هيلين لندستروم فى حوار خاص لـ «أخبار الأدب»

الرواية التاريخية مدخل لفهم تطور التفكير الإنسانى

هيلين لندستروم
هيلين لندستروم

كتبت‭:‬‭ ‬غادة‭ ‬جاد

ولدت‭ ‬الكاتبة‭ ‬السويدية‭ ‬الأمريكية‭ ‬هيلين‭ ‬لندستروم‭ ‬إروين‭ ‬فى‭ ‬هيلسنجبورج،‭ ‬وهى‭ ‬مدينة‭ ‬صغيرة‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الغربى‭ ‬لجنوب‭ ‬السويد‭. ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وهى‭ ‬فى‭ ‬العشرينيات،‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬تعيش‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬فى‭ ‬نيويورك‭ ‬مع‭ ‬زوجها‭ ‬وكلبيهما‭. ‬كتبت‭ ‬هيلين‭ ‬روايتين‭ ‬تاريخيتين،‭ ‬هما‭

: ‬رحلة‭ ‬جيمس‭ (‬2014‭)‬،‭ ‬وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬قضية‭ ‬العبيد‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬إبان‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬القضية‭ ‬التى‭ ‬انقسمت‭ ‬بشأنها‭ ‬الأمة‭ ‬انقسامًا‭ ‬شديدًا،‭ ‬حيث‭ ‬نجد‭ ‬الشاب‭ ‬جيمس‭ ‬ابن‭ ‬النخاس‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬مناهض‭ ‬للعبودية‭ ‬ويصير‭ ‬سائقا‭ ‬للقطارات،‭ ‬ويقع‭ ‬فى‭ ‬غرام‭ ‬كاثرين،‭ ‬وهى‭ ‬مناهضة‭ ‬للعبودية‭ ‬كذلك‭. ‬ويستهل‭ ‬الحبيبان‭ ‬حياتهما‭ ‬معًا‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬نضال‭ ‬لمساندة‭ ‬الفارين‭ ‬من‭ ‬العبودية‭.‬

أما‭ ‬رواية‭ ‬اللبن‭ ‬الرائ‭ ‬فى‭ ‬صوف‭ ‬الغنم،‭ ‬التى‭ ‬صدرت‭ ‬للكاتبة‭ ‬مؤخرا،‭ ‬فتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كفاح‭ ‬نساء‭ ‬السويد‭ ‬فى‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬ومستهل‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقهن‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والسياسية‭. ‬فنرى‭ ‬أنيت‭ ‬المرأة‭ ‬الوحيدة‭ ‬بغير‭ ‬عائل‭ ‬أو‭ ‬معين،‭ ‬تكافح‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تربية‭ ‬أولادها‭ ‬الكثر‭. ‬وقد‭ ‬عانت‭ ‬أشد‭ ‬المعاناة‭ ‬لإعالتهم،‭ ‬وظلت‭ ‬تتجرع‭ ‬حرمانها‭ ‬من‭ ‬أبسط‭ ‬حقوقها‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬تنظيم‭ ‬النسل‭. ‬ونجد‭ ‬هانا‭ ‬التى‭ ‬تغلق‭ ‬مقهاها‭ ‬ليلا‭ ‬لتفتح‭ ‬أبوابه‭ ‬للناشطات‭ ‬الاجتماعيات‭ ‬لتجعل‭ ‬لهن‭ ‬سبيلا‭ ‬لمناقشة‭ ‬قضاياهن‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬الأزواج‭ ‬المتسلطين‭. ‬وألهمت‭ ‬تجربة‭ ‬الرائدة‭ ‬النسوية‭ ‬إيميلى‭ ‬راثو‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناشطات‭ ‬وتوحدت‭ ‬كلمتهن‭ ‬فى‭ ‬أنحاء‭ ‬الأمة‭ ‬وبدأن‭ ‬كفاحهن‭ ‬الطويل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حق‭ ‬الاقتراع‭.‬

