ارتفاع معدلات الوفاة العالمية والسر في حرائق الغابات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

حرائق الغابات هي إحدى النتائج المباشرة لتغير المناخ والتي ينتج عنها العديد من الأثار السلبية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية فما حدث من انتشار كثيف وسريع لحرائق الغابات أدي إلى تعرض العديد من الدول لخسائر اقتصادية من تدمير الموسم السياحي الصيفي وفقدان الموارد الخشبية أساس تجارة بعض الدول حتى أنها تسببت في فقدان ملايين الأشخاص لمصادر رزقهم حيث يعتمد عملهم على جمع المنتجات الحرجية غير الخشبية.

كما أنها تؤثر بيئيا من حيث انقراض النباتات والحيوانات وفقدان التنوع البيولوجي وبسبب انخفاض مصادر امتصاص الكربون في الطبيعة أدى ذلك إلى زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي مما يعني مزيد من الاحتباس الحراري واستنزاف طبقة الأوزون ولا تتوقف أثارها عند هذا الحد ولكنها أضافت مزيد من حالات الوفاة.

اقرأ أيضا| تغطية أشجار قديمة ببطانيات مقاومة للنيران لمكافحة الحرائق

فوفقا لدراسة أجراها باحثون من جامعة "موناش" الأسترالية وتم نشرها في دورية " The Lancet Planetary Health " اثبتت أن حرائق الغابات ومن خلال ملوثاتها كانت إحدى أسباب زيادة معدلات الوفاة العالمية وقامت الدراسة بالربط بين تأثير التعرض قصير المدى للجسيمات الدقيقة " PM2.5" العالقة التي تنبعث في الهواء نتيجة حرائق الغابات على الوفيات الناجمة عن أمراض الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.

وبحسب موقع " scientific American " فإن هذه الجسيمات الدقيقة التي تنتج عن الحرائق ويبلغ قطرها أقل من 2.5 ميكرون تمثل أحد أخطر العوامل البيئية المساهمة في الإصابة بأمراض القلب والرئة وذلك بسبب صغر حجمها الذي يتيح لها الانتقال في أي مكان من جسم الإنسان كما انها قد تتسبب في حدوث تغييرات في تركيب الحمض النووي ومعدل تماثله مما يسبب ضعف في وظائف الرئتين والقلب والكلى وتراجع وظائف المخ لتصل في النهاية إلى الوفاة.

فكشفت الدراسة أن أكثر من 33 ألفًا و500 حالة وفاة تحدث سنويا كانت اسبابها تتعلق مباشرةً بالملوثات الناتجة عن حرائق الغابات في 749 مدينة تمثل 43 دولة حول العالم شملتها الدراسة وأظهرت البيانات أن اليابان تصدرت المشهد حيث سجلت أكبر عدد من الوفيات الناجمة عن استنشاق جسيمات (PM2.5) الدقيقة، المتصاعدة مع دخان حرائق الغابات بمعدل أكثر من 7 الاف حالة وفاة سنويا

 وتوصل الباحثون للنتيجة من خلال توضيح أسباب وقوع أكثر من 6 مليون حالة وفاة على مدار 16 عام خلال الفترة من 2000 وحتى 2016 في 749 مدينة تمثل 43 دولة وكانت من ضمن الوفيات الحالات الناجمة عن التعرض للعوالق الدقيقة "PM2.5" بتركيزات مختلفة كما حذرت الدراسة من خطورة الوضع بعدما شهدت السنوات الأخيرة اندلاع عدد كبير من حرائق الغابات أدت إلى تدمير 112 مليون فدان في استراليا خلال موسم 2019/ 2020 واحتراق أكثر من 1.2 مليون فدان في أنحاء كاليفورنيا منذ بداية 2019 ما نتج عنه انبعاث كميات قياسية من ثاني أكسيد الكربون