العيد محبة في «ريدة».. «عيسى» القبطي يذبح الأضاحي للمسلمين

عيسي رزق أحد الجزارين الأقباط
عيسي رزق أحد الجزارين الأقباط

أجرت "بوابة أخبار اليوم"، جولة داخل قرية ريدة، إحدى قرى مركز المنيا، والتي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من ٢٧ ألف نسمة، والتي تتميز حياة أهلها بالبساطة والكرم والتآلف فيما بينهم.

عندما تطأ قدماك القرية، تشاهد في مدخلها مأذنة شاهقة لمسجد يجاور كنيسة، ويقف وفد من الكنيسة أمام المسجد لتقديم التهنئة للمسلمين بعيد الأضحى المبارك، في رسالة للسلام الاجتماعي وذوبان الفوارق بين أبناء المجتمع الواحد.

وعن أهم مظاهر العيد، يقول حسين محمد، موظف من أبناء القرية، إن قرية ريدة لها عادات وتقاليد في أيام عيد الأضحى المبارك، تميزها عن القرى المجاورة أولها خروج الكنائس ليلة العيد لتقديم التهنئه للمسلمين، بالإضافة إلى اجتماعات تضم مسلمي ومسيحيي القرية ليلة العيد لقضاء الليل كله معاز

وأضاف أن خير شاهد على المحبة التي تجمع أهل القرية هو عيسى رزق أحد الجزارين الأقباط أو ما يطلقون عليه جزار المسلمين، حيث يستعين به مسلمي القرية في ذبح أضاحيهم وتسويتها، لافتًا إلى أن من أهم العادات هو قيام الأسر في المنازل بتحضير الحلويات وتقديمها للضيوف أثناء الاحتفال بالعيد.

أما عبد اللطيف خالد، وهو أحد أهالي القرية، يقول إن القرية بسيطة جدًا وأن العيد يبدأ منذ الساعات الأولى من الصباح حتى الظهيرة، في ذلك الوقت يرتدي الأطفال الملابس الجديدة وينتظرون العيدية من الأهل والأقارب.

وتابع: "رغم حالة القرية الفقيرة، إلا أن أغلب أهل القرية يذبحون الأضاحي، ويقومون بتوزيعها على جيرانهم ومساكين القرية".

أما ياسمين خالد، إحدى أطفال القرية، تقول: "نقضي العيد حسب ما تعودنا عليه نستيقظ في الصباح ثم نتوجه لصلاة العيد بعدها نعود إلى المنزل ننتظر الزائرين والعيدية، وهي شيء أساسي يوم العيد رغم أنهم يقولون إن عيد الأضحى عيد اللحم، إلا أننا كأطفال لا نفرق بين الأعياد، فالعيدية أمر أساسي يقوم بتوزيعها الأهل والأقارب".

واستطردت: "القرية لا يوجد بها أماكن للترفيه مثل المدينة، ما يجعلنا كأطفال نلجأ إلى استخدام التوك توك والتروسيكل للتنزه في الشوارع وعمل جولات به، حيث يجتمع عدد من الأطفال ونقوم باستقلال التوك توك ونتجول به لمدة زمنية، ثم نعود وكذلك نشتري الألعاب من البائعين وأهم لعبة بالنسبة لنا هي البلالين ومسدسات المياه، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة.

أما باسم علي أحد شباب القرية، يقول إن العيد في القرية ينقسم إلى عدة أجزاء، اليوم الأول يتم تخصيصه للزيارات وإرسال العزائم إلى ذوينا سواء داخل القرية أو القرى المجاورة، ثم نتوجه لتقديم التهنئة إلى جيراننا، أما اليوم الثاني نخرج إلى المتنزهات بصحبة أطفالنا وذوينا، واليوم الثالث نقضيه كاملا داخل المقابر لقراءة القرآن على موتانا.

وعن أهم الأكلات في أيام العيد، تقول فوزية خلف، إن أهم الأكلات في عيد الأضحى هي اللحوم بكل أنواعها سواء مشوي أو مطبوخ، والفتة باللحمة وبجانبه السلطات والحلوى، مضيفة: "أغلب الأهالي يذبخون الأضاحي في اليوم الأول والثاني من العيد، وهذا يدخل السرور علينا جميعًا لأننا نتبادل الهدايا حتى لو لم نقم بالذبح".

فيما أوضح جابر فوزي، أحد تجار القرية، أن فرحة العيد كبيرة لكن القرية تعاني همومًا أكثر وخاصة مشكلة الصرف الصحي، حيث أن منازل القرية تعوم على بركة من المياه ورغم مناشدتنا للمسئولين بسرعة إنجاز الصرف الصحي إلا أنه لم يتحرك أحد، وأيضا مشكلة الغاز الطبيعي التي يعاني منها أهالي القرية وخاصة في فصل الشتاء نظرا لارتفاع أسعارها.

اقرأ أيضا / الأنبا باسيليوس يهنئ محافظ المنيا بعيد الأضحى المبارك