فى الصميم

قمة تبحث عن الثقة المفقودة!

جلال عارف
جلال عارف

هل تنجح القمة عبر الفيديو فيما فشلت فيه القمة المباشرة الوحيدة التى انعقدت بين الرئيس الأمريكى «بايدن» والروسى «بوتين»؟ اللقاء المنتظر عبر الفيديو غداً يتم فى أجواء مشحونة بالتوتر الذى ازدادت حدته مؤخرآً مع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا. وما تردد عن حشود عسكرية كبيرة على الحدود وما قيل عن خطط روسية لغزو أوكرانيا وهو ما تنفيه روسيا جملة وتفصياً مؤكدة ان قواتها على الحدود تجرى تدريبات اعتيادية!! الأزمة على حدود أوكرانيا زادت الأوضاع تعقيداً بين واشنطن وموسكو. لقاء وزيرى خارجية البلدين الأسبوع الماضى فشل فى تخفيف التوتر وكشف المؤتمر الصحفى للوزيرين لافروف وبلينكن فى نهاية اللقاء عن ابتعاد المواقف. ورغم ذلك فقد تم فى النهاية الاتفاق على القمة بين الرئيسين عبر الفيديو والذى ينتظر أن يكون لقاء مطولاً يتناول العديد من القضايا محل الخلاف بين البلدين وإن كانت ستتصدرها بالطبع الأزمة حول أوكرانيا. واضح أن روسيا تعمل بكل قوتها على تثبيت مكانتها كقوة عالمية كبرى استعادت الكثير من نفوذ كان لها قبل سقوط الاتحاد السوفيتى. وقد أعلنت بوضوح أنها تريد تعهدات بعدم ضم أوكرانيا لحلف الاطلنطى، وهو الأمر الذى رفضته أمريكا وأوروبا.. فهل يجد الرئيسان فى «لقاء الفيديو» سبلاً لمنع تصعيد يعرف الطرفان أن ثمنه سيكون باهظاً على الجميع؟! ربما يكون لدى «بوتين» ما يقدمه فى الملف الهام الخاص بأسعار البترول العالمى. وربما تكون عودة السفيرين واستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كامل عافيتها خطوة مرجحة لبناء الثقة من جديد.. وربما لا يحتاج تبريد الموقف على حدود أوكرانيا إلى تعهدات من هذا الطرف أو ذاك بقدر ما يحتاج إلى إقناع الجميع بأن الحرب هى الخيار المستحيل، وبأنه لا بديل عن إيجاد مساحات للتفاهم بدلاً من الصراع المدمر للجميع. لا أحد يتوقع المعجزات من قمة الفيديو بين «بايدن» و«بوتين».. فقط إرادة رشيدة للصراع، ووعى كامل بالخطر.