الجاسوسة انشراح.. قادت زوجها الموظف لأشهر خائن بتاريخ مصر

الجاسوسة انشراح وزوجها إبراهيم شاهين
الجاسوسة انشراح وزوجها إبراهيم شاهين

مثلما تتشابك أيدي الشرفاء دفاعًا عن الأرض والعرض بكل قوة ولآخر نفس، هناك مصريات أدرن ظهورهن لتاريخ كليوباترا وحتشبسوت وقررن تسليم معلومات عن وطنهن لدول تقف في الجهة المقابلة من العداء، ليصبحن جاسوسيات من الدرجة الأولى.

 

انشراح موسى «سابقًا».. دينا بن ديفيد «لاحقًا»، كانت سيدة مصرية عادية، ولدت في صعيد مصر، شاءت الأقدار أن يعمل زوجها إبراهيم شاهين في مدينة العريش، فانتقلت للعيش معه وأنجبا ثلاثة أبناء من الذكور.

 

كان زوج انشراح موظفًا بسيطًا بمديرية العمل – القوى العاملة حاليًا - بالعريش، وكان يستغل كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لجلب المال.

 

وعقب نكسة 67، اجتاحت إسرائيل سيناء، وبينما كان المناخ العام تشوبه الضغوط المعيشية، استغل الموساد تلك الأجواء للإيقاع بعملاء جدد يكونون عينا له على الوطن.

 

ولكونه شخص غير أمين، لم تكن مهمة الإيقاع بـ«شاهين» أمرا صعبا، حيث بدأ مهمته معهم بالإرشاد عن مخبأ أحد الفدائيين المصريين وقبض نظير خيانته 1000 دولار في الوقت الذي كان لا يملك ثمن طعامه.

 

وأمام ذلك تشجع على استكمال مسيرته من خلال وقوف زوجته مكانه التي كانت دوما تقنعه بأن ما يفعله ليس خيانة وفي حالة رفضه سيكون هناك المئات ممن يتمنون القيام بذلك، ليس هذا فحسب بل صارت هي الأخرى عملية هي وأبنائها.

 

جاءت النهاية أثناء وجود انشراح في إسرائيل، فعندما كان زوجها إبراهيم يحاول إرسال أولى برقياته إلى الاحتلال بواسطة جهاز إرسال استطاعت المخابرات المصرية التقاط ذبذباته بواسطة اختراع سوفييتي متطور جدًا وقتها اسمه «صائد الموجات».

 

سارعت القوات المصرية إلى القيام بتمشيط المنطقة بالكامل بحثًا عن هذا الجاسوس، ومع محاولة تجربة الجهاز للمرة الثانية أمكن الوصول لإبراهيم بسهولة.

 

وبالفعل قبض على «إبراهيم» ومن بعده انشراح وأبنائهم وقدموا للمحاكمة، وفي 25 نوفمبر 1974 صدر الحكم بإعدام انشراح وزوجها شنقاً، والسجن 5 سنوات للابن نبيل وتحويل الأبناء محمد وعادل لمحكمة الأحداث.

 

ونفذ الإعدام في زوجها وخفف الحكم على انشراح لتحبس 3 سنوات في السجن ثم أفرج عنها بموجب صفقة تبادل أسرى مكنتها من دخول إسرائيل بصحبة أبنائها فيما بعد والحصول على جنسيتها وتغيير ديانتهم لليهودية لتتحول أسمائهم إلى الأم دينا بن ديفيد والأبناء محمد وعادل ونبيل إلى رافي ويوسي وحاييم.