«خرافة نيبيرو».. الكذبة المتجددة لحدوث الزلازل والبراكين والانفجارات الشمسية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أكد خبراء الفلك، أنه ما زالت بعض صفحات التواصل الاجتماعي، تروج لمعلومات مزيفة حول نيبيرو والنجم الطارق والنجم الأحمر والمذنب ذو الذنب وربطها بالزلازل والبراكين والانفجارات الشمسية وقراءات غريبة لمؤشر شومان وانهيار الحقل المغناطيسي للارض وحدوث صيحة.

وأكد الخبراء، أنه ربما لأن بعض الناس يشعر بالراحة بشأن الأمور الغامضة المجهولة لكن هذا لا يجعل تلك الادعاءات صحيحة، فتلك الصفحات تعتمد على كلام إنشائي و"الأدلة" غير موجودة.

وقال الخبراء، إن خرافة نيبيرو واحدة من أسوأ الخرافات قدمت للناس على انه كوكب غامض يكمل دورة حول الشمس مرة كل 3,600 سنة أرضية، قد يبدو الأمر في ظاهرة ادعاء معقولا، ولكن ما لا يعرفة صانعوا خرافة نيبيرو أن هناك جسماً صغيراً (موجود فعلا) يسمى (سيدنا) في سحابة أولرت يستغرق 11,400 سنة أرضية لإكمال دورة واحدة حول الشمس وفي أقرب نقطة له من الشمس، يكون (سيدنا) على مسافة 76 وحدة فلكية من الشمس مما يجعله أبعد بكثير من نبتون وأورانوس وبلوتو، ومع ذلك، من المفترض أن يقوم نيبيرو الخرافي بزيارات منتظمة إلى الجزء الداخلي من النظام الشمسي ويقترب من عطارد  والزهرة والأرض والمريخ.

وباستخدام هذه المعايير يفترض أن أبعد نقطة في مدار نيبيرو الخرافي ستكون على مسافة حوالي 469 وحدة فلكية من الشمس، لذا في غضون 3,600 سنة، يفترض أن نيبيرو الخرافي يتحرك على طول مسار من كوكب الأرض إلى ذلك الموقع البعيد جدًا- والعودة في الموعد المحدد لذلك سيحتاج الكوكب الخرافي إلى مدار ضيق للغاية على شكل عصا تقريبًا.

وأكد الخبراء أنه بناء على ذلك سيتحرك نيبيرو الخرافي بسرعة كبيرة أثناء مروره بالأرض حوالي (42.1 كيلومتر بالثانية)، هذا يسبب مشاكل، فكوكب يتحرك بهذه السرعة العالية وعلى طول مسار غير مستقر سيكون معرضًا لخطر أن يتحرر من النظام الشمسي تمامًا، لكن ماذا لو استمر نيبيرو الخرافي بالفعل في مساره وحافظ على مداره الغريب حول الشمس، ففي هذه هي الحالة كان العلماء سيجدون أدلة على ذلك.

من المعروف، أنه قبل وقت طويل من إكتشاف كوكب نبتون في عام 1846، اشتبه العلماء في احتمال وجود كوكب كبير لماذا ا؟ لأن الراصدين لاحظوا أن أورانوس- الذي رصد لأول مرة عام 1781 - ينحرف عن مداره المتوقع، وقد افترض علماء الرياضيات أن هذا كان بسبب تأثير كوكب قريب على أورانوس، ثم تم تحديد مكانه وتحول الكوكب الغامض إلى العملاق الغازي الذي نسميه الآن نبتون.

وبالمثل إذا كان نيبيرو الخرافي حقيقيًا ، فسيكون تأثيره على الكواكب الأخرى في نظامنا الشمسي واضحًا، وإذا كان - كما يدعي الكثير  - بأن نيبيرو الخرافي بحجم المشتري أو أكبر ، فإن هذا التأثير سيكون أكثر وضوحًا لأن الكواكب الضخمة تمارس سحب جاذبية قوي.

وأضاف خبراء الفلك، أن اليوم، تدور جميع الكواكب من كوكب الزهرة إلى نبتون حول الشمس على نفس المستوى العام تقريبا، ولكن إذا كان نيبيرو الخرافي يمر قرب الأرض كل 3,600 عام، لكانت جاذبيته قد دفعت على الأقل بعض هذه الكواكب بعيدًا عن مستوى دورانها حول الشمس في مسارات مدارية مائلة بشدة بل ويفترض أيضًا أن جاذبية نيبيرو الخرافي الهائلة قد سحبت القمر بعيدًا عن الأرض.