وللكاتبة‭ ‬أيضا‭ ‬عمل‭ ‬للأطفال‭ ‬بعنوان‭ ‬االمفتشة‭ ‬هيلجا‭ ‬هيدهوج‭ ‬تقابل‭ ‬الجيران‭ ‬الجدد‭. ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬تستمتع‭ ‬هيلين‭ ‬بهوايتها‭ ‬كطاهية‭ ‬وتشارك‭ ‬جمهورها‭ ‬وصفات‭ ‬على‭ ‬مدونتها‭.‬

هنا‭ ‬حوار‭ ‬خاص‭ ‬لـ‭  ‬اأخبار‭ ‬الأدب‭ ‬مع‭ ‬هيلين‭ ‬لندستروم‭ ‬إروين‭.‬

 

كانت‭ ‬هناك‭ ‬لحظة‭ ‬قررت‭ ‬فيها‭ ‬هيلين‭ ‬لندستروم‭ ‬أن‭ ‬تسطر‭ ‬رواية‭ ‬اجتماعية‭ ‬تاريخية‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬السويدية‭ ‬وحقوقها‭. ‬وهكذا‭ ‬كانت‭ ‬رواية‭ ‬اللبن‭ ‬الرائ‭ ‬فى‭ ‬صوف‭ ‬الغنم‭. ‬متى‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة؟

كنت‭ ‬أريد‭ ‬الكتابة‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬السويدية،‭ ‬لاسيما‭ ‬المرأة‭ ‬التى‭ ‬عاشت‭ ‬أواخر‭ ‬القرن‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭ ‬ومستهل‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬حين‭ ‬علمت‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أمر‭ ‬جدتى‭ ‬الكبرى‭ ‬ومسيرة‭ ‬حياتها‭. ‬ كانت‭ ‬جدتى‭ ‬أمًا‭ ‬عزباء‭ ‬لأولاد‭ ‬كثر،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬مقبولا‭ ‬اجتماعيا‭ ‬ومثيرا‭ ‬للجدل‭ ‬الشديد‭ ‬آنذاك‭. ‬كونى‭ ‬امرأة،‭ ‬يمكننى‭ ‬أن‭ ‬أتخيل‭ ‬حجم‭ ‬المعاناة‭ ‬التى‭ ‬لابد‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬بها‭

: ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬اللبن‭ ‬الرائ‭ ‬فى‭ ‬صوف‭ ‬الغنم‭ ‬قائمة‭ ‬جزئيا‭ ‬على‭ ‬قصة‭ ‬حياة‭ ‬جدتي،‭ ‬فقد‭ ‬رويت‭ ‬قصتها‭ ‬بطريقة‭ ‬ظننت‭ ‬أنها‭ ‬ستختارها‭ ‬لو‭ ‬أتيحت‭ ‬لها‭ ‬الفرصة‭. ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬أوضاعًا‭ ‬تفوق‭ ‬نطاق‭ ‬سيطرتها،‭ ‬وأشياء‭ ‬تمنت‭ ‬بالضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مختلفة،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬عجزت‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬عن‭ ‬تغييرها‭ ‬نظرًا‭ ‬للتقاليد‭ ‬الاجتماعية‭ ‬السائدة‭ ‬آنذاك‭. ‬وفى‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬حين‭ ‬راحت‭ ‬جدتى‭ ‬تكافح‭ ‬كونها‭ ‬امرأة‭ ‬عزباء،‭ ‬كانت‭ ‬السويديات‭ ‬يناضلن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حقوقهن،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حق‭ ‬التصويت،‭ ‬وتحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الناجزة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬بُنيت‭ ‬حبكة‭ ‬االلبن‭ ‬الرائب‭ ‬فى‭ ‬صوف‭ ‬الغنمب‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحركات‭ ‬أيضًا‭. ‬لقد‭ ‬ألهمنى‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬جداتنا‭ ‬لأجلنا‭. ‬وبفضل‭ ‬جهودهن‭ ‬لنيل‭ ‬حق‭ ‬الاقتراع،‭ ‬استطاعت‭ ‬نساء‭ ‬السويد‭ ‬التصويت‭ ‬والترشح‭ ‬للمناصب‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالى‭. ‬كذلك‭ ‬الفضل‭ ‬يرجع‭ ‬إليهن‭ ‬فى‭ ‬أننا‭ ‬صرنا‭ ‬قادرات‭ ‬على‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬فى‭ ‬الأمور‭ ‬الخاصة‭ ‬بأجسادنا‭ ‬والزواج‭ ‬والأسرة‭.‬

‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬واسعة‭ ‬بالأدب‭ ‬الانجليزى‭ ‬والفرنسى‭ ‬والإسبانى،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الألمانى‭. ‬لكن‭ ‬الأدب‭ ‬الاسكندنافى‭ ‬وثقافات‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭ ‬لدينا‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآداب‭ ‬المشار‭ ‬إليه‭. ‬كيف‭ ‬ترين‭ ‬الأمر؟

ملحوظة‭ ‬مثيرة‭ ‬للاهتمام‭ ‬حقا‭. ‬ربما‭ ‬يتغير‭ ‬الوضع‭ ‬بمرور‭ ‬الوقت‭. ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬السويد‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المهاجرين‭ ‬العرب‭ ‬الآن،‭ ‬ربما‭ ‬يدفع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إبداء‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالثقافة‭ ‬الاسكندنافية‭ ‬وتاريخها‭ ‬وآدابها‭.‬

أعلم‭ ‬أنكِ‭ ‬عدّاءة‭ ‬جيدة،‭ ‬وأن‭ ‬العدْو‭ ‬كان‭ ‬إحدى‭ ‬أدواتك‭ ‬فى‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الحزن‭ ‬عقب‭ ‬وفاة‭ ‬أمك‭. ‬هل‭ ‬يمكنك‭ ‬أن‭ ‬تخبرينا‭ ‬بالمزيد‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التجربة؟‭ ‬وكيف‭ ‬أحدثت‭ ‬تغييرا‭ ‬فى‭ ‬ذاتك؟

فقدان‭ ‬أمى‭ ‬تسبب‭ ‬لى‭ ‬فى‭ ‬ألم‭ ‬مبرح،‭ ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬كلتينا‭ ‬قد‭ ‬عاشت‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬الأخرى،‭ ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬قريبتين‭ ‬جدًا‭. ‬عانت‭ ‬أمى‭ ‬المرض‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة،

‭ ‬وأكد‭ ‬لى‭ ‬الأطباء‭ ‬أنها‭ ‬ستصير‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬المنزل‭. ‬حجزت‭ ‬تذاكر‭ ‬الطيران‭ ‬استعدادًا‭ ‬لوصولها‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬لكنها‭ ‬كانت‭ ‬غادرت‭ ‬عالمنا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬مفاجئ‭ ‬بعد‭ ‬مجرد‭ ‬ساعة‭ ‬من‭ ‬حديثى‭ ‬معها،‭ ‬وقولى‭ ‬لها‭ ‬إنى‭ ‬فى‭ ‬الطريق‭ ‬للقائها‭. ‬كانت‭ ‬لحظة‭ ‬قاسية‭ ‬جدًا‭ ‬خاصة‭ ‬أنى‭ ‬لم‭ ‬يتح‭ ‬لى‭ ‬الفرصة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لوداعها‭. ‬الموت،‭ ‬موت‭ ‬أمى،‭ ‬أصابنى‭ ‬بالحزن‭ ‬الشديد‭ ‬والاضطراب‭. ‬صار‭ ‬العدْو‭ ‬سلواى‭ ‬الوحيدة،‭ ‬فأعاننى‭ ‬على‭ ‬استعادة‭ ‬هدوئي‭. ‬ثم‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬الشئ‭ ‬الأثير‭ ‬لديّ‭. ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬بمثابة‭ ‬الهدية‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬أمى،‭ ‬وما‭ ‬زلت‭ ‬أفكر‭ ‬فيها‭ ‬أثناء‭ ‬العدْو‭.‬

