صحيح أن محمد عبدالوهاب كان ممن يحبون الغناء والموسيقى لكن كونه شخصية فنية قيادية فقد كانت بداياته مليئة بالإثارة والتهديد بالانتحار من أجل إشباع رغبته.
ربما لا يعرف كثيرون أن موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب هدد يوما ما بالانتحار إذا منع من الغناء، وكان ذلك بعد اكتشاف شقيقه الأكبر بأنه يغني فى فرقة فوزي الجزايرلي باسم مستعار، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في 7 أبريل 1951.
في هذا العدد عنونت الصحيفة تقريرها عن موسيقار الأجيال: «لماذا هدد عبدالوهاب بالانتحار؟».. قبل أن يجيب التقرير نفسه عن أن « الأستاذ محمد عبدالوهاب اشتهر بحلاوة الصوت منذ كان صغيرا حتى أن فوزي الجزايرلي أظهره فى فرقته وقتذاك باسم مستعار لكي لا يعلم بذلك والده».
ولكن شقيق محمد عبدالوهاب الأكبر الأستاذ حسن عبدالوهاب اكتشف أمره فألقى القبض عليه واقتاده إلى المرحوم والده متلبسا بجريمة الغناء.
وفي أثناء ذلك صارح عبدالوهاب شقيقه بأنه سينتحر إذا حيل بينه وبين الغناء فاضطر إزاء ذلك إلى أن يساعده في الخفاء لكي يشبع رغبته فى تلك الهواية.
اقرأ أيضًا| رسالة من الموسيقار محمد عبدالوهاب: «الحقوني خايف أموت ما فيش حد معايا»
يذكر أن الموسيقار محمد عبدالوهاب ولد فى 13 مارس 1901 بحي باب الشعرية أحد أحياء محافظة القاهرة ووالده الشيخ محمد أبوعيسى قارئ ومؤذن جامع سيدي الشعراني بباب الشعرية ووالدته فاطمة حجاز وله أختان، والتحق بمعهد الموسيقى العربية وتعلم العزف بالعود على يد الملحن محمد القصبجي وعمل كمنشد بفرقة على الكسار ونجيب الريحاني ثم أعجب الفنان سيد درويش بصوته وعرض عليه العمل في فرقته مقابل 15 جنيها شهرياً.
أحب الشاعر أحمد شوقي وكان يعتبره مثله الأعلى الذي قدمه لكبار رجال الصحافة والأدب مثل طه حسين وعباس العقاد ورجال السايسة مثل سعد زغلول باشا ومحمود النقراشي حتى حاز على لقب بموسيقار الأجيال ولحن الكثير من الأعمال التي سطرت تاريخ الفن القديم والحديث مثل "حيران في دنيا الخيال" لليلى مراد، و"حمال الأسية" لفايزة أحمد، و"دلوقتى أو بعدين" لنجاة الصغيرة.
كما التقى بكوكب الشرق أم كلثوم عام 1925 في لقاء اشتهر بلقاء السحاب وعمل بعدها لحن أنت عمري، وأنت الحب، وأمل حياتي، وتزوج 3 مرات الأولى كانت من سيدة تكبره بـ25 سنة والتي اشتركت معه في إنتاج فلمه الأول "الوردة البيضاء" ثم تزوج من "إقبال" التي أنجب منها خمسة أولاد "أحمد وعصمت، عائشة ، محمد، عفت".
أما المرة الثالثة فكانت من نهلة القدوسي، وتوفي الموسيقار محمد عبدالوهاب يوم 4 مايو 1991 إثر جلطة بالمخ نتيجة إنزلاقه بأرضية منزله وشيعت له جنازة عسكرية بقرار رئاسي.
