«غريب في قلب ابنتي».. حكاية من دفاتر جحود الأبناء على الآباء

غريب فى قلب ابنتى
غريب فى قلب ابنتى

أصبحت غريبا فى عقل وقلب وبصر ابنتى، شبحا تخشى رؤيته، ولصا يحاول اختطافها وقتلها، لم أعد أباها الذى عرفته 4 سنوات منذ ولادتها، بل عابر سبيل تكتفى فقط بإلقاء ابتسامة عابرة عليه عندما تقابله صدفة فى الشارع، لكن إذا حاول الاقتراب منها وتقبيلها أو تبادل الحديث معها تصرخ وتبعده عنها.

لا أعرف لماذا كل هذه الكراهية التى تولدت فى نفس ابنتى تجاهى، لقد انفصلت عن والدتها باحترام، ومنحتها كل الحقوق، وحققت لها طلباتها بهدوء دون اللجوء للمحاكم، لكن بعد عودتى من السفر وجدت نفسى غريبا ليس فى وطنى، بل فى قلب وعين وروح ابنتى.

أصبحت فى نظرها  ذلك الرجل الشبح الذى تحذر منه الأمهات أبناءهن فى قصص النوم، فأنا لص وخاطف وقاتل وسافك دماء فى حواديت طليقتى لابنتى، بل اكتشفت أنه لا وجود لى فى حياة محبوبتى، فهناك قصة ترويها لها وتحاول أن تقنعها بكل مصداقية أننى قد فارقت الحياة ولم يعد لى وجود.

لا أعلم حقيقة ماذا حدث، زواجى لم يوفق، لأسباب كثيرة، فقد عايرتنى زوجتى بقلة المال، تركت البيت وذهبت لوالدها مرات ومرات، أهانتنى واتهمتنى بالعجز، ثم أهانت والدى بالفقر حتى أصابه المرض وفارق الحياة حزينا أمام عينى.

حاولت مع هذه الزوجة مرات ومرات، شرحت لها أننى من العشرة الأوائل على كليتى، وأن تعيينى قادم لا محالة، والأوضاع ستتحسن كثيرا، لكنها لم تتحمل، عايرتنى بالعمل فى محل الألبان الذى يديره والدى، قالتها صراحة «زواجى منك كان غلطة، لماذا أتحمل هذا الفقر، وأنا ابنة التاجر الكبير الذى ينشر خيره عليك وعلى والدك؟».

تحملت إهانتها 3 سنوات من أجل ابنتى الصغيرة، كنت أترك البيت وأعود إلى محل والدى أعمل ليل نهار حتى أهرب من الصدام معها، آخذ صغيرتى معى إلى المحل أريح قلبى بها، لكنى حقيقة لم أعد أملك الصبر، طلبت منها أن تحضر أسرتها إلى منزلنا، واشترطت دعوة كل فرد فى أسرتها، لأن هناك مفاجأة أريد أن أخبرهم بها.

بالفعل أحضرت أسرتها، شرحت لهم مأساتى مع ابنتهم، ثم ألقيت عليها يمين الطلاق، وأنهيت معهم كل حقوقها، وتركت لها المنزل وأخذت حقيبة ملابسى واحتياجاتى وعدت إلى منزل والدى أعيش فيه بمفردى على أمل أن يتحسن حالى.

ظللت عاما كاملا أعيش بمفردى، حتى قررت أن أسافر إلى الخارج للعمل، سافرت إلى اليونان، فأنا من محافظة الإسكندرية، عملت فى صناعة الألبان، حققت ربحا كثيرا، وأصبح معى مال يعيننى على ظروف الحياة الصعبة فى مصر.

مرت 3 سنوات وأنا فى الغربة، حتى تلقيت اتصالا من أحد جيرانى أخبرنى أن عامل البريد أحضر خطابا من الجامعة التى كنت أدرس بها، وأن هذا الخطاب هو قرار بتعيينى معيدا فى كليتى، وتسلم العمل سيكون  بداية من الشهر القادم.

لم أفكر كثيرا، أنهيت إجراءات سفرى وعدت إلى مصر، توجهت إلى كليتى، قدمت أوراقى وأجريت الكشف الطبى، وبعد شهر تسلمت عملى، ثم بدأت حياتى تتغير للأفضل.

رغم كل ذلك، إلا أن ابنتى كانت تشغل كل تفكيرى، هى تسكن بجوارى، لكن لا أستطيع أن أراها أو أتحسسها، ليس من حقى أن أحاول التفاوض مع أسرة زوجتى، فقد وقعت مشاكل كثيرة بيننا، كانت ستقودنا إلى الدماء.

قررت أن أتتبع خطوات ابنتى وأحاول أن أتحدث معها فقد تجاوز عمرها الـ 8 أعوام، وأصبحت واعية ومدركة للأمور من حولها، استغللت وجودها فى أحد الأندية الاجتماعية برفقة شقيقة طليقتى، اقتربت منها، على أمل أن تتذكرنى واحتضنها، لكن بمجرد أن اقتربت خطوة منها وجدتها تصرخ، وتنادى على خالتها، حاولت تهدئتها لكنها لم تتوقف، أخبرتها أننى والدها وعدت من السفر، فكان ردها لى كالصاعقة «والدى مات، انت عايز تخطفنى» كررتها أكثر من مرة، حتى فوجئت بحضور خالتها، التى طلبت منى الابتعاد، وهددتنى بشكوى إلى النيابة.

حاولت كثيرا تقريب وجهات النظر مع أهل طليقتى، لكن لم تفلح الأمور، أغلقوا كل أبواب التقرب من ابنتى، هددونى بملاحقتى فى المحاكم، وبدء صفحات من القضايا إذا لجأت إلى إقامة دعوى رؤية.

أنا الآن أموت يوميا، ابنتى لا أستطيع الاقتراب منها، ورغم ذلك أعلم أننى حتى لو حصلت على حكم برؤيتها مرة فى الشهر، فلن تقبل الجلوس معى، فأنا فى نظرها لص، شبح، قاتل، خاطف، وأخيرا جسد قد فارق الحياة.

48 ساعة استضافة
 

فيما يتعلق بقصتك..

كثرت دعواتى وأمنياتى للقائمين على تعديل قانون الأحوال الشخصية من أعضاء مجلس النواب والحكومة بضرورة وجود مادة تعاقب الكراهية بأى صيغة يرونها، شريطة أن يعاقب من يبث الكراهية لدى أبنائه تجاه أقاربهم..

 

أما الشق القانونى فهذا يعود المحامى شعبان سعيد الذى قدم لك هذه الروشتة».

بداية أخطأت سيدى عندما أهملت ابنتك..

وعليك أن تقيم دعوى رؤية لابنتك، وهذا الأمر سيتيح لك لقاءها فى مكان تحدده المحكمة، ومع تعدد المرات ستلين قلب ابنتك وستعرف الحقيقة، واعلم أنه فى حالة عدم التزام طليقتك بالحضور للرؤية ثلاث مرات على الأقل قد تعاقبها المحكمة بحرمانها من الحضانة لفترة ما تحددها، بجانب حقك فى إقامة دعوى تعويض عن كل موعد رؤية لم تحضرها.


أخيرا..

أبشرك وأبشر جميع الآباء أن قانون الأحوال الشخصية الجديد يتضمن استضافة للصغير تصل لـ 48 ساعة أسبوعيا.. دعونا ننتظر.