قريباً من السياسة

لعنة السوشيال ميديا!

  محمد الشماع
محمد الشماع

 ماذا حدث؟!!
كنا إلى زمن قريب إذا رأى أحد منا إنساناً فى خطر يسرع إلى نجدته وإنقاذه ومساعدته، وقد يتعرض من يقوم أو يقومون بمثل هذه المهمة الإنسانية بدافع من الشهامة والمروءة، -الجدعنة المصرية-، إلى أخطار أو تسبب له مشكلة ما، لكن كل هذا ليس مهماً، الأهم هو إنقاذ إنسان تعرض لمشكلة أو ظلم أو انهار منزله ونتج عنه إصابات أو ضحايا لأفراد أطفالًا كانوا أو شبابًا رجالًا أو نساء، كان الجميع يهرع لإنقاذ المصابين وتقديم يد العون والمساعدة ونقل المصابين للمستشفى أو يتصل لطلب الإنقاذ.

وإذا وقعت مشادة أو خلافات بين أكثر من مواطن أو عدد من المواطنين كنا نجد من يسرع لوقف المشادة أو الاشتباك وتهدئة الموقف بل والعمل على حل المشكلة، وقد يتكبد أهل الخير خسائر طبقًا للمثل الشعبى «ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه» لكن مش مشكلة احنا بنمنع وقوع مشاكل قد تنتج عنها خسائر أو جرائم أكبر وأفدح.

الحوادث والأزمات المرورية عندما تحدث على الطرق الداخلية أو الطرق السريعة كان البعض يبحث عن طبيب لكى يسعف المصابين أو ينقل مصاباً فى حالة خطرة، والبعض كان يحاول فك الاشتباك المرورى لتسيير حركة المرور وتمكين رجال الإسعاف والشرطة من عملهم. 


لكن كل ذلك لم يعد يحدث الآن فعندما تقع حادثة مرورية فإنك تجد حالة شلل مرورى خاصة إذا كان الحادث على أحد الطرق السريعة فتتوقف حركة المرور تمامًا والطريق العكسى قد يتوقف ويزداد طولًا ليصل إلى عدة كيلو مترات لأن كل من فى الطريق حريص على أن يشاهد الحادث ويقوم بتصويره ويتحقق من الأسباب ويعرف النتائج ويتحول معظم راكبى السيارات فى الطريق وموقع الحادث إلى مصورى سينما محترفين! وقد يتساءل البعض لماذا كل هذا الحرص الشديد على التصوير وماذا سيفعل هؤلاء بكل هذه الفيديوهات وهى ليست لأقاربهم أو أصدقائهم وقد توجد صور لسيدات مصابات أو أطفال أو شيوخ فى أوضاع غير إنسانية ولا يصح تصويرها.


لقد بلغت المأساة قمتها بسبب السلبية التى أصابتنا وغياب الصفات النبيلة التى أصبحنا نفتقدها الآن وتحولنا إلى مشاركين فى الجرائم وقوف المئات من الأفراد يصورون واقعة قتل إنسان فى الطريق العام فى وضح النهار، ولم يفكر شخص واحد أو أكثر فى منع الجريمة وإنقاذ الضحية واكتفوا بعمليات التصوير!!

يا علماء الاجتماع والقانون اجتمعوا وأفيدونا وابحثوا لنا عن قيمنا المصرية الأصيلة أين ذهبت..

وكيف حلت محلها لعنة السوشيال ميديا التى عمقت السلبية والأنانية بين الكثيرين!