فى‭ ‬رحلة‭ ‬جيمس،‭ ‬كما‭ ‬الحال‭ ‬فى‭ ‬اللبن‭ ‬الرائ‭ ‬فى‭ ‬صوف‭ ‬الغنم،‭ ‬كان‭ ‬التاريخ‭ ‬مصدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للإلهام‭ ‬لديك‭. ‬كيف‭ ‬تفسرين‭ ‬استلهامك‭ ‬للتاريخ؟

أنا‭ ‬مفتونة‭ ‬بالنماذج‭ ‬المتغيرة‭. ‬الأشياء‭ ‬الصغيرة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالحياة‭ ‬اليومية‭ ‬فى‭ ‬عصر‭ ‬آخر‭ ‬هى‭ ‬غالبا‭ ‬التى‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬ماهية‭ ‬تفكير‭ ‬البشر‭ ‬فى‭ ‬الماضى‭. ‬الأشياء‭ ‬التى‭ ‬نعتبرها‭ ‬من‭ ‬المُسلّمات‭ ‬فى‭ ‬عصرنا‭ ‬الحالى،‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬معارك‭ ‬حامية‭ ‬الوطيس‭. ‬ويكمن‭ ‬عشقى‭ ‬فى‭ ‬توضيح‭ ‬معايير‭ ‬الماضى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اصطحاب‭ ‬القارئ‭ ‬فى‭ ‬رحلة‭ ‬عودة‭ ‬إلى‭ ‬الماضى‭ ‬وجعله‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬عقول‭ ‬شخصياتى‭.‬

‭ ‬أى‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬أعمالك‭ ‬تعتبرينه‭ ‬الأقرب‭ ‬إليكِ؟

أحب‭ ‬أعمالى‭ ‬كلها،‭ ‬ولكن‭ ‬االلبن‭ ‬الرائب‭ ‬فى‭ ‬صوف‭ ‬الغنمب،‭ ‬لكونها‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬تاريخى‭ ‬وعن‭ ‬النساء‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬جلدتي،‭ ‬أشعر‭ ‬بعمق‭ ‬الارتباط‭ ‬به‭ ‬أكثر‭.‬

يُقال‭ ‬أحيانا‭ ‬إن‭ ‬الأحداث‭ ‬الفريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬لاسيما‭ ‬فى‭ ‬طفولة‭ ‬المرء،‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬إبداعات‭ ‬عظيمة‭ ‬فى‭ ‬حياته‭. ‬تُرَى‭ ‬هل‭ ‬من‭ ‬شئ‭ ‬مميز‭ ‬فى‭ ‬طفولتك؟

نعم،‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬حقيقة‭ ‬كونى‭ ‬الابنة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬تمتعت‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬لذاتها‭ ‬كانت‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بكونى‭ ‬قد‭ ‬أصبحت‭ ‬مؤلفة‭. ‬لقد‭ ‬دأبتُ‭ ‬على‭ ‬قضاء‭ ‬ساعات‭ ‬سيرًا‭ ‬فى‭ ‬الجوار‭ ‬داخل‭ ‬الغابة،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬اصطحبنى‭ ‬والداى‭ ‬أثناء‭ ‬بحثهما‭ ‬عن‭ ‬فطر‭ ‬عش‭ ‬الغراب‭. ‬لطالما‭ ‬كنت‭ ‬أتخيل‭ ‬أشياءً،‭ ‬وأنسج‭ ‬قصصًا،‭ ‬وأتظاهر‭ ‬أنى‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬مثير‭. ‬كنت‭ ‬أملك‭ ‬حرية‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مُبدعة،‭ ‬وتمتعت‭ ‬بالوقت‭ ‬الكافى‭ ‬للتفكير‭.‬

هل‭ ‬ترين‭ ‬أن‭ ‬المشكلات‭ ‬الرئيسية‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬منها‭ ‬النساء‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬متشابهة؟

نعم‭ ‬أعتقد‭ ‬ذلك‭. ‬وأظن‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬ثقافة‭ ‬إلى‭ ‬أخرى،‭ ‬ووفق‭ ‬الظروف‭ ‬المحيطة،‭ ‬لكن‭ ‬نساء‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬أمامهن‭ ‬الكثير‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬ينلن‭ ‬كامل‭ ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭.‬

هل‭ ‬تعتبرين‭ ‬نفسك‭ ‬نسوية؟‭ ‬ولماذا؟

نعم،‭ ‬بكل‭ ‬تأكيد‭. ‬أنا‭ ‬مؤمنة‭ ‬بأنه‭ ‬يجدر‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬المرأة‭ ‬بالمساواة‭ ‬مع‭ ‬الرجل،‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬حقوق‭. ‬غير‭ ‬أننا‭ ‬لم‭ ‬نحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭.‬

هل‭ ‬العالم‭ ‬يسير‭ ‬فى‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬المرأة‭ ‬ومفهوم‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين؟

أظن‭ ‬أننا‭ ‬فى‭ ‬سبيلنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭. ‬وهنا‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬قمنا‭ ‬لتونا‭ ‬بانتخاب‭ ‬أول‭ ‬نائبة‭ ‬لرئيس‭ ‬البلاد،‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬حجر‭ ‬زاوية‭ ‬عظيمًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬وللنساء‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭. ‬ولكن‭ ‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬لدينا‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬يتعين‭ ‬علينا‭ ‬إنجازه‭. ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬هناك‭ ‬فروق‭ ‬فى‭ ‬الرواتب‭ ‬بين‭ ‬النساء‭ ‬والرجال‭ ‬نظير‭ ‬القيام‭ ‬بالعمل‭ ‬ذاته،‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭. ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬أمام‭ ‬النساء‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬النضال‭ ‬يتعين‭ ‬عليهن‭ ‬القيام‭ ‬به‭. ‬أظن‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬نتواصل‭ ‬معا‭ ‬عبر‭ ‬الحدود‭ ‬الدولية‭ ‬وأن‭ ‬نناضل‭ ‬فى‭ ‬سبيل‭ ‬المساواة‭ ‬معًا‭ ‬أينما‭ ‬كنا‭.‬

‭  ‬إذا‭ ‬كنتِ‭ ‬تخططين‭ ‬لكتابة‭ ‬قصة‭ ‬جديدة،‭ ‬فماذا‭ ‬سيكون‭ ‬موضوعها؟

أكتب‭ ‬الآن‭ ‬رواية‭ ‬خيالية‭ ‬تاريخية‭ ‬تدور‭ ‬أحداثها‭ ‬فى‭ ‬السويد،‭ ‬بين‭ ‬القرنين‭ ‬السابع‭ ‬عشر‭ ‬والثامن‭ ‬عشر،‭ ‬حول‭ ‬محاكمة‭ ‬المشعوذين‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬السابقة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬معروفا‭ ‬بمحاكمات‭ ‬الساحرات‭. ‬كانت‭ ‬فترة‭ ‬مثيرة‭ ‬ومخيفة‭ ‬فى‭ ‬التاريخ‭. ‬وهى‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التى‭ ‬أدمج‭ ‬فيها‭ ‬الأدب‭ ‬القصصى‭ ‬التاريخى‭ ‬مع‭ ‬الخيال‭ ‬الصرف،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فهى‭ ‬تجربة‭ ‬كتابة‭ ‬مثيرة‭.‬

المصدر : جريدة اخبارالادب