جابر الخواطر.. الرسالة وصلت

جمال حسين
جمال حسين

"أحلامكم أوامر".. وعدٌ قطعه الرئيس عبدالفتاح السيسى، جابر الخواطر، لأصحاب الهِمم، خلال احتفالية "قادرون باختلاف"، بتنفيذ جميع مطالبهم، وبالفعل نفَّذ الرئيس وعوده لهم على الفور؛ ليُدخل البهجة والسعادة على قلوبهم وقلوب أسرهم ..ما شاهدناه من مشاهد إنسانيَّة مُؤثِّرة، وارتماء هؤلاء فى أحضان الرئيس بشكلٍ تلقائىٍّ، يُعدُّ ترجمةً حقيقيةً لِما قدَّمه الرئيس لهذه الفئة، التى عانت سنوات طويلة من الحِرمان، وعدم الاهتمام، أو شعور أحدٍ بهم أو باحتياجاتهم وآلام أسرهم.

كان من المُمكن أن يلتزم الرئيس، خلال الاحتفاليَّة، بما تفرضه عليه قيود بروتوكولات المراسم الرئاسيَّة، لكنه ترك لمشاعره العنان، وانتصرت عاطفة الأبوَّة بداخله على قيود وجلال المنصب، فوجد نفسه يسترق أعظم لحظات العُمر؛ ليقضيها بين عصافير الجنة، يحنو عليهم، ويستقوى بهم، يحتضنهم ليمنحهم الدفء والثقة بالنفس، فيرتمون فى أحضانه، ويمنحونه السعادة والطاقة الإيجابيَّة، وكانهم يقولون له: "أنت الظهر والسند".

أراد الرئيس، بتصرفاته التلقائيَّة مع أصحاب الهِمم، أن يبعث برسائل غير مباشرة للجميع؛ بضرورة الاهتمام بهذه الفئة، ومراعاة ظروفهم، وتقديم كل الدعم؛ لإدخال البهجة والسعادة على قلوبهم، بتحقيق مطالبهم وشملوهم بالعطف والرعاية..

والحقيقة أن الرسالة وصلت سريعًا.. فها هى الجميلة بسملة تستقل الطائرة، وها هو البطل أحمد طارق يحصل على عضوية النادى الأهلى، وها هم أصحاب الهِمم يُحلِّقون فى سماء القاهرة بطائرة رحلة الأحلام، التى نظَّمتها لهم قواتنا المُسلَّحة الباسلة؛ لزيارة المناطق الأثرية والسياحيَّة، وها هو عبدالرحمن عرَّام يُمارس هوايته مُذيعًا فى برنامج "صباح الخير يا مصر".. وها هى أيضًا أكاديمية الشرطة تتزيَّن، وتحتضن الرائعين، أصحاب القلوب البريئة؛ ليقضون يومًا جميلًا فى مصنع الرجال مع حُماة الأمن. 

بالتأكيد ما حدث كان رائعًا، ولا بد من تقديم الشكر لكل مَنْ تسابق لتنفيذ توجيهات الرئيس، واستثمار ذلك والبناء عليه.. فأصحاب الهِمم البعيدون عن الأضواء وعن أعين كشَّافة وزارة الشباب والرياضة، وهؤلاء القابعون منهم فى القرى والنجوع، من أصحاب متلازمة داون، ومرضى ضمور العضلات، يحلمون أن يكون لهم نصيبٌ ممَّا شاهدوه، وأن تصل السُنَّة الحميدة التى سنَّها الرئيس إلى السادة المحافظين، ورؤساء الأندية ومراكز الشباب، ويتمنون أن يحذو هؤلاء حذو الرئيس، ويُحقِّقون آمالهم وأحلامهم البسيطة.  

هاتفنى صديق عزيز من أصحاب الهِمم؛ وقال بسعادةٍ: لم نحصل على حقوقنا إلا فى عهد الرئيس السيسى، الذى خصَّص عامًا لأصحاب الهِمم، وأصدر القانون الخاص بهم، لكن بعض الوزارات تتباطأ – للأسف - فى تنفيذ القانون.. نتمنى تفعيل نسبة الـ5% المُخصَّصة للمُعاقين فى التعيينات، ونُطالب باهتمامٍ أكثر بأصحاب الإعاقة الذهنيَّة، كما نُطالب بالقضاء على البيروقراطية فى إصدار بطاقة الخدمات المتكاملة.. نتمنى أن تُسارع الحكومة بتنفيذ توجيهات الرئيس بدمجنا فى المشروعات القوميَّة، التى تُنفِّذها الدولة، وسرعة إنشاء صندوق "قادرون باختلاف".. نتمنى أن يسير رؤساء الأندية ومراكز الشباب على نهج الرئيس، وأن يُمكِّنوا أصحاب الهِمم من إبراز قُدراتهم وطاقاتهم؛ لخلق أبطالٍ فى جميع الألعاب الرياضيَّة.. نتمنى زيادة الاهتمام بأطفال متلازمة داون؛ لأن تكلفة علاجهم ومعيشتهم باهظة الثمن لا يقدر عليها أولياء الأمور.. ونتمنى السماح لنا بدخول الملاهى واستقلال وسائل المواصلات مجانًا، وإعفاء سياراتنا من رسوم الطرق..

نحتاج جميعًا أن نمسح على رؤوس أبنائنا "القادرون باختلاف"، ونقول لهم ما أكَّد عليه الرئيس "أحلامكم أوامر ".