قلب مفتوح

عصف سلماوى وريحانه

هشام عطية
هشام عطية

لو كتبت جملة واحدة أصف بها المتعة التى شعرت بها والمنافع التى حصدتها وأنا أقرأ مذكرات العصف والريحان للمبدع الكبير محمد سلماوى، لتكدست الأوراق إلى ما لا نهاية.
لوكان الأمر بيدى لجعلت عصف سلماوى وريحانه مقررا اساسيا ضمن المقررات التى يدرسها طلاب الإعلام، ليتعلموا دروساً حية فى المهنية والرقى والابداع والثبات  على المواقف والتمسك بالمبادئ حتى فى اللحظات العصبية التى يختبر فيها صدق الكاتب.
على أن أهم الدورس فى مشوار عمر المبدع الكبير سلماوى هو أن المحن والعقبات على قسوتها حتى وأن جاءت فى بداية الطريق لا يمكن أن تكسر إرادة النجاح ولايمكن ان تنال من يقين المبدع وثقته فى موهبته وابداعه.
 الغوص فى صفحات العصف والريحان تقودك للوقوع فى حيرة شديدة، هل تكتب عن سلماوى الكاتب المسرحى الكبير الذى تصدى بإبداعاته لضربات مقص الرقيب الطائشة ولطلقات التطرف والإرهاب القاتلة؟!  ام تتحدث عن سيرة سلماوى الإدارى المتميز والذى أحيا من العدم كل المؤسسات التى تولى رئاستها بداية من العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة وحتى اتحادى الكتاب المصريين  والعرب؟.
هل تكتب عن سلماوى النقابى اللامع أم الصحفى ورئيس التحرير الموهوب الذى ولد على يديه جريدتان من أهم الجرائد فى صحافتنا واللتان حملتا رؤى وصوت مصر للآخر، ما زالتا حتى الآن.. قليلون من أبناء مهنة الصحافة الذين أتاحت لهم موهبتهم وعلاقاتهم أن يكونوا شركاء فى صناعة الاخبار والأحداث ليسوا مجرد متابعين لها فى مقدمتهم الأستاذ هيكل، رحمة الله عليه، ومن بعده الأستاذ سلماوى، وهذه  الحقيقة تكشفها سطور الكتاب  والذى يعد وثيقة تاريخية مهمة لأحداث مصر المعاصرة وفى العقود الخمس الأخيرة.
على أن أمتع ما فى عصف سلماوى وريحانه حكايات سلماوى الجد مع الأحفاد التي تتقطر حناناً وإنسانية.
استاذ سلماوى الذى تحققت فيه نبوءة الناسك الهندى الذى منحه الوشاح الأصفر والذى لا يحصل عليه إلا من رصدته الأقدار لخدمة أقرانه.. أبقاك الله أعواماً وأعواماً بعصفك وريحانك أستاذاً للأجيال ومؤرخاً صادقاً وعاشقاً لتراب هذا الوطن.