«وداد» أول فتاة تحلق للرجال بمصر.. والسر في وقوفها على كرسي

وداد أول فتاة تحلق للرجال بمصر
وداد أول فتاة تحلق للرجال بمصر

منذ أكثر من 62 عامًا وبالتحديد في شارع الصاغة بطنطا حدثت مشاجرة عنيفة اهتم بها هذا الشارع اهتمامًا بالغًا، كان أحد طرفي المشاجرة شابًا يافعًا والطرف الآخر فتاتين أكبرهما في السادسة عشر من عمرها.

 

وكانت الفتاة الكبرى تصيح قائلة: «أمال لو ماكناش كاتبين يافطة تقول ممنوع انتظار الزبائن بدون داع، كان عمل أيه؟»، وكان المتجمهرون جميعًا يساندون الفتاتين ضده، ثم انتهى النزاع وعادت الفتاتان إلى المحل الذي يحمل اسم «صالون حلاقة للرجال».

 

وعلمت "أخبار اليوم" بأمر الفتاة وأختها، فذهبت محررة "أخبار اليوم" إلى هذا الصالون ولم تتردد في الدخول وظلت تبحث في أنحاء المحل عن رجل فلم تجد وقالت لهما: 

 

- أين والدكما ؟ 

فردت الكبرى وقد طفرت الدموع إلى عينيها: مات

 

- أقصد من الذي يقوم بالحلاقة ؟

قالت الفتاة: أحنا طبعا.. أنا وأختي

 

- للرجال ؟!!

أيوه

 

وسردت الفتاة قصتها للمحررة؛ حيث أن «وداد وعظيمة» هما البنتان الثالثة والرابعة للأسطى «سعد حنا» صاحب هذا الصالون، وقبل أن يموت فكر في أن يستعين بابنته الكبرى وعلمها كيف تحلق رؤوس الأطفال الصغار.

 

وفجأة مات الأسطى حنا وتلفتت الأسرة فلم تجد شيئًا تعيش منه إلا المحل، فتركوه مفتوحًا وتولت الابنة الكبرى الحلاقة للكبار والصغار، وبالفعل نجحت التجربة رغم صعوبتها وأنها كانت ظاهرة جديدة على المجتمع المصري، وسبب نجاحها أن الناس كانوا يحبون الأسطى حنا ويريدون مساعدة أولاده.

 

وبعد ذلك علمت الابنة الكبرى شقيقتها الأصغر منها وبدأتا تعملان معًا، ثم خطبت الأخت الكبرى ومن بعدها الأخت الثانية، فتولت وداد المسئولية وكان عمرها 10 سنوات وكانت طالبة لذلك ترددت طويلاً ولكن وافقت لكي لا يتم بيع المحل.

 

وهكذا استمر العمل في المحل وكانت وداد خلال السنوات الأولى من عملها تقف على كرسي وهي تحلق رؤوس الزبائن لقصرها بسبب صغر سنها.

 

وعند زيارة محررة أخبار اليوم كانت تبلغ وداد 16 عامًا، وكانت أختها عظيمة عمرها 15 عامًا، وكانت هذه قصة كفاح 4 فتيات من طنطا للحصول على لقمة العيش ولكي لا يحمل هذا المحل اسمًا آخر غير اسم الأسطى حنا، وذلك كما تم نشره في أخبار اليوم في 21 فبراير 1959.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم