يوميات الأخبار

الأصالة والوفاء فى ذكرى نصر أكتوبر

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

ضرب الرئيس السيسى بنفسه المثل والقدوة فى احترام قادته. كما ضرب لنا المثل فى أداء واجبه فى عمله بكل حب وإخلاص لوطنه

ما أحوجنا إلى هذه الصفات التى ترفع من شأن الوطن. ما أحوجنا إلى العمل والإنتاج من أجل بلدنا. ما أحوجنا إلى خصال الوفاء والأصالة فى حياتنا العملية. فى كل مكان نحتاج إلى أن يعود الفضل لأصحابه. نكران الجميل من أسوأ الخصال التى تصيب الإنسان. نكران الجميل نوع من أردأ أنواع الكراهية. أما الوفاء فإنه ينبع من الحب.

إنه نوع من جبر الخاطر. لهذا تعلمنا احترام الكبير، واحترام المعلم . وما شاهدناه فى الندوة التثقيفية الأخيرة التى أقامتها القوات المسلحة، احتفالا بالذكرى 48 لنصر أكتوبر المجيد، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى وقائده السابق اللواء دكتور سمير فرج نوع نادر من أنواع الأصالة والوفاء. يجب ألا يمر سريعا بيننا. لأنه درس من دروس الحياة بين الناس. يدل على الاحترام والتقدير لمن يبذل حياته وروحه من أجل وطنه. نحن فى حاجة إلى نشر هذه الصفات فى كافة مواقع العمل والإنتاج.

لقد ضرب الرئيس السيسى بنفسه المثل والقدوة فى احترام قادته. كما ضرب لنا المثل فى أداء واجبه فى عمله بكل حب وإخلاص لوطنه. ومازال متعه الله بالصحة يعمل ويجتهد لانتشال مصر من مستنقع الإرهاب والتخريب والتدمير. معه فى معركته، الشعب وقواته المسلحة والشرطة. ولا ننسى الكلمات التى عبر بها  فى الذكرى الثامنة والأربعين لنصر أكتوبر العظيم.

حيث قال: «أتوجه بتحية تقدير واعتزاز لقواتنا المسلحة الباسلة التى أعادت إلى الأمة كلها الثقة بنفسها، وأثبتت فى ذلك النصر، قدرة المصريين على إنجاز عمل عسكرى يتجاوز المستحيل، تم تنفيذه بدقة فى الإعداد والتخطيط، وبسالة فى الأداء تجسد أسمى المعانى فى حب أبناء هذا الشعب للوطن واستعدادهم الدائم لبذل الروح دفاعا عن ترابه. تحية لشهدائنا الأبرار ولجيل أكتوبر العظيم، ولروح القائد الملهم رجل الحرب والسلام ابن مصر البار الرئيس الراحل أنور السادات الذى اتخذ قرار الحرب وتحمل تبعاته بشجاعة الأبطال وعزيمة الرجال.  حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وأرضها من كل سوء وشر».

مناظرة شارون!
كان الحوار بين الرئيس واللواء دكتور سمير فرج راقيًا وفى كامل الاحترام والتقدير. حيث ذكرنا السيسى بأنه كان ملازمًا أول فى كتيبة يقودها المقدم سمير والذى منحه وقتها تقدير امتياز نتيجة أدائه لواجبه ومهمته على أكمل وجه. ثم أشار الرئيس فى الندوة التثقيفية الأخيرة إلى المناظرة التى تفوق فيها اللواء سمير على إيريل شارون. والتى نظمتها قناة BBC البريطانية. يقول اللواء سمير فرج عن هذه المناظرة: عام 1975 قامت الـ «بى بى سى» بدعوتى لعمل مناظرة علمية مع الجنرال الإسرائيلى شارون قائد القوات الإسرائيلية فى معركة ثغرة الدفرسوار غرب قناة السويس. وقام بالتحكيم على هذه المناظرة أساتذة من المعهد الدولى للدراسات الإستراتيجية فى لندن. كنت فى هذا العام طالبا فى كلية كمبرلى الملكية بانجلترا، وهى من أعرق وأقدم كليات القادة والأركان فى العالم. استمرت المناظرة بيننا لمدة ساعة ونصف الساعة على الهواء مباشرة.. تضمنت الساعة الأولى تسجيلات خارجية معى ومع الجنرال شارون، عرضت فيها خطة القوات المصرية فى اقتحام قناة السويس، وكيف نجح الجيش المصرى فى اقتحام أكبر مانع مائى فى التاريخ وسقوط خط بارليف. وقد ركزت على أن يكون عرض التخطيط المصرى وإدارة القتال لحرب أكتوبر 1973 متسماً بالوضوح والدقة والصدق.. معتمداً على النجاح الأسطورى من وجهة نظر كل المراكز والمؤسسات العسكرية فى العالم لما قام به الجيش المصرى فى مجال الفكر والتخطيط وإدارة العمليات العسكرية على ضفاف قناة السويس. على الرغم من أن كل تقارير معاهد الدراسات الإستراتيجية قبل أكتوبر كانت تؤكد استحالة قيام مصر بأى عمل عسكرى شامل وخاصة اقتحام أكبر وأقوى مانع فى التاريخ.

