فتى وفتاة الأحلام.. أين هما الآن؟

الفنان أحمد عز
الفنان أحمد عز

هيا فرج الله

فتي الأحلام”، مفهوم راسخ في أذهاننا منذ الطفولة، طالما لاحقنا أن يأتي شاب وسيم على حصانه الأبيض ليحقق كل ما حلمنا به، وانتقلت هذه الفكرة بداية عبر أفلام الكارتون مثل أفلام “سندريلا” و “سنو وايت” و “الجميلة و الوحش” و غيرها وفي مراحل المراهقة يكون لكل فتاة “فتى أحلام” أو كما يقال “جان”  ويكون هو مثلها الأعلى من نجوم السينما، وبالتأكيد السينما تعكس الواقع والعصر الذي نعيشه.

ففي الفترات القديمة كان من أهم “جانات” السينما المصرية رشدي أباظة الذي كان بالتأكيد يجذب ويلفت كل الأنظار له لصفاته - ليست الجسدية فقط- و لكن لأسلوبه الذي ظهر في أفلامه وطبيعه شخصيته التي لم يستطع أن يخفيها وحبه للنساء، فمثلا في فيلم “الزوجة ١٣” كانت كل من تراه تتعلق به، ولا تستطيع مقاومته وفكرة أن يتزوجها هي مكسب كافٍ لأي فتاه.

أيضا حسن يوسف، الذي بأسلوبه  كان جذابا لكل  النساء “الولد الشقي والجدع”، وشكري سرحان “ابن البلد”  الذي يهتم بحبيبته وأهله، وأحمد مظهر “ابن الذوات” والمحب للحياة الاستمتاع بها، وعمر الشريف، جان من نوع خاص وله  حياة مختلفة تماما.

لكن مقاييس الأبطال اختلفت في الوقت الحالي، هكذا يري الناقد الفني أحمد سعد الدين، ويقول: “هناك شئ أساسي لا يجب أن ننكره، وهو فكرة وجود الرومانسية في السينما، وأنها لا تأتي اعتباطا ولكنها انعكاس لزمن موجود، ولهذا في زمن الخمسينيات كان  يوجد” الجان”  رشدي أباظه وعمر الشريف و شكري سرحان  و  هذه المجموعة  بالنسبه للشكل بالتأكيد كانوا “دونجوانات”   عصرهم، وكذلك عماد حمدي، ولكن  كان هذا هو المناسب للعصر، وإذا انتقلنا للسبعينيات كان  الشكل والاستايل الجذاب هو للفنان محمود يس، فشكل الجان مختلف بشعره الطويل أو ملابسه وطريقة كلامه، كل هذه الأشياء كانت في عصر الرومانسية، ولكن بداية من التسعينيات بدأت الدنيا تختلف بسبب الدخول في الواقعية، وفي الألفيه حدث تراجع حاد للرومانسيه وأصبح ليس هناك فيلم رومانسي صريح، ولكن الدارج هو وجود (جزء رومانسي من الفيلم) فبالتالي شكل البطل تغير، فإذا تحدثنا عن أبطال شكلهم رومانسي فالفنان أحمد عز شكله رومانسي، وكذلك كريم عبد  العزيز، لكن الباقون هم ابطال لديهم صفات الأكشن مثل الفنان احمد السقا، فهو  بطل اكشن ولكن في جزء من الفيلم يستطيع ان يكون رومانسيا، وهذا بالفعل حدث في فيلم الحزيرة، ففي دقائق قليلة حدثت حالة رومانسية بينه وهند صبري،  وهنا اختلف شكل الرومانسيه  في الافلام نفسها، فالبطل أصبح يتم تطويعه لجزء رومانسي ولكن لم يعد هناك بطل رومانسي وفتي الأحلام”. 

ويضيف: “السينما ما هي إلا انعكاس لواقع موجود، فى فترة الخمسينيات للسبعينيات  كان لدي الناس وقت في يومهم، فمثلا يذهبون الي اعمالهم مبكرا ويعودون و لديهم متسع للوقت والقراءه والاستمتاع بالحياة، وكل هذه الأشياء بالتأكيد تساعد على التأمل، وتساعد على خلق خيال رومانسي، ولكن مع عصر الألفيه الوضع انعكس تماما، وأصبحت الحياة سريعة وتحولت السينما أولا الي كوميديا ثم أكشن، وانتهي عصر الافلام الرومانسيه، وتم التركيز على الجانب التجاري، فالدنيا أصبحت سريعة، فى السابق كان الشباب يتعلم الرومانسية من السينما، كانت سعاد حسني هي أيقونة الجمال وبعدها نورا وبوسي و مديحة كامل،  و في الفترة الاخيره تعتبر منى زكي واحدة من فتيات الأحلام، وحلا شيحة، ولكن الان شكل فتاة الاحلام تغير، فمثلا منه شلبي تمثيلها اكثر من رائع لكن مواصفات فتاة الأحلام التي كنا اعتدناها لم تمتلكها بدرجة كبيرة، وأيضا ياسمين صبري جميله كشكل فقط و لكن ليس شكل وآداء”.

وتقول الناقدة ماجدة خير الله: “أجد أن الفنان أحمد عز  هو فتي أحلام هذا الزمن، بسبب وسامته، وأسلوبه الجذاب، وهذا اتضح من خلال أفلامه والتي كان أولها مذكرات مراهقة، الذى وضعه في إطار الشاب الجذاب “الجان”،  واستكمل أعماله بهذا الانطباع، وأيضا كريم عبد العزيز الشاب الجدع “ابن البلد”، الرجل الذي يخاف علي حبيبته ويحميها بالرغم من أن معظم افلامه أكشن، إلا أنه اذا قدم مشهدا رومانسيا يكون في قمة المشاعر، وأرى أن فتاة أحلام هذا الزمن منة شلبي، لأن جمالها لا زال طبيعيا”.