدقائه القدامى فى المدرسة والجامعة، ووضع شجرة عيد الميلاد فى منزله وتزيينها برفقة ابنته.
لا ينسى حبشى صديقة والدته المقربة (عايدة) والتى كان يعتبرها فى منزلة والدته، والتى كانت حريصة على الاهتمام به ومراجعة الدروس معه، وكان يذهب هو ووالدته معها إلى الكنيسة لمشاركتها الاحتفال بالمناسبات الدينية.. وأضاف: عند مرضها الأخير طلبت من والدتى أن تظل بجوارها حتى رحلت عن الدنيا، ويكمل «لما بعدى من تحت بيتها بسمع ضحكتها وببقى عايز اطلع اسلم عليها واقولها كل سنة وانت طيبة انا اشتريت لبس جديد علشان نروح الكنيسة سوا».
أنا وفادى

«مفيش مرة افترقنا فى عيد الميلاد بحتفل معاه فى الكنيسة وفى رمضان بيعلق معايا الزينة والفانوس قدام بيتي» بهذه الكلمات يروى مصطفى عنز-كاتب وباحث-حكايته مع صديقه فادى حليم، ويقول إنه رغم عمر صداقتنا القصيرة التى لم تكمل عامين فقط إلا اننا لا نفترق أبدًا، وفى المناسبات الدينية نتبادل التهنئة ونشارك بعضنا البعض كل مظاهر الاحتفال، ويكمل: «انا وفادى بنقضى أحلى وقت سوا وهو شخصية جميلة أوى وصاحب صاحبه».. وأضاف أنه زار مع صديقه العديد من الكنائس والتقى الكثير من رجال الدين، كما يحرص صديقه على مشاركته الاحتفال بقدوم شهر رمضان وبعيد الفطر وعيد الأضحى، ويقوما معًا بتعليق الزينة والفوانيس فى الشوارع.
وقفة رجالة

«عمرى ما هنسى يوم وفاة والدى واللى كان ليلة عيد الميلاد المجيد وأن أصحابى المسيحيين وقفوا فى ضهرى وقفة رجالة وسابوا الاحتفال ولمة العيلة وفضلوا معايا فى الدفنة ولحد تانى يوم» هكذا بدأت منة نبوي-منتجة فنية-حديثها عن صديقاتها ليديا وسالى وليليان وقالت إنها تربت فى مدرسة راهبات لم تعرف الفرق بين المسلم والمسيحى فالكل أخوة دون تفرقة، وتكمل أن صديقاتها الثلاث وقفن بجوارها فى العديد من المواقف الصعبة ولا يمكن ان تنسى يوم وفاة والدها والذى كان ليلة عيد الميلاد وترك صديقاتها الاحتفال بالعيد والبقاء إلى جوارها ومنذ ذلك الوقت وهى تحرص على قضاء عيد الميلاد معهم.. وتواصل: فى المقابل فإن الأعياد الإسلامية وخاصة الأضحى لا تخلو من صديقاتى اللاتى يتجمعن فى منزلى لمشاركتى الطعام والاحتفال، وتنهى حديثها قائلة «السعادة وجبر الخواطر والصداقة مفيهاش فرق بين مسلم ومسيحى.»
سهرة العيد

«سهرة ليلة عيد الميلاد المجيد دى حاجة مقدسة لازم اقضيها مع أصحابي».. هكذا بدأت إيمان يحيى التى تعمل فى مجال الأعمال الحرة، حديثها عن صديقاتها الأقباط وعلاقتها القوية بهن منذ طفولتها ودراستهم بالمدرسة سويا، وتقول: منذ الصغر تعودت على الاحتفال مع صديقاتى الأقباط بأعيادهم المختلفة وعلى رأسها عيد الميلاد المجيد وتقديم التهانى لهن بل والذهاب معهم للكنيسة.. وتضيف أنها كانت تدرس بإحدى مدارس الراهبات ولم يكن هناك فرق بين المسلم والقبطى، وصديقاتها الأقباط يحرصن على تقديم التهانى لها فى عيد الفطر والأضحى وتعليق الزينة والفانوس احتفالا بقدوم شهر رمضان الكريم، وتختتم حديثها قائلة: أيام رمضان كان زميلاتها الأقباط يمتنعن عن تناول الطعام فى النهار حرصا على مشاعر الفتيات المسلمات.
الزيارة والهدايا

«صحابى المسلمين لازم يجوا عندى البيت فى العيد وبيجيبولى هدايا كتير ويعملولى شعرى ويلبسونى وكأنى يوم فرحى، وفعلا بحس بطعم العيد فى وجودهم، وعمرهم ما حسسونى فى يوم بالفرق بين مسلم ومسيحي».. هكذا حكت فادية الفيل، عن ثلاث صديقات لها من محافظات مختلفة، كل واحدة منهن تحتفل معها بطريقة مختلفة.. وتابعت « الأولى مها، أول مكالمة فى العيد لازم تكون منها، وعمرها ما فوتت عيد، والثانية مروة والتى كانت تأتى لزيارتها دائمًا فى العيد، وبسبب فيروس كورونا، يتحدثان مكالمات فيديو وتقيم مظاهر الاحتفال وكأنها بصحبتها فى المنزل، أما الثالثة علا، متخصصة فى فن اختيار الهدايا، تعلم جيدًا ما تحبه فادية وتقترح على الأصدقاء هداياهم وتضع خطة الاحتفال باليوم، ويكون غاية الأصدقاء الثلاثة إسعاد فادية بعيدها.