«حمار» توفيق الحكيم يقدم له التهنئة بالعام الجديد!

توفيق الحكيم وصديقه الحمار
توفيق الحكيم وصديقه الحمار

تلقيت من «حمارى» التهنئة التالية بمناسبة حلول العام الجديد:
زميلى توفيق الحكيم.. واجب الصداقة والزمالة، والعيش والملح، ولو أنى لا آكل الملح - يدعونى إلى أن أتقدم إليك، قبل جميع الناس، مهنئا بالعام المنصرم والعام الجديد، ولا تظن أنى طامع فى أن تمنحنى «علاوة » فأنا كما تعلم لا انتظر منك منفعة ولا مصلحة، إنما أعرفك لوجه الله، وهذا نادر اليوم فى بلدك، وعند أبناء جنسك، بل إنك لتعلم أنى أنا الذى يوحى إليك بالأفكار، وأنت الذى تقبض الأجور، ولم يخطر ببالى أن أطالبك يوما بنصيب، لأنى « حمار »، فليكن عزائى على الأقل حسن ظنك بى، وبأخلاقى، وثقتك ببعدى عن الغايات والأغراض، فتهنئتى لك إذن ليست من طراز تلك التهانى، التى تمطر اليوم سيولا على أبواب ذوى السلطان، وتمنياتى لك ليست من قبيل الزلفى والرياء! بل هى شيء خالص صادق لشخصك المكتوب على أن أصاحبه فى الحلوة والمرة، وإذا سألتنى ماذا أتمنى لك فى حقيقة الأمر لقلت لك بكل بساطة أن تكون مثلى، إياك أن تغير مبادئك فى الحياة، إياك أن تطيش ببالك الأطماع الزائفة، ويبهر بصرك الجاه الكاذب، أثبت على مبدئى الذى ألقنه لك كل صباح مساء: عش لأداء الواجب، ولا تهدر الواجب لتعيش، وسوف أذكرك بهذه الكلمة فى كل عام ما حييت.. أنت وأنا.

اقرأ أيضاً

توفيق الحكيم يحاسب لاعبي كرة القدم المصريين.. فما السر؟

« حمارك»
فكتبت إليه : عزيزى الحمار، أنت دائما لا فائدة منك إلا الثرثرة ووجع الدماغ، لو كنت خروفا على الأقل لذبحناك، وأكلناك، وتظاهرنا بتوزيع لحمك على الفقراء، ولكنك حمار !
توفيق الحكيم
«أخبار اليوم» 25 نوفمبر 1944