سر منع «الصحة» الدخول لعمارتين بالمنيل.. الشرطة تنفذ

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في عام 1957 ظهرت أربع حالات إصابة بالجدري في عمارة الأندلس بمنطقة المنيل، كما ظهرت حالة أخرى بعمارة بشارع فريد وجدي بالمنيل، ما دفع وزارة الصحة بإصدار خطاب بمنع دخول أو خروح أي شخص من العمارتين.. فما القصة؟

 

حاصر البوليس العمارتين ومنع دخول وخروج أي شخص من سكانها إلا بتصريح خاص ومنع الزوار نهائيا وإذا وصل أي زائر للعمارتين يتم تطعيمه فورا ضد الجدري، كما أن الزيارة ممنوعة ما دفع بلدية القاهرة لإعداد مكتب خاص في كل عمارة من العمارتين مهمته الإشراف على حالة السكان الصحية وتطعيم بالمصل الواقي ومنحهم تصاريح الخروج والدخول بعد التأكد من حالتهم الصحية.

 

وقد فحصت معامل وزارة الصحة الحالات الخمس المشتبه فيهم، وظهر أن حالة واحدة من هذه الحالات إيجابية والحالات الأخرى لا تزال تحت الفحص، وقد اختلفت معامل وزارة الصحة مع معامل الأمم المتحدة في تقرير هذه الحالة فمعامل الصحة تقول إن هذه الحالة سلبية ومعامل الأمم المتحدة تؤكد أنها إيجابية.

 

كيف ظهرت الإصابة؟ 

 

الدكتور محمد صدقي مدير رعاية الطفل والأمومة وأحد سكان عمارة الأندلس، لاحظ أن خادمته فرج الإله وعمرها 11 سنة قد ظهر عليها أعراض مرض الجدري، وتم نقلها إلى مستشفى حميات إمبابة وأخطر المستشفى وزارة الصحة بهذه الحالة فقامت بعدها بتوجيه فريق للعمار وتطعيم جميع سكان العمارة البالغ عددهم 430 شخصا.

 

اقرأ أيضًا| يوسف وهبي.. رحلة الصعود من الفقر لـ«الفلل والسيارات»


 
بدأت اللجنة تقوم بعملة التطعيم وفحص حالات السكان، وامتنع سكان 15 شقة من العمارة وسكانها الخليجيين عن التطعيم واضطرت اللجنة بالاستعانة برجال البوليس لإجبارهم على التطعيم.


 
السكان يتكلمون 

 

التقت «أخبار اليوم» بسكان عمارة الأندلس بعد أن حصلت على تصريح بدخول العمارة واستمعت إلى السكان  الذين تم منعهم من الدخول والخروج.

 

وقد قالت حرم الدكتور صدقي التي كانت تعمل عندها الخادمة المصابة إن خادمتها شعرت بصداع شديد وارتفاع في درجة الحرارة ثم أصبحت لا تستطيع السير إطلاقا ففهم زوجها الحالة وأبلغ عنها وانتقلت إلى مستشفى حميات إمبابة.

 

بينما ذكرت زوجة الدكتور محمود فوزي عبدالعزيز الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة أنها لا تحس بشئ يضايقها مثل إحساسها بأنها لا تستطيع الخروج أو الدخول من العمارة وأنها تقضي طوال الوقت في الفرجة على مصر من البلكونة.


  
وأشارت السيدة حرم عبدالقادر عابد إلى أن بعض الخدم قد تركوا أعمالهم وهربوا من العمارة خوفا على أنفسهم من المرض وأصبحنا نلاقي صعوبات عديدة في الدخول والخروج من العمارة، لافتا إلى أن كل الأولاد لا يذهبون الآن إلى المدرسة.


 
وفى نفس الوقت، تلقت وزارة الصحة بلاغا آخر عن ظهور حالة جديدة في عمارة جديدة بشارع محمد فريد وجدي بالمنيل أيضا، وبسرعة حاصر البوليس العمارة الجديدة وبدأوا يقومون بتطعيم سكانها واتخاذ الإجراءات الوقائية.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم