الأكل المصري

فول وكبدة وسجق .. الأكل من العربيات.. مزاج

الأكل من العربيات
الأكل من العربيات

محمد التلاوى - ياسين صبرى

"وللناس فيما يعشقون مذاهب"، بيت شعر شهير لأبى فراس الحمداني، يوضح اختلاف الأذواق بين البشر، كذلك هو الحال فى اختيار الطعام المفضل لكل منا، فكما يرغب البعض فى تناول الأكل فى المطاعم الشهيرة، يفضل آخرون تناوله من عربات الطعام المتنقلة، التى يتفنن أصحابها فى ابتكار خلطات وطرق مختلفة تعطى الوجبات مذاقاً شهياً، وعلى حسب المهارة و"النَفَس" فى الأكل يمكنهم جذب الزبائن الذين يرغبون فى تجربة كل ما هو جديد ومميز.

"آخرساعة" استعرضت تجارب متعددة لمشروعات أصحاب عربات الطعام المتنقلة.

من بين تلك القصص حكاية سمر عبدالله التى اختارت العمل بمهنة صناعة الحلوى الغربية مثل كعك العسل الروسى، والإكلير وكيك البروانيز والفادج، فكانت بداية دخولها إلى هذا المجال منذ خمس سنوات تقريبا، حيث طوَّرت عملها تدريجيا إلى أن قامت بتأجير عربة متنقلة صغيرة لنقل منتجاتها إلى الزبائن.

فكرة مشروع سمر بدأت بعشقها لنوع معين من الحلوى وهو مخبوزات السينابون رولز، فكانت تضطر لقطع مسافة كبيرة إلى أحد المحلات الشهيرة لتناوله، لذلك فكرت حينها فى إنتاجه داخل المنزل مستعينة بالوصفات التى تقدمها قنوات الطهى الأجنبية، وبعد محاولات وتجارب متعددة استطاعت إتقانه ليصبح مذاقه مماثلاً لما يقدم داخل المطعم تماماً.

وترى سمر أن هناك إقبالاً من زبائنها على حلوى الشوكولاتة، مثل الفادج والبراونيز، وحلوى النوتيلا، فيما يفضل البعض الآخر تناول المخبوزات الخفيفة وهى عبارة عن عجائن توضع بداخلها القرفة والزبدة ويتم لفها ثم يوضع عليها صوص أو كراميل.

تتابع: قبل استئجار العربة المتنقلة كنت أضطر لقطع مسافات طويلة لأصل لمنطقة التسويق وهى محطة المترو، لكن فى الوقت ذاته كنت أريد الذهاب إلى مناطق جديدة لتوسيع نطاق عملي، مثل مدينة نصر والتجمع الخامس، لذا استأجرت عربة صغيرة من نوع ابانداب لمساعدتى على بيع المنتجات للزبائن، وبهذه الطريقة تمكنت من حفظ منتجاتى وتجنب التلف.

أشهر طبق شعبى

فيما يعتبر الفول أشهر الأكلات الشعبية فى مصر، حيث يقوم أصحاب عربات الفول بعمل خلطات مميزة له من أجل جذب الزبائن، وهو ما أوضحه لنا محمد ماهر سعد، الذى يعمل على عربة فول بميدان الجيش محافظة القاهرة، حيث  ورث سر الصنعة عن والده وجده، حيث كانا يعملان فى نفس المجال منذ 50 عاماً، ويرى محمد أن النجاح يأتى نتيجة الإخلاص فى العمل إلى جانب التوكل على الله.

وغالبا ما يطلب الزبائن من محمد ماهر طبق الفول بالزيت الحار تحديداً، وهو ما اشتهر بصنعه، وإلى جانب أطباق الفول يعد أنواعاً أخرى من الطعام مثل المسقعة والجبنة القديمة والشكشوكة.

خلطة الكبدة

أما حمدى عمر حمّاد فقد أشتهر بصناعة سندويتشات الكبدة والسجق بحى الدراسة بمنطقة الحسين، فأصبح له زبائن دائمون اعتماداً على سمعته الطيبة وجودة مأكولاته.

ويكشف لنا سر اخلطة النجاحب التى يعتمد عليها فى إعداد الكبدة قائلاً: انتبل الكبدة بتوابل خاصة ثم نضيف الملح وعند وضعها فى الماء لا بد أن يكون مغلياً وتسوى بعد ذلك على درجة حرارة مرتفعة حتى يكون مذاقها أفضل ومرق اللحم بداخلها، ثم يتم وضع الفلفل الأخضر والثوم حتى يصبح قوام الكبدة طرياً ويتم تسويتها لمدة تتراوح بين 5 و7 دقائق حتى تنضج تماما وتأخذ الطعم المميز الذى يحبه الزبائنب.. وفى أحد أحياء القاهرة الشعبية وتحديدا فى منطقة عين شمس يقف عبدالرازق الهواري، صاحب إحدى عربات الكبدة مستمعا للزبائن ليلبى طلباتهم المتنوعة.. الذى أوضح لنا أنه بدأ فى مهنته تلك قبل منذ نحو 20 عاماً وقال: اواجهتنى العديد من الصعوبات والمشاكل، واستطعت التغلب عليها وعدم الاستسلام خصوصا أننى رب أسرة ومسئول ويعمل لديّ العديد من العمال المفتوحة بيوتهم بسبب هذه العربية.

يضيف: اكافحت كثيراً حتى كسبت ثقة الزبائن من خلال جودة الطعام الذى أقدمه، وبدايتى كانت بتقديم الكبدة الإسكندرانى والسجق فى العيش الفينو فقط، لكن مع زيادة الطلبات وتنوع أذواق الزبائن بدأت أدخل أصنافاً جديدة مثل الكبدة بالليّة فى العيش البلدي، والسجق الضانى والمفروم وكفتة داوود باشاب.