أصبحت زراعة القصب، في الصعيد زراعة خاسرة بحسب أراء معظم المزارعين فى جنوب الصعيد، حيث أن تلك الزراعة التي كانت تجلب الكثير من الرزق في السابق أصبحت حاليا بفعل زيادة أسعار الأيدي العاملة والسماد والمخصبات وسلسلة كبيرة من المصروفات جعلتها زراعة خاسرة إلى حد كبير ويطالب المزارعون بتدخل رئيس الوزراء لرفع سعر توريد طن القصب.
يقول خالد حرز الله نقيب مزارعي الأقصر: "متوسط إنتاج الفدان من قصب السكر حوالي 40 طن وسعر توريده لمصنع السكر يبلغ 720 جنيها للطن، فبالتالى يبلغ متوسط مايحصل عليه المزارع من الفدان 28 ألف و800 جنيه، في حين أن تكلفه الفدان تصل إلى 23 ألف و698 جنيها، وبالتالي الفرق بين الإنتاج والمصروفات 5102 جنيه فقط، بما يعادل 420 جنيها جنيه في الشهر، وهذا لا يفي بالتزامات أغلب المزارعين خاصة وأن متوسط عدد أفراد الأسر في مجتمعاتنا لايقل عن 7 أفراد وبعضها يصل إلى 12 فرد فكيف نستطيع العيش وتربية أبنائنا ومنهم فى الجامعات ومراحل التعليم المختلفة".
وتابع: "سبب ارتفاع تكلفة الفدان هو الزيادة في أسعار السماد والبذور والوقود والنقل والعمالة، وتعالى نحسبها بالورقة والقلم فالفدان يحتاج 200 جنيه لرفع مخلفات وتطهير الأرض قبل البدء في الزراعة وغالبا ما يتم بعد كسرالمحصول السابق مباشرة بعدها يحتاج الفدان ألف جنيه كيماوي سوبر يضاف إلى الأرض لزيادة الخصوبة، بالإضافة إلى ألف جنيه "عزيق" و300 جنيه حرث وتفجيج سرايب و200 جنيه دريس و3198 جنيه كيماوي، حيث يحتاج الفدان الواحد 13 جوال كيماوي كـ "سماد" من الجمعية الزراعية بسعر الجوال 246 جنيه، بالإضافه إلى 1500 جنيه سم حشائش ومخصبات ورقية و1500 جنيه تربيط ثنائي وثلاثي أجرة عمال وحبال تربيط بـ3600 جنيه أجرة مياه بمعدل عدد 20 رمية الواحدة تكلفتها 180جنيه مع الحوالة كما يقوم البنك بتحصيل 1300 جنيه فائدة بنكية.
واستكمل: "نأتى بعد ذلك لتكاليف كسر ومشال القصب لمصنع السكر والتى تتكلف 7600 جنيه للفدان الواحد يتكلف الفدان، بالإضافة إلى 200 جنيه لجمع البوال من الفدان الواحد والقطع المتبقيه في الغيط و2100 جنيه تكلفة الرمية الواحدة للفدان وبالتالي فان تكلفه زراعه القصب للفدان الواحد 23698 هذا بخلاف قيمه استئجار الأراضي المستاجره والتي تتراوح ما بين 5000الي 7000 جنيه وهو ما يعنى ان المزارع المستأجر يخسر عند زراعة القصب لأن أجرة الفدان كما هو مهروف من 5آلاف إلى 7 آلاف جنيه فى الشهر ولكل هذه الاسباب مجتمعة أو منفصله نناشد رئيس الوزراء برفع السعر توريد طن القصب الى 1400 جنيه للطن الواحد رحمة بالمزارعين وتدعي ما لهم حتى يستطيعوا أن يسيروا الارتفاع الجنوني في الوقود في الوقود والايدى العامله والاسمده وباقي مستلزمات الإنتاج".
وقال يوسف حعفر نقيب عضو مجلس إدارة جمعية مزارعى القصب: "368 ألف متعاقد على مستوى الجمهورية يمثلون أكثر من 90 % من عدد المزارعين هم من صغار المزارعين الذين بزرعون مابين الفدان وكسر الفدان، وهم يعانون من تدنى مستوى المعيشة وعائد الفدان يكاد يكون لا يذكر فإذا كان فائض الفدان 425 جنيه فى الشهر بالنسبة لمالك الأرض فهو يضيع تقريبا بالنسبة لمستأجرها فى ثمن الإيجار، ناهيك عن التأخير فى صرف المستحقات الذى كان يصل قبل العام الماضى إلى 7شهور!! فالتأخير ولو لمدة شهر يؤدى إلى مشاكل كبيرة للمزارع والذى من المفروض أن يصرف حقه بمجرد التوريد فهو مستدين من البنك وعليه إيجار عمالة إشتغلت ومستلزمات كتير فالعائد غير مجدى لأن فائض الربح لايعيشه عيشة محترمة لأن صغار المزارعين يتقاضون ربحا أقل من معاش تكافل وكرامة فالمزارع صاحب لاينفع معه هذا الكلام أما المستأجر فيدفع من بيته فالعائد يدفعه لإيجار الفدان".
أما صبرى أحمد حامد مزارع لـ3 أفدنة رغم حصوله على بكالوريوس كلية الخدمة الإجتماعية ودبلوم تربوى من جامعة قنا، يقول: "الزيادة المتوقعة لرفع توريد طن القصب لاتفى بمطالب المزارعين ولا تحقق مطالبهم وأعتبر ان أى زيادة لسعر التوريد يجب ألا تقل عن ألف جنيه على الأقل حتى يحقق القصب الهدف المرجو من زراعته ، وأن قصب السكر هو المحصول الرئيسى للمزارع فى منطقة جنوب الصعيد ويمثل الدخل الرئيسي للمزارع أو على الأحرى هو الدخل الوحيد لاستمراره فى الأرض منذ الرمية حتى الكسر"جنى المحصول" عامل كامل وسعر توريده الحالى والذى يقدر بـ720 جنيها للفدان من زراعة القصب منذ الرمية حتى الكسر وتوريده للمصنع تبلغ 23 ألف و698 جنيها بخلاف قيمة إيجار الأرض التى تزيد عن 5 آلاف جنيه للفدان فى العام فى المتوسط ، فكيف للمزارع أن يساير المجتمع فى ظل هذا الإرتفاع الجنونى في الأسعار".
اقرأ أيضا
«زراعة قنا» تستعد لموسم عصيرالقصب
