الخروج عن الصمت

الذوق العام

محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد

محمد عبدالواحد

تتوقف كثيرا أمام ما تشاهده من أحداث ويبهرك خلال تلك المشاهدة أن تجد من يعى الحدث بالتحليل والتفكير العميق ومناقشة كل الجوانب مع ضيوف على مستوى هذا الحدث.. لذلك هناك اعلاميون كثر تميزوا بهذا فأثروا فى عقلية المشاهد وجعلوه يرتقى بالفكر والتدبر فى معرفة الأشياء للوقوف على حقائق الأمور.. ومن تلك الفوائد التى حظى بها المشاهد هو ارتباطه بعالم القراءة والبحث الجيد عن  كل ثمين يعود عليه بالفائدة ورفض كل غث لا يسمن ولا يغنى من جوع.. لذلك تجد أن المشاهد كانت تشغله قضايا وطنه ويرتبط ارتباطا جسديا بترابه فيذود عنه بكل غال وثمين.. وما جعلنى أتطرق لهذا هو ذلك الهبوط المفاجئ فى كل جوانب الحياه وتدنى السلوك.. واعتبار الكثير من الناس أن هذا هو المطلوب لأن الذوق العام أصبح يقبل ذلك ويدافع عنه.. والحقيقة التى يهرب منها الإعلاميون الى خانة الذوق العام المفترى عليه حتى يحظى بمشاهدة جيدة انه يساهم بيده فى إفساد هذا الذوق المدعى من بعض الناس وليس يرتقى به كما كان يحدث بالماضى.


لذلك تجد انك تصدم كلما رأيت إعلاميا أحببته وترتبط بما كان يقدمه من مادة دسمة حتى لو رآها عشرة فى المائة من مشاهديه.. ولكى يهرب من قلة المشاهدة التى يعتبرها المسئول عن القناة فشلا وعليه أن يركب الموجة المعاصرة حتى يتمتع بنسب مشاهدة أعلى فتجده تخلى عن مبادئه وفقد احترامه أمام تلك الفئة التى يعتبرها المسئول عن القناة قليلة لا ترفع أسهم تلك القناة.. هنا تخلى الإعلامى عن رسالته التى أحبها ونجح من خلالها فى كسب احترام عقلية مشاهديه واحترام نفسه التى حظيت بهذا التقدير.. ليس كل ما يركب موجة او هوجة وسائل التواصل الاجتماعى ويحقق بلغته أعلى تريند يصلح ان يقدم من خلال الإعلام وتسليط الضوء عليه لانك تساهم بكل ما تملكه من أدوات فى إفساد الذوق العام وجعل المجتمع يتفكك وينحدر بعيدا عن قضايا وطنه وتخلق جيلا جديدا يبحث عن الثراء والشهرة حتى لو ارتكب فحشا يهدد أركان بيته. أخيرا أقولها بكل صراحة يبقى شىء وحيد يعتبر رصيدك البنكى فى هذه الحياة وهو احترامك لنفسك وعندما تفقدها فلا يعوضها كنوز الدنيا.. لذلك ترى أن الحرة تموت جوعا ولا تأكل بثدييها.