مصطفى أمين يروي قصة اكتشاف خليفة «رخا»

 مصطفى امين
مصطفى امين

في كتاب «شخصيات لا تنسى» يطلعنا الكاتب الكبير مصطفى أمين عن قصة اكتشافه لمصطفى حسين فيقول: «بعد نصر أكتوبر 1973 وخروجى من السجن لا حظت بعد صدور قرار إشرافى على صحف ومجلات «أخبار اليوم» أن جريدة «الأخبار» تنقصها الرسوم الكاريكاتيرية، وفكرت في صورة كاريكاتيرية بالصفحة الأخيرة، ورسمة أخرى على عمود بالصفحة الأولى.

 لم يطل تفكيرى إلى الهدف الذي أنشده، وجدت السبيل فى تلميذى أحمد رجب الذي بدأ معي محرراً في مجلة «الجيل» ولفت نظرى إليه أسلوبه الساخر، وأكد لي أنه مستعد أن يعطى الأفكار للرسامين ليقوموا بتنفيذها.

وعرفت أن عندنا رساماً يعمل بجريدة «الأخبار» اسمه مصطفى حسين يقوم برسم وجوه الشخصيات السياسية والشخصيات العامة، والقصص الخبرية والأدبية، فأخترته لكي ينفذ الفكرة .

بدأ أحمد رجب يفكر ومصطفى حسين يرسم.

وفوجئت فى نهاية الشهر الأول بأن توزيع الجريدة زاد 100 ألف نسخة، وجاءني تقرير التوزيع ليؤكد أن سبب الزيادة هو الكاريكاتير الذي ينشر في الصفحتين الأولى والأخيرة .
 
وعلى الفور قررت إعطاء 100 جنيه مكافأة زيادة في مرتب أحمد رجب ومصطفى حسين، ثار المحررون وغضبوا وانقلبت الدنيا وأرسلوا شكاوى إلى الرئيس السادات، وقالوا له إن مصطفى أمين أعطى 100 جنيه علاوة لمحرر وأنهم يرفضون العمل في جريدة «الأخبار».

واتصل بى الرئيس السادات وسألني: « هل صحيح أعطيت علاوة لمحرر 100 جنيه شهرياً ؟».
 قلت: «حدث هذا فعلاً لكن لاثنين من المحررين وليس واحداً».
اندهش الرئيس وقال: «كيف يحدث ذلك؟».
قلت له: «حينما طلبت منى الإشراف على «أخبار اليوم» قلت لى بالحرف الواحد قم بعملك الذي كنت تؤديه قبل أن تدخل السجن».
فقال الرئيس السادات: « أليس من الأفضل لو أعطيت كل عامل مبلغ 50 قرشاً كل شهر وبالتالي تسعد جميع العاملين بالمؤسسة؟».
 قلت للرئيس: « هناك فاشلون كثيرون كنت سأسعدهم بالمكافأة إلا أنني فقط أكافئ المجتهدين».

وبعد تلك الحادثة بدأ الرسامون في كل الصحف يحصلون على مرتبات مجزية ومبالغ جيدة نظير عملهم، وأعطيت حرية النشر لأحمد رجب لكي يكتب ما يريد، لأن تجربتي الصحفية علمتنى أنه لو وضع أي قيد على «الكاريكاتير» فإنه سوف يفقد قيمته على الفور، وأنا أعتبر مصطفى حسين امتداداً للفنان عبد المنعم رخا، وأعتبر أحمد رجب امتداداً لي».

من كتاب « شخصيات لا تنسى »