160 مليون حشرة لتحويل المخلفات العضوية لأدوية وسماد زراعى

بأيدٍ شبابية | أول مزرعة لتربية الحشرات فى الشرق الأوسط

بأيدٍ شبابية
بأيدٍ شبابية

المخلفات العضوية من أكبر المشاكل التى تواجه مختلف دول العالم، ما خلق أزمة كبيرة تتفاقم بشكل كبير سنويًا، وفى مصر نجح فريق علمى بقيادة الدكتور أحمد عبيد، الطبيب البيطرى فى وضع حد لتلك الأزمة، وذلك بتربية حشرة الجندى الأسود التى تتغذى على تلك المتبقيات العضوية من مخلفات الطعام وبقايا الخضار والفاكهة وتحويلها إلى كتلة حيوية وسماد عضوي.


ومن جانبه يقول الدكتور عبيد لـ«الأخبار»: بدأت فكرة المزرعة فى عام 2017، عندما رصدنا الكثير من المشاكل البيئية المتعلقة بالمخلفات العضوية، خاصة أن مصر تنتج ما يزيد على 150 مليون طن سنويًا من المخلفات، كما أن هناك نقصًا كبيرًا فى بعض المواد الخام مثل الكايتوزان وبعض المساحيق والبروتينات التى تأتى من الحشرات».


وتابع عبيد «عملنا فى البداية لمدة 6 شهور للتأكد من عدة جوانب أبرزها  الأمان التام على الصحة العامة وتعظيم الاستفادة منها وكيفية حل المشاكل البيئية».


وأضاف عبيد أن حشرة الجندى الأسود غير متنقلة تعيش 12 يومًا فقط، ولا تنقل الأمراض، وليس لها جهاز هضمي، وبالتالى لا تتغذى فى طورها البالغ. كما أن الطور الذى نستفيد منه فى تلك الحشرة هو طور اليرقة، الذى يعتبر المصنع الذى يتغذى على المخلفات العضوية ويخزن الكتلة الحيوية فى جسمه ويرسب بعض المواد المهمة مثل الكايتوزان، وبعض الصبغات. ومخرجاتها تعتبر سمادًا عضويًا معززًا بالكايتين.


وتنتج مخرجات تلك الحشرة كتلًا حيوية يستخرج منها أسمدة عضوية ومواد تدخل فى صناعة مستحضرات التجميل وتغذية طيور وأسماك الزينة، هذا بالإضافة إلى أن الكايتوزان مضاد فطرى يستخدم فى الزراعة، ومواد حفظ الأغذية، وصناعة بعض الأدوية، وفلاتر المياه.


 وأشار عبيد إلى أن تربية الحشرات من أصعب أنواع التربية، وذلك لأنها كائنات صغيرة تتأثر بأية عوامل جوية، لذلك نربيها فى بيئة خاصة بها ونهيئ لها كل المعاملات وكأنها فى الطبيعة..

وأضاف «:نسعى لتوطين تلك الصناعة العالمية لأول مرة فى مصر والشرق الأوسط، وذلك بالاعتماد على تكنولوجيا مصرية 100%».


وحول كيفية استخلاص الأسمدة ومادة الكايتين والكتلة الحيوية من الذباب وحشرة الجندى الأسود، أوضح عبيد أن يرقات الحشرات تقوم بتحويل المخلفات العضوية واستخلاص المواد الغذائية منها فى صورة كتلة حيوية بها نسبة بروتين تصل 40% ودهون لاتقل عن 36% وكالسيوم وفوسفور، فيما نجح الفريق العملى بقيادته فى تحويل الكتلة الحيوية إلى مسحوق جاف لتغذية أسماك وطيور الزينة والحيوانات الأليفة.


كما أن السماد الذى ينتج من يرقات الذباب وحشرة الجندى الأسود له خواص تميزه عن باقى الأسمدة العضوية، فهو كامل ومعزز بمادة الكايتين النادرة عالميًا، وأصبحنا ننتجها بسواعد وأفكار مصرية الآن بفضل الحشرات والذباب، فهو خال من الحشائش والنيماتودا وبه نسبة كربون عالية ونيتروجين مناسبة للأراضٍ كما يعمل على تنشيط البكتيريا النافعة لتثبيت النيتروجين فى التربة.


وعلى جانب آخر ظهرت هذه الصناعة لأول مرة فى عدة دول أوروبية وأمريكا وكندا، وطالب الدكتور عبيد بأن يشمل قانون تنظيم المخلفات على أكواد لإعادة تدوير المواد العضوية بشكل كامل.