كل سبت

واشنطن وموسكو..اتفاق الأعداء

محمد عبدالوهاب
محمد عبدالوهاب

العلاقة بين ايران وامريكا تتسم بالغموض لكن الجميع يعلم انها تحكمها قاعدة واحدة وهى لاسلام ولاحرب ويبقى سلاح واشنطن الوحيد فى مواجهة تعنت طهران واصرارها على امتلاك السلاح النووى هو سلاح العقوبات.
وتبقى عقيدة الادارة الامريكية دائما ان عدو عدوى صديقى من اجل المصالح لاغير لنأخذ  مثلا ما حدث فى الحرب العالمية الثانية حيث كان هتلر يجتاح العالم دخل باريس وكان على ابواب لندن اكثر حلفاء واشنطن طاعة وولاء وقتها كان القرار التاريخى للبيت الابيض حيث دعمت جوزيف ستالين الزعيم الروسى رغم يقينها أن ستالين رجل سيئ ولايؤمن جانبه لكنه من وجهة نظر امريكا يحارب ضد هتلر فكان قرارها تقوية ستالين للقضاء على طموح هتلر بطريقة أكثر فاعلية  لذلك بعض المواقف الامريكية تتوافق مع السياسات الروسية وتدرك انه ليس كل ما هو جيد لروسيا سيئاً لأمريكا.
 واليوم تتجه واشنطن نحو موسكو لسببين رئيسيين مواجهة الطموح الصينى والصعود المتنامى لها وكسر شوكة طهران وحرمانها من امتلاك السلاح النووى خاصة  ان هناك اتفاقا بين بكين وطهران الشهر الماضى سمح للصين باستغلال الاراضى وثروات ايران اربك حسابات ساسة العالم  هدف واشنطن اليوم هو تحجيم طهران وتعتبر أن يكون كل ما يضعف النظام الإيرانى مرحباً به. واشنطن تؤكد  أن العودة إلى المفاوضات فى فيينا مرهونة بالموقف الإيرانى رغم أن الطرفين يتحدثان عن تأخير فيينا الادارة الامريكية منقسمة هناك متحمسون لتفعيل الاتفاق النووى السابق واخرون يرون ان هذا الأمر سيشكل كارثة جديدة لأنه سيؤدى إلى رفع العقوبات عن إيران ويدركون أن الأزمة الحقيقية ليست المسألة النووية لكن طهران  تريد السيطرة على المنطقة لأن وصولها لامتلاك السلاح النووى يجعل إيران قوية جدا وتتحكم ليس فقط فى سوريا والعراق وانما اليمن ولبنان فضلا عن الخليج العربى. 
الامريكيون لا يريدون تدخلا عسكريا فى الشرق الأوسط بعد العراق ويرغبون فى مواجهة الصين بدل مواجهة إيران لذلك تتجه واشنطن الى موسكو للتعاون معا ضد طموح ايران التى لا تريد موسكو ايضا لها امتلاك سلاح نووى وهى تجاوز الجمهوريات السوفيتية الاسلامية وبالتالى تمثل تهديدا على امنها القومى لذلك ربما يكون هناك اتفاق قريب بين واشنطن وموسكو لمواجهة طموح طهران.