أما من ناحية الرصد لو كان " نيبيرو الخرافي " معروف مكانه فيجب ان يكون تم رصده من خلال التلسكوبات وسجلته المراصد الأرضية والفضائية وكل شخص يمتلك تلسكوب بل وحتى شوهد الآن بالعين المجردة.

وبفرضية أن " نيبيرو الخرافي " قادم في مسار باتجاه القطب الجنوبي للأرض ولا يمكن رؤيته من النصف الشمالي للكرة الأرضية، فيوجد مرصد فلكي كبير في(سليدنغ سبريغ) باستراليا عند خط العرض 31 درجة جنوب وموقع تلسكوب جنوب إفريقيا الكبير عند خط العرض 34 درجة جنوب.

فهناك مراصد في الأرجنتين وتشيلي في أقصى الجنوب عند خط العرض 35 درجة وهذا يعني ن  قطب القبة السماوية الجنوبية سيكون مرئي للراصدين في تلك المواقع لذلك لا توجد نقطة في القبة السماوية الجنوبية لا يمكن تغطيتها من خلال تلسكوب أو أكثر .

وأكد الخبراء أن لو افترضنا من جديد  أن " نيبيرو الخرافي " محتجب عن هذه التلسكوبات عندها سيكون في مسار حلزوني وهذا أمر مستحيل من أجل أن يبقى قريب من الشمس وهذا ايضا لا يساعد هذه النظرية لأن وكالة ناسا تمتلك تلسكوبات فضائية مخصصة لمراقبة الشمس مثل : (مرصد سوهو) و (ومرصد ديناميكا الشمس ) وغيرها وهي جميعا تراقب الشمس على مدار 24 ساعة وهذه التلسكوبات تكشف الأجسام القريبة من الشمس مثل المذنبات والكويكبات فما بالنا بجسم كبير بحجم كوكب عملاق. 

وأفاد الخبراء، لقد رافق خرافة " نيبيرو" الإدعاء بحدوث ازدياد في عدد الزلازل والرد على ذلك انه منذ أواخر القرن العشرين اصبح من الممكن تحديد عدد الهزات الارضية بشكل اكبر بسبب زيادة عدد محطات الرصد الزلزالي في العالم وكثرتها تقوم بتحسين التواصل العالم وسرعة الحصول على البيانات سمح للمراكز الزلزالية تحديد موقع الزلازل بشكل سريع وتحديد موقع العديد من الهزات الصغيرة التي لم يكن اكتشافها في السنوات الماضية .

وقال الخبراء، إنه يجب  التوضيح ان الكوكب ذو الذنب هي تسمية قديمة كانت تطلقها العرب على المذنبات ، وقد ذكر ذلك أبي تمام في قصيدته المشهورة "السيف أصدق أنباء من الكتب" و بقوله: وخوّفوا الناس من دهياء مظلمة ... اذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب والمقصود بذلك  مذنب هالي، وقد ألف عنه الفيلسوف أبو اسحاق الكندي رسالة بعنوان "رسالة خاصة فيما رصد من الأثر العظيم الذي ظهر في سنة اثنين وعشرين ومائتين للهجرة،  كما وصفه ابن الأثير في قوله "في سنة اثنين وعشرين ومائتين للهجرة ظهر عن يسار القبلة كوكب ذو ذنب وبقي يُرى نحو أربعين ليلة وكان أول ما طلع من المغرب ثم رني نحو المشرق وكان أبيض طويلاً فهال الناس وعظم أمره عليهم"، اذا الكوكب ذو الذنب هو مذنب وليس كما يروج له بأنه الكوكب ذو الذنب هو نيبيرو الخرافي 

اما أن النجم الطارق في القرآن الكريم فهو يشير إلى نوع من النجوم يسمى النجوم النيوترونية فهي لها نبضات وطرقات منتظمة سجلتها التلسكوبات الراديوية. 

اما بالنسبة لحديث النفخة أو الصيحة في اليوم الخامس عشر من رمضان إذا صادف يوم جمعة فهذا الحديث منكر لا يصح ، لم يرد بسند مقبول ، ولم يثبت من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن الواقع يكذبه ويرده ، فقد وافق في أعوام كثيرة سابقة مجيء يوم الجمعة في الخامس عشر من رمضان ، ولذلك حكم عليه العلماء بالوضع والكذب .

إن الخرافات تحتل مكانه كبيرة  لدى الكثير  الذين  يعتقدون بما وراء الطبيعة من قوى خارقة وستبقى منتشرة  وليس أدل على ذلك عند نشر أي تفاهه في مواقع التواصل الإجتماعي عن  نيبيرو  او الأرض المسطحة ومنجمين الأبراج  وغيرها يتسارع الجميع لزيادة الطين بالمساهمة في النشر وكأنهم مسلبون الإرادة والعقل والتفكير .