ولقد جاء السؤال سريعاً ومباغتاً من أساتذة معهد الدراسات الإستراتيجية على الهواء مباشرة.. كيف كان التخطيط مصرياً والذى رأيناه أنكم التزمتم بتكتيكات وأساليب القتال فى العقيدة السوفيتية عن أعماق المهام القتالية كالمهمة المباشرة والمهمة التالية. وقد أثبت لهم أن خطة العبور مصرية بالكامل. وعرضت خطة العبور واقتحام خط بارليف بالتفصيل، وكيف أن القوات المسلحة المصرية اقتحمت قناة السويس بخمس فرق مشاة مترجلة على مواجهة واسعة، وأن ذلك القرار أربك حسابات وتقديرات القوات الإسرائيلية. وأشرت إلى أن خطة الدفاع الإسرائيلية التى اعتمدت على نقاط خط بارليف القوية ومعها احتياطيات على أعماق متعددة قد فقدت الاتزان الدفاعى ووقفت عاجزة أمام مفاجأة هجوم الخمس فرق على مواجهة واسعة، وعدم قدرة القوات الجوية الإسرائيلية على تقديم أى معاونة للاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية».

رءوس الكبارى
وجاء تعليق أساتذة معهد الدراسات الاستراتيجية.. أن توقف القوات المصرية وتعزيز رءوس الكبارى تحت مظلة صواريخ الدفاع الجوى المصرى قد حرم الإسرائيليين من تنفيذ خطتهم الدفاعية بأسلوب الدفاع المتحرك. لذلك اندفع شارون ليقول إنه لطالما عارض الجنرال بارليف وخطته للدفاع عن قناة السويس، وبناء هذا الخط الذى وصفه شارون أنه مثل الجبن السويسرى ذات الثقوب.

وبعد ذلك جاء استعراض مرحلة تطوير الهجوم المصرى بالقوات المدرعة للوصول إلى خط المضايق فى سيناء.
 فى المرحلة الأخيرة من المناظرة، آريل شارون يستعرض ما قام به فى عملية الثغرة غرب القناة. وتحدث عن الانهيار الذى كانت عليه الجبهة الدفاعية الإسرائيلية فى سيناء، وهى التى دفعت موشيه ديان ليعلن هزيمة إسرائيل يوم 9 أكتوبر.

مفاجأة أكتوبر
وعندما سئل شارون عن مفاجأة حرب أكتوبر فقال: المفاجأة لى شخصياً فى حرب 1973 هى «الجندى المصرى». هذا الجندى المصرى لم يكن الذى قابلته فى حربى 1956 أو 1967. فالجندى المصرى فى الحروب السابقة كان لا يعرف القراءة والكتابة، وهذه المرة عندما كنت أستجوب الأسرى المصريين بنفسى رأيت لأول مرة خريجى كليات التجارة والهندسة والحقوق.. إلخ. أيضاً الروح المعنوية لهذا الجندى هذه المرة كانت مختلفة تماماً. وأضاف قائلاً.. إنه وهو متقدم بسرية الدبابات نحو الإسماعيلية بعشر دبابات.. وفجأة خرج من بين الأشجار 5 جنود من الكوماندوز المصريين «يقصد الصاعقة». وقال إن خمسة جنود ضد عشر دبابات الأمر واضح أنهم جميعاً قتلى.. وقال إن المفاجأة أنهم أصابوا خمس دبابات إسرائيلية وتم القضاء على الكوماندوز المصريين. ويقول شارون.. هذه كانت مفاجأة حرب أكتوبر.. الجندى المصرى الجديد المتعلم خريج الجامعات.
 انتهت المناظرة بحصول القيادة المصرية على 8 درجات وحصلت القيادة الإسرائيلية على درجتين فقط. وأوصى معهد الدراسات الإستراتيجية بأنه يجب أن تدرس المعاهد العسكرية والمراكز العلمية هذا الفكر المتطور والتخطيط المتميز للقيادة المصرية، والأداء الراقى للجندى المصرى فى هذه الحرب.
 أنا شخصيا معجب باللواء دكتور سمير فرج وفكره ورؤيته فى خدمة الوطن. وأراه نموذجا للمثقف الواعى بقضايا وطنه.

