الخُلاصة

مصطفى متولي يكتب.. «الحاجة والبطاقة»

مصطفى متولي
مصطفى متولي

"الست دي أمي شيلاني طول عمرها.. ما شالتش غير همي وأنا أخر صبرها".. بالظبط كده زي ما بقولك كده وزي كلمات الأغنية الشهيرة بتقول.. ولكن اكتشفت عَلِى مدار يومين أن كلمات الأغنية تصلح كإجابة على  سؤال "أيه اللي يثبت أن الأستاذة والدتك؟".

سؤال طرحه أحد الإداريين في أحد مستشفيات القاهرة.. أجرت والدتي بها جراحة الأسبوع الماضي.. وكنت مرافقا لها خلال تواجدها في المستشفى.

منذ دخولنا المستشفى وكل شئ يسير على  ما يرام.. تجهيزات وفحوصات طبية تمهيدا لعملية جراحية مرت بفضل الله على أكمل وجه.. لتبدأ بعدها مرحلة إثبات أن السيدة الفاضلة والدتي، هي والدتي، وأني أحد أبنائها، وأنها "ست الحبايب يا حبيبه".

فبمجرد انتهاء الزيارة ومغادرة جميع المتواجدين.. وبقائي معها.. وجت من يطرق على باب الغرفة.. ليأتي السؤال حضرتك تقرب للحالة أيه؟. 

-دي أمي.

-أيه اللي يثبت؟

-معرفش والله بس أكيد مش هاجي من الشارع مثلا وهبقى زهقان فهطلع أقعد مع أي حد وخلاص؟

-تمام حضرتك كلامك مظبوط بس هنحتاج من حضرتك ما يثبت إنها والدتك.

-أيون تشوف البطاقة يعني؟.

-مش هينفع علشان أسم الوالدة مش محطوط في البطاقة.

-طب أيه؟.

-كده هنحتاج من حضرتك شهادة الميلاد.

-أكيد مش معايا شهادة ميلاد.

-بكره الصبح حضرتك حاول تجبهالنا.

طوال ساعات الليل فكرت في إيجاد أي بديل غير إحضار شهادة الميلاد وجعل سياسة المستشفى تنتصر وتشكك في صلة القرابة بيني وبين أمي.

"بس يا عّم مصطفي مش كده كده بطاقة ماما مثبت فيها أنها متجوزة وأسم والدي موجود فيها.. يبقي اتحلت أوريهم البطاقة وبطاقتي وخلاص كده ست الحبايب هتفضل زي ما هي أمي".. 

ولكن الخطة لم تنجح لأني وجدت كلمة "أرملة" في البطاقة التي قامت أمي بتغيرها بعد وفاه والدي.. وأحضرت شهادة الميلاد في الصباح للمستشفى.

الخُلاصة.. "لماذا لا يتم تعديل بطاقات الرقم القومي لتحمل عدد من البيانات الإضافية مثل فصيلة الدم وأسم الأم.. ولماذا لا يكتب أسم الزوج المتوفي في بطاقة زوجته ويكتب بجواره "أرملة".