عمر يوسف

ساعة عصاري | عم عبدالحميد.. حكاية آخر «سقايين» المحروسة

ساعة عصارى عم عبدالحميد.. حكاية آخر «سقايين» المحروسة
ساعة عصارى عم عبدالحميد.. حكاية آخر «سقايين» المحروسة

عمر يوسف

«يهون الله يعوض الله ع السقايين دول شقيانين.. متعفرتين م الكوبانية..

خواجاتها جونا حايطفشونا ليه بيرازونا..

دى صنعة أبونا.. ما تعبرونا يا خلايق»، كلمات تغنى بها سيد درويش فى أغنية السقايين، لتجسد مهنة من أقدم مهن مصر القديمة، وهى مهنة السقايين..

ورغم أن تلك المهنة اندثرت مع تطور الزمن واختراع الآلات الحديثة إلا أنه مازال يتمسك بها ليكون آخر «سقايين» المحروسة.


«نحن قوم لا نسأل ولا نقول لا»، تلك الجملة التى يرددها عم عبد الحميد، باتت شعار حياته، التى وهبها منذ صغره لخدمة آل البيت فى كل مكان، والمترددين على موالدهم، فلا يترك عم عبد الحميد مولدا، إلا وتجده يقف بصحبة قِربته الصغيرة التى تتعلق بكتفه وكأنها طفل رضيع علق بذراع والده..

يرتدى ملابسه الخضراء التى يتوارثها أبناء تلك المهنة منذ قديم الأزل، ناهيك عن ابتسامته البشوشة التى يوزعها يمينًا ويسارًا، مع كل كأس ماء يشربه عابر أو متردد على بيت ولى من أولياء الله الصالحين.


ويحكى عم عبد الحميد عن سبب تمسكه بتلك المهنة، ويقول: «المهنة دى هى اللى اختارتنى، وزى ما كان جدى وأبويا سقايين ويروو عطش المسافرين لبيت الله الحرام، أنا كمان أصريت إن دى تكون مهنتى لحد ما أموت».


يعيش عم عبد الحميد فى قرية منفلوط، بصحبة أبنائه السبعة، وكان حلمه منذ صغره زيارة بيت الله الحرام، وتوزيع الماء على حجاج البيت، إلا أن الأمر كان فى غاية الصعوبة بسبب ارتفاع تكاليف السفر، ولكن كانت دعواته التى تخرج منه مع كل قطرة الماء يوزعها دون مقابل مادى لوجه الله تعالى، سببًا فى تشرفه بزيارة بيت الله الحرام، فعقب ذيوع صيت الصورة التى التقطها له المصور محمد وردانى أمام مسجد السلطان حسن والرفاعى، أصبح حديث السوشيال ميديا داخل وخارج مصر، حتى تنافس الكثيرون على التكفل بكافة مصاريف العمرة.

اقرأ أيضاً|ساعة عصارى | «دُف» مجاهد يطرب القلوب فى الموالد