إنها مصر

قضايا عائلية

كرم جبر
كرم جبر

أتابع بقلق شديد القضايا العائلية، وأغلبها نزاعات مالية، تتحول إلى قضايا فى المحاكم، ثم تنتقل إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، فتحقق أعلى نسب المشاهدة والمتابعة والتعليق.

هذه النزاعات ليست وليدة اليوم، ولكنها موجودة طول الوقت، والذى تغير فقط هو اللجوء إلى وسائل الإعلام، ومحاولة كل طرف أن يثبت أنه صاحب حق، والآخرين هم المخطئون.

الكل خاسرون.. أولاً: بالإساءة إلى سمعة العائلة نفسها بشكل قد يصل إلى حد التجريس.. وثانياً: بنشر أسرار وتفصيلات لا ينبغى أن تذكر.. وثالثاً: بالمبالغة والتهويل والإثارة ومحاولة كسب ود الرأى العام.

الكل خاسرون لأنها حالات استثنائية، يتم الترويج لها على أنها تمثل واقع الأسر والعائلات المصرية الآن، بسبب تفتت العلاقات واختفاء كبير العائلة، والأطماع والنوايا السيئة وتغليب الماديات على الروابط الأسرية والأخلاقية.

على من يقع اللوم ؟

وسائل الإعلام تبحث عن الجاذبية والمتابعين، وترى أن مثل هذه القضايا هى أقصر طريق إلى الرواج، وتتحجج بأن المتنازعين أنفسهم هم الذين يجيئون إليهم بأقدامهم، بموافقتهم ورضاهم ولا يرغمهم أحد على ذلك.

ولا أحد يبحث عن سند أو دليل أو من هو صاحب الحق، لأنها فى الغالب الأعم قضايا مثل جبل الثلج لا تظهر منه سوى القمة، وفيها تداخلات كثيرة وعلاقات متشابكة وحقوق غامضة، وكل طرف يظهر الجانب الذى يدعم وجهة نظره ولو كان ذلك على حساب الحقيقة.. وتصبح الحقائق أشياء صغيرة محاطة بأكوام من الأكاذيب.

لا أريد أن أذكر أسماء أو تفصيلات ولكنى أتحدث عن ظاهرة انفجرت مؤخراً، وتسرى فى مختلف وسائل الإعلام سريان النار فى الهشيم، والجميع يقلد الجميع ويجرى وراء الجميع.

تسليط الأضواء على تلك النماذج، يجب أبداً ألا ينال من صورة الأسر المصرية المحترمة، وهى الغالبية العظمى، وليس معنى انفجار خلافات بين المشاهير، أن يتم التعميم أو الإيحاء بأن ذلك هو الطبيعى والمعتاد.

الأسر المصرية ليست كذلك، وعظيمات مصر هن سر العطاء والكرامة والكبرياء، ولا ننسى أبداً أن المرأة المصرية ليست من ترمى أولادها فى الشارع، ولكنها التى تصبر وتكافح وتعمل وتربى أبناءها وتتحمل كل الصعاب والمشاق.

المرأة المصرية الصابرة هى النموذج الذى يجب إلقاء الضوء عليه، ليتغلب على صخب وضجيج النزاعات الصارخة، وأصبحت مصر قائدة فى إعطاء المرأة حقوقها ودفعها إلى مقدمة الصفوف.

يجب أبداً ألا نغفل البريق ونركز على الظلال، ولا أن يتم ترويج حالات محدودة على أنها الأمر الغالب، ولا محاولات جذب الشهرة والأضواء على حساب سمعة الأسر والعائلات.