فتاة الهانوفيل سقطت من الطابق السادس فزعًا على أمها

فتاة الهانوفيل.. دماء على شاطئ العجمى

فتاة الهانوفيل
فتاة الهانوفيل

حبيبة جمال سمر ياقوت

  في غمضة عين، وبين عشية وضحاها فقدت أم ابنتها الشابة، ماتت أمام عينيها دون أن تقوى على إنقاذ حياتها، دون أن تستوعب أي ذنب ارتكبته ابنتها لتكون هذه هي نهايتها، وفي لحظة تتبدل الفرحة لحزن دائم وآثار لن يقوى الزمن على محوها، هذا ملخص لقصة مأساوية فقدت فيها أم ابنتها، وذلك لأنها اختارت شابًا آخر ترتبط به، ومع سقوطها هذا الذي جاء نتيجة الفزع؛ يثار سؤال هل يعاقب القانون على القتل المعنوي؟! تفاصيل الحادث الذي لا يزال حديث الناس بمنطقة العجمي غرب الإسكندرية، وسؤال قانوني عن إمكانية توجيه تهمة القتل المعنوي للجاني الذي سبب فزعًا في نفس الفتاة.

هنا داخل شقة صغيرة تقع بالطابق السادس بمنطقة الهانوفيل، تعيش هاجر محمد، فتاة تبلغ من العمر ١٦ عاما، على قدر كبير من الجمال، ملامحها تملؤها البراءة والطيبة، يشهد الجميع بأخلاقها الحميدة، منذ عام تقدم شاب لخطبتها، فمنذ الوهلة الأولى التي رأته فيها شعرت بأنه هو فتى أحلامها، وهو من سيسعد أيامها القادمة، فوافقت على الخطبة، كانت تعد الأيام والليالي حتى يجمعها بيت واحد مع من اختاره قلبها، لكن رغم خطبتها إلا أن «أ» جارهم كان يريد الزواج منها، وتقدم لخطبتها، فرفضته الأسرة، لم يتقبل الشاب فكرة أن الفتاة التي يحبها كسرت قلبه، وستكون لشخص آخر، فملأ الحقد قلبه، وسيطرت على عقله فكرة الانتقام، ظل يطاردها أينما تذهب، لكن لم تتوقع تلك الفتاة المسكينة بأن رفضها له سيكون سببًا في إنهاء حياتها، ولم تتوقع الأسرة أن حياتهم ستنقلب رأسا على عقب، وتتحول من الهدوء للصخب، وتختفي الابتسامة ويظل الحزن فقط يسكن منزلهم. 

يوم الواقعة

جلست هاجر في شقتها مع شقيقتها الكبرى، بينما خرجت الأم ونجلها لقضاء بعض الأعمال، كان «أ» ينتظر أسفل العقار، وبمجرد رؤيته لهما اعتقد أن هاجر تجلس بمفردها داخل الشقة، فصعد إليها وبدأ يطرق الباب بعنف، فاتصلت هاجر بخطيبها والذي يسكن معهم في نفس العقار، لينقذها من يد هذا المتهم، وعندما خرج خطيبها حدثت مشادة بينهما، فذهب «أ» وأحضر مجموعة من أصدقاء السوء ومعهم أسلحة بيضاء وكلاب، وبدأ التشاجر يزداد، فاتصلت شقيقة هاجر بوالدتها وأخبرتها بما يحدث، فأتت الأم مسرعة، توجه كلامًا لاذعًا للشاب، كل هذا يحدث أسفل العقار، في هذا الوقت كانت هاجر تقف في شرفة شقتهم وتصرخ بأعلى صوتها وتنادي على والدتها بخوف شديد وصل لدرجة الفزع، حتى اختل توازنها فجأة وسقطت من الطابق السادس لتسقط تحت قدم والدتها في مشهد أكثر من مثير، وكأنها تلقي عليها وعلى شقيقها نظرة الوداع ثم تصعد روحها للسماء، صاعقة نزلت على الأم أفقدتها النطق لدقائق معدودة ثم انهالت فوق جسد ابنتها، وظلت تصرخ وتقول «متسبينيش.. أبوس رجلك فوقي»، لكن بلا فائدة، حاول خطيبها وشقيقها نقلها سريعًا للمستشفى في محاولة لإنقاذها ولكن باءت المحاولات بالفشل، لتموت هاجر بلا أي ذنب، ماتت وتركت والدتها تتألم حزنًا ووجعًا على فراقها، فما زال مشهد سقوطها محفورًا في ذاكرة الأم المكلومة، التي بدلا من أن ترى ابنتها بالفستان الأبيض، ألبستها الكفن الأبيض وودعتها لمثواها الأخير.

كل يوم تدخل غرفتها، تحتضن ملابسها لعلها تشتم فيها رائحتها، تسرح بخيالها أن ابنتها ستطرق بابها في أي لحظة وترتمي بين أحضانها، لكن سرعان ما تفوق من شرودها، والدموع تنهال على خديها تدرك أن ابنتها لن تعود إليها مرة أخرى، أصبحت طلبات الأم بسيطة وهي القصاص العادل، فقط تطلب أن يعود حق ابنتها.