استعادة العلاقات وإنهاء الأزمة اليمنية.. أولى نتائج نجاح الحوار السعودي الإيرانى

انفجار كبير خلال الحرب الدائرة  باليمن
انفجار كبير خلال الحرب الدائرة باليمن

خرجت الأمور من السرية للعلن ولم يعد الأمر يخضع للتكهنات أو التسريبات بعد كل تلك التصريحات الرسمية عن مسار المباحثات التى تستضيفها العاصمة العراقية بغداد بين وفدين سعودى وايرانى ولعل فى مقدمتها ما قاله العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز فى خطابه عبر الفيديو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام عندما أشار الى وجود مباحثات أولية بين الرياض وطهران معربا عن امله فى ان تقود الى نتائج ملموسة والى بناء الثقة وإقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية واحترام السيادة وعدم التدخل فى الشئون الداخلية، لم يقتصر الأمر على ما قاله العاهل السعودى  بل دخل الخط الرئيس العراقى برهم صالح الدولة المضيفة للحوار حيث أشار منذ أيام الى ان الحوار بين الرياض وطهران حقق تقدما ليس بالقليل وأعرب عن امله فى انفراجه كبير وحوار مستدام بالعراق والمنطقة فى حاجة لذلك وهما دولتان كبيرتان فى المنطقة.   

بداية الإعلان عن وجود مباحثات كان فى مايو الماضى وعبر تسريبات إيرانية متعددة وصفت يومها من الرياض بانها استكشافيه وفى الأيام الأخيرة عقدت الجولة الرابعة وهى الأولى بعد تولى الرئيس  الإيراني إبراهيم رئيسى مهامه وقد تكون الأهم لانها مؤشر على استمرارها  كخيار استراتيجى إيرانى بغض النظر عن طبيعة التركيبة الحاكمة فى إيران ان الإشراف عليها يتم مباشرة من جانب مكتب المرشد العام للثورة على خامئنى يضاف الى ذلك طبيعية المشاركين فيها ومستوى التمثيل الذى ضم من الجانب السعودى وزير الدولة للشئون الخارجية عادل الجبير والإيرانى على شمخانى أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومى بحضور رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمى مع عمق المناقشات التى تمت حيث وصفها المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بانها تسير على أفضل وجه .

وقد استقرت الأمور على التركيز فى هذه المرحلة على 3 عناوين الأول وقف الحملات الإعلامية من الجانبين وهو ما تحقق بالفعل حيث تشهد الأمور نوع من التهدئة خلال الأسابيع الماضية والثانى عودة العلاقات الثنائية بين البلدين وهو «مطلب ملح» من الجانب الإيرانى باعتباره خطوة مهمة باتجاه بناء الثقة خاصة مع رغبة إيران فى علنية جلسات جولات الحوار القادمة ورفع مستوى التمثيل والمشاركة فيها أما الملف الثالث وهو وقف الحرب فى اليمن باعتباره ضرورة للسعودية وقد تم اتخاذ خطوات فى شأن عودة العلاقات بعد مرور اكثر من 5 أعوام على القطع الثانى لها فى يناير ٢٠١٦ اثر اقتحام متظاهرين ايرانيين للسفارة السعودية فى طهران والقنصلية فى مدينة مشهد ومن ذلك الحديث عن وفود فنية من الجانبين زارت الدولتين لتفقد مبانى السفارات استعداد للإعلان عن قريب عن عودة العلاقات.

ويبقى الملف اليمني حيث تحظى قضية إنهاء الصراع أهمية قصوى كدليل على قياس حجم التغير فى المسلك الإيرانى تجاه قضايا الإقليم خاصة بعد ان تراجع نفوذه وقدراته على التأثير فى الساحة العراقية بدخول أطراف وازنة فيه منها المجموعة العربية، وعلى الصعيد السورى فى ظل تصدر الروس للمشهد ورغبة سوريا فى العودة الى الحضن العربى المعلومات التى تم تسريبها من جولات التفاوض الأربعة تشير الى توافق بين الطرفين على إنهاء الصراع فى اليمن وفق خطة طريق ومجموعة من الخطوات سيتم بحثها فى المفاوضات القادمة بين أطراف النزاع اليمنى .