الشفرة

ترويج واجب للحيتان

وليد الشربينى
وليد الشربينى

على موقع التواصل الاجتماعي «ريديت»، وهو غير معروف فى مصر، نشر أحدهم صورة هيكل عظمى ضخم لحوت مسجى على الكثبان الرملية معلقا بالإنجليزية «كيف أتى حوت بهذا الحجم للصحراء المصرية»؛ مستخدم مصرى استفزه المنشور، ليلقى تعليقا كان القنبلة إذ قال: «صحراء مصرية كانت فى يوم من الأيام جزءا من قاع المحيط، بها العديد من الحفريات للحيتان الأوائل، فى منطقة تسمى وادى الحيتان فى الفيوم».


أثار التعليق فضول العديد من المستخدمين الذين أرسلوا تساؤلات أهمها: «ما معنى اسم المنطقة وأصله وما هى اللغة المنطوق به؟»، فيما أبدى أحدهم استغرابه من وجود الهيكل العظمى فى الصحراء ثم يقول: «الآن فهمت»، آخر قال: «كنت أعتقد أن هذا الحوت زحف على اليابسة ثم نفق من الجفاف»، أحد المستخدمين ذهب بخياله لأفلام الفانتازيا فقال: «لابد أن مركبة فضاء جاءت به لهذا المكان»، فيما ظهرت عدة تعليقات مفادها أن هذا المتحجر فى الصحراء كان لكائن أسطورى كالتنين أو العنقاء.


اللافت هنا أننا لسنا كباقى الأمم التى تستفز فضول البشر لزيارتها والاستفادة من تجوالهم فى المعالم المختلفة. كيف لمحمية خرج منها أهم بحثين عن التطور فى آخر عام عن الحفريتين «فيومستس أنوبيس ومنصورسورس» لفريق يقوده العالم هشام سلام، لا يتم الترويج لها بالشكل المطلوب، ولعل تجربة مثل المغرب التى فقط تحتضن تصوير الأفلام العالمية دليل على نجاح ذلك..


يمكن قياس مدى نجاح تجربة المغرب بما حصدته فى العام 2018، إذ جنت 60 مليون دولار، فى مقابل 48 مليون دولار عام 2017، ما يفيد أن السياحة المتخصصة فى زيادة مطردة تنبئ بتطور هائل فى القطاع، ما يدعونا كمواطنين ومؤسسات للترويج لكل معلم على حدة وتعريف كل الجنسيات بما نمتلكه من مقومات.. فلا يوجد فى العالم منتج سياحى متنوع كالذى فى مصر.


فك الشفرة.. أن مواطنا مصريا غير متخصص، فقط كان دافعه الغيرة على وطنه قرر الترويج لواحدة من أهم المناطق السياحية والبيئية والعلمية، جذب آلاف المتفاعلين لمعرفة معلومة مهمة واحدة عن مصر، وتفاعل بالرد والتوضيح، فما بالك لو تقوم وزاتا البيئة والسياحة والآثار بهذا العمل وتهتمان أكثر بما تملكانه من مقومات فذة ومتنوعة؟