عاجل

نحن والعالم

الخطوط الحمراء

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

 أمن الدول الكبرى لا يبدأ من حدودها بل يمتد حتى الحدود التى ترى أنها تهدد نفوذها ومصالحها،اينما كانت. هذا المبدأ شرعنته امريكا عندما أرسلت جنودها للعراق ومن قبلها أفغانستان، واللتين تبعدان عنها آلاف الأميال، بإدعاء حماية أمنها من التهديد النووى فى الأولى والتصدى للنفوذ الروسى فى الثانية.

من هذا المنطلق خلقت كل دولة لنفسها خطوطا حمراء خارج حدودها واعتبرت تجاوزها تهديدا مباشرا لأمنها. أوكرانيا هى هذا الخط الأحمر لروسيا.

فبخلاف انها تشاركها حدود بطول1200كم. ترى موسكو اوكرانيا، التى يسميها بوتين «روسيا الصغيرة»، جزءا لا يمكن التخلى عنه من إرث الاتحاد السوفيتى قبل تفككه حيث كانت ثانى أقوى جمهورية سوفيتية بعد روسيا من الناحية الجيوسياسية والاقتصادية.

وبالتالى هى لا تريد ضمها لغنائم الاتحاد الأوروبى الذى نجح فى ضم ليتوانيا وإستونيا الجمهوريتين السوفيتين السابقتين. فى المقابل يرى الغرب فى أوكرانيا الواقعة بين أوروبا الشرقية وروسيا منطقة استراتيجية لا يمكن التنازل عنها للنفوذ الروسى،ومن هنا،وعبر خطوات بدأت بإسقاط النظام الموالى لموسكو فى كييف، ثم إمداد اوكرانيا بالسلاح وعقد الصفقات التجارية معها ومشاركتها فى تدريبات عسكرية على الحدود الروسية، وايضاً السعى لضمها لحلف الناتو، بدأ الغرب ربط أوكرانيا فى فلكه ومحاصرة الجبهة الغربية لروسيا.

موسكو من جانبها استجابت لهذه التحركات التى تهدد أمنها بحشد قواتها وعتادها على الحدود مع أوكرانيا فيما بدأ وكأنه استعداد لغزو محتمل لأوكرانيا كما وصفته تقارير مخابراتية امريكية حددت العدد بــ 175 ألف جندى والتاريخ ببداية 2022. 


 وبغض النظر عن مدى مصداقية التقارير المخابراتية الأمريكية التى اختبرناها من قبل فى تقارير نووى العراق، يظل السؤال هل سيكرر بوتين سيناريو ضم القرم فى 2014، وكيف سيرد الغرب على تلك الخطوة فى حال حدوثها؟..

هذا ما سنجيب عنه فى المقال المقبل.