نقطة تحول

هل تتخلى طالبان عن الإرهاب؟

د. هدى محمد
د. هدى محمد

هناك تشابه بين سقوط كابول وسيطرة حركة طالبان على الحكم فى أفغانستان وسقوط سايجون فى فيتنام الجنوبية وسيطرة قوات فيتنام الشمالية عليها بعد انسحاب القوات الأمريكية منهما، بل نفس مشهد تدافع الآلاف على طائرة عسكرية أمريكية لإجلاء الرعايا الأمريكان فى كلا البلدين بفارق التوقيت، بل أعادنا هذا المشهد إلى الانسحاب الأمريكى الجزئى ايضاً من العراق مخلف وراءه دولاً تدهورت أوضاعها على جميع المستويات، ما دفع الرئيس الأمريكى بايدن أن يتسائل «كم يستحق الأمر من أرواح أمريكية « فى إشارة إلى تكبد القوات الأمريكية خسائر فادحة فى الأرواح بلغت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل بالإضافة إلى ثلاثة الآف آخرين من قوات التحالف بخلاف الجرحى والخسائر المادية، مما يطرح سؤالاً وهو كيف واجهت قوات حركة طالبان الذى يبلغ عددها 75 ألف مقاتل قوات الجيش النظامى الأفغانى الذى تعدى ثلاثمائة ألف جندى وتم تسليحه وتدريبه ورفع كفاءته على يد أمريكا، وكيف هزمت هذا الجيش؟ وكيف انسحبت القوات الأمريكية دون مواجهة عسكرية حفاظاً على ماء الوجه، هل فعلاً أفغانستان مقبرة الغزاة كما قال بايدن ، وهل طالبان 2021 تختلف عن طالبان التسعينيات؟ ووفقاً لما قاله رئيس وزراء بريطانيا جونسون إن بلاده ستحكم على طالبان بناءً على أفعالها وليس أقوالها حيال الإرهاب والجريمة والمخدرات، بينما أشار بعض السياسيين إلى احتمال انضمام افغانستان إلى محور صينى باكستانى روسى ايرانى ضد أمريكا، لقد حكم افغانستان العديد من الامبراطوريات بداية من المغول مروراً بالامبراطورية البريطانية عام 1830، وبعدها الاحتلال السوفييتى عام 1979 والذى استمر عشر سنوات وانهزم وانسحب، ثم أعقبه حرب أهلية بين القبائل انتهت بسيطرة حركة طالبان على الحكم عام 1996، حتى سقوطها على يد القوات الأمريكية عقب أحداث الحادى عشر من سبتمبر. 
ويمر عبر أراضى أفغانستان أنابيب الغاز الطبيعى، ولكنها تتميز بتنوع اثنى فسيفساء من أعراق مختلفة  ، وتتمتع  بمخزون هائل من الثروات الطبيعية وأهمها الليثيوم الذى يدخل فى صناعة البطاريات، واليورانيوم والحديد والنحاس والذهب، سوف تكشف الأيام المقبلة هل ستتخلى طالبان عن الإرهاب وحمل السلاح وتضمن حقوق المرأة والحريات العامة ؟.