أرى

ومن المصالح ما يدمر الشعوب

وردة الحسينى
وردة الحسينى

مصلحة الشعوب الأخرى كلمة غير موجودة عادة بقاموس الدول الكبرى،وذلك فى كل العصور، وخير دليل على ذلك ماقامت به تلك الدول بالماضى حينما استعمرت الدول الأضعف، وخلال سنوات الاستعمار تم استنزاف ثروات تلك الدول وتوجيهها لإنعاش اقتصاد القوى الكبرى.
وحتى مع انتهاء حقبة الاستعمار حرصت هذه  الدول أيضا على استمرار جسور الحاجة والتبعية  وتأجيج الصراعات والنزاعات من خلال تقسيم الدول التى كانت مستعمرة بحدود مصطنعة، ومتجاهلة رغبات وطموحات شعوبها،وهو ما مثل قنبلة موقوتة. 
كما سعت تلك الدول لخلق تهديد وجودى للدول المستهدفة، ومن هنا جاء صنع ودعم التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، وتوظيف ذلك فى تدمير دول مهمة،العراق وسوريا، وإهدار مقدراتها وتشتيت شعوبها، ومن خلال ذلك تم سحب الدعم المادى الهائل للإنقاذ المزعوم  من ذلك الإرهاب المصنوع من الدول الغنية بالمنطقة!
ومما لاشك فيه أيضا أن الأحداث  الحادة التى جرت طوال السنوات الماضية ولاتزال بمنطقتنا وما حولها بما فيها المرتبطة بإشعال الفتن الطائفية والدينية، تؤكد سعى تلك القوى وتابعيها  لإعادة صياغة الأوضاع بالمنطقة بما يتفق ومصالحها وعلى حساب الشعوب بالطبع.
ولاشك أن خلق مناطق توتر ستستفيد من وجودها تلك القوى على المدى البعيد. فمتى يدرك من يستعينون بالدول الكبرى أن مصالحها لن تلتقى أبدا مع مصالحهم حتى وإن ظهر عكس ذلك مرحليا، فكيف نستعين بالصانع لمواجهة آثار صنيعته!