علماء مصر ومشكلة الإتاحة في التعليم

حازم نصر
حازم نصر

حالة من التفاؤل سادت بين الحضور في أول أيام العام الجديد .. نخبة من علماء مصر يحلمون بحلول جذرية لمشاكل التعليم المصري المتراكمة والمتشابكة والمعقدة .

لم يتوقفوا عند الحلم بل قرروا اتخاذ خطوات عملية للإسهام الجاد في مواجهة تلك المشاكل إدراكا منهم بأن التعليم هو أهم وسائل نهضة هذا الوطن .

عدد كبير من العلماء والخبراء في مقدمتهم  الدكتور حسين عويضة أستاذ الاقتصاد الزراعي ورئيس نادى أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر والدكتور جمال شيحة أستاذ ورئيس جمعية رعاية مرضى الكبد ورئيس لجنة التعليم السابق بمجلس النواب قاموا بتدشين المجموعة الاستشارية لعلماء التعليم في مصر  لمساعدة الدولة المصرية للنهوض بالتعليم قبل الجامعي والتعليم الجامعي .

 العلماء لديهم قناعة جازمة بأن التعليم قضية مجتمعية وليست قضية متعلقة بوزراء التعليم فقط ..كما أن لديهم قناعة جازمة بأن  مصر في تلك الآونة التي تشهد فيها انطلاقة غير مسبوقة في الجمهورية الجديدة في حاجة ماسة  لجهود كل المخلصين من أبنائها .

الهدف الأسمى  لهم دراسة كل مشاكل التعليم دراسة علمية منهجية واقتراح الحلول لها وتقديمها لذوي الشأن لتنير لهم الطريق وتساعدهم على مواجهة هذه المشاكل والانتقال بالتعليم المصري بما يحقق طموحات أبناء الوطن ليمنح  التعليم للوطن قوته الناعمة وكذا قوته الخشنة إذا لزم الأمر .

وبدعوة من الدكتور عويضة  والدكتور شيحة حضرت اليوم أول ورشة عمل تنظمها تلك المجموعة من صفوة عقول الوطن حيث تم تخصيص الورشة لكيفية حل مشكلة الإتاحة في التعليم قبل الجامعي للقضاء على نظام الفترتين بالمدارس والحد من كثافة الفصول كمدخل طبيعي لحل مشاكل التعليم لأنه لا يمكن حلها  دون إتاحة مكان ملائم لكل طفل في فصل دراسي  لا تزيد الكثافة في الفصل عن 45 تلميذ بصورة مبدئية لحين تحقيق الاتاحة المثالية مستقبلا بعدم زيادة الكثافة في أي فصل عن 30 تلميذ .


    ضيف الورشة والمتحدث الرئيسي بها كان  الدكتور الهلالي الشربيني أستاذ التخطيط التربوي والإدارة التعليمية بجامعة المنصورة ووزير التربية والتعليم  السابق  وأدار الحوار باقتدار الدكتور جمال شيحة .

وكشف شيحة في بداية الحوار عن أن الهدف هو تقديم حلول عملية لكل مشاكل التعليم وفي مقدمتها مشكلة الإتاحة مؤكدا بأن كل مشكلة قابلة للحل مهما كان حجمها .

الوزير الشربيني لديه إلمام عميق ومتكامل للمشكلة استعرضه مع الحضور ودار حوار معمق في كافة التفاصيل استغرق 4 ساعات وكشفت تفاصيل الحوار عن الجد والحكمة في المناقشات وكان من أبرز ما طرحه الدكتور الهلالي بأنه تم دراسة مشكلة الإتاحة وتم الاستقرار على  بناء 150 ألف فصل جديد في فترة زمنية تتراوح بين 3 و4 سنوات تتولى الحكومة بناء 90 ألف منها والشراكة مع القطاع الخاص بناء 60 ألف فصل .

وأشار إلى أن ذلك كان يتم بالتوازي مع 9 برامج أخرى لحل مشاكل مزمنة .

وفي نهاية ورشة العمل أكد العلماء على أن حل مشكلة الاتاحة ممكنة في فترة زمنية وجيزة وأشاروا إلى قيامهم بتقديم المقترحات والمشورة لأجهزة التعليم التنفيذية لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بإصلاح التعليم  والعمل على تقديم مشروعات التشريعات الخاصة بجودة التعليم إلى مجلس النواب  بحيث تقدم كل ما هو جديد من واقع الخبرات المتراكمة من واقع التجارب الدولية المختلفة .

غادرت ورشة العمل التي عقدت بنادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر بعد أن قدمت خالص التقدير للدكتور محمد حسين عويضة رئيس النادي والدكتور جمال شيحة لقيادتهما لهذا العمل التطوعي الذي يستهدف دعم جهود الدولة في أخطر القضايا التي تواجهه وهي قضية التعليم ..كما قدمت خالص التقدير للوزير الدكتور الهلالي الشربيني الذي نال احترام الحضور بتناوله الجاد والرصين والواقعي للمشكلة والذي فتح بابا واسعا للأمل أمام حلها .