المحلل الشرعى
 من التفاهات التى نغرق فيها، الحوار الدائر حول المحلل الشرعى. وقد عادت الإثارة عندما تحدث شخص بافتخار عن زواجه 33 مرة كمحلل شرعى، واعتبر نفسه مقدما لخدمة جليلة. بينما اعتبرته دار الإفتاء من الزنا وحرام شرعا.

وكتب فيه أيضا الأستاذ الدكتور أحمد عرفات القاضى أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الفيوم يقول: ظاهرة المحلل الشرعى قضية اجتماعية مزمنة. تناولتها الأفلام والمسرحيات. والواقع يعج بما هو أكثر منها والمعروف فى الفقه أن الطلاق البائن بينونة كبرى وهو من طلق زوجته ثلاث مرات لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره مصداقا لقوله تعالى من سورة البقرة (فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره) واشترط جمهور الفقهاء أن يكون زواجا شرعيا مكتمل الأركان بمعنى لابد من دخول الزوج الجديد بزوجته وحدوث علاقة شرعية بينهما عن طريق الجماع وهو ما أكده حديث الرسول الصحيح حتى تذوق عسيلته ويذوق عسيلتها ولم يشذ عن هذا الرأى إلا ما ورد عن سعيد بن المسيب ومذهب الخوارج من أن مجرد العقد الشرعى يصح للتفريق بينهما ولا يشترط العلاقة الشرعية وهو ما يفعله بعض الناس خصوصا من ذوى اليسار وقد ترجم ذلك عادل إمام فى فيلم زوج تحت الطلب ومسرحية الواد سيد الشغال والسؤال معروف عن الأزهر الشريف التوسع فى اتخاذ الآراء الفقهية وقد اعتمد مذهب الشيعة منذ الشيخ محمود شلتوت كأحد المذاهب لماذا لا يعتمد مذهب ابن المسيب وهو من كبار التابعين كمخرج لتلك المشكلة المزمنة وكحيلة شرعية للوصول لحل لقضية واقعية منتشرة على نطاق واسع اجتماعيا ولها أضرار جسيمة على الأسرة والأبناء مجرد وجهة نظر ويمكن تخريج هذه الرؤية على النحو التالى: - أنها رأى يستند لحجة من تابعى معتبر وهو سعيد بن المسيب فقيه وحجة وكذلك رأى طائفة من المسلمين وهم الخوارج. - أن لفظ النكاح متحقق فى العقد ومعروف أن عقد النكاح حتى ولو لم يدخل الزوج بالزوجة يترتب عليه حقوق شرعية. هذا أفضل من المحلل الذى ورد فى الحديث أنه ملعون لعن المحلل والمحلل له لأنه جعل الزواج ـ وهو رباط مقدس ـ تجارة ينتفى عنها القداسة وقد شن الإمام محمد عبده هجوما حادا على ظاهرة المحلل وكانت منتشرة فى مصر وقتذاك منذ عصر المماليك ويراها مفسدة عظيمة تناقض مقاصد الشريعة. من المهم أن نقضى على ظاهرة المحلل التى تسيء للزواج وتحوله من ميثاق غليظ لتجارة ووسيلة لقضاء الشهوة والوتر دون ضوابط شرعية ولا احترام لقواعد الأخلاق ويتحول فيها الرجل لتيس مهمته المعاشرة الجنسية بمقابل مادى.