«مرجانة تربي قطاً».. أغرب حالة تبني في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تكن أغرب ظاهرة تبني في عالم البشر ولكنها حدثت في عالم الحيوان والأغرب أنها بين فصيلتين مختلفتين.. حدث ذلك فعلا داخل حديقة الحيوان بالجيزة.


فداخل جبلاية القرود كانت إحدى زوجات الملك بخيت الثاني ملك الجبلاية وهي المقربة إلى قلبه واسمها "مرجانة " تعاني من العقم ولم تتمكن من الإنجاب وهي التي كانت إدارة حديقة الحيوان بالجيزة قد أوصت بشرائها مع زوجها وعدد من القرود الحبشية من حدائق الحيوان في هولندا.

 

اقرأ أيضا| في الثمانينيات.. شهادة تقدير لحمامة زاجلة!

 

وكانت حديقة الحيوان بالجيزة قد أعدمت الملك بخيت الأول ملك القرود السابق بعدما انتشر مرض السل داخل الجبلاية ليتم تنصيب الملك الجديد إلى عرش الجبلاية ليحل مكانه وكان معه حريمه التي جاءت معه من هولندا.


واكتشف أطباء الحديقة أن "مرجانة" أحب الزوجات إلى الملك عاقر وبالرغم من ذلك كانت هي الوحيدة التي يتمسح فيها الملك بخيت ويعمل على اكتساب رضاها أما بقية زوجاته فكان كعادته يعاملها معاملة الجواري.


وكانت "مرجانة" هي الملكة في جبلاية القرود وكانت بقية زوجاته أشبه بالمحظيات أو حريم السلطان ولكنها جميعا مجندات في سبيل خدمة الملك وزوجته الحبيبة إلى نفسه.


وعام 1955 ذكر حسن حافظ كبير الأخصائيين في حديقة الحيوان في يومياته التي يسجلها عما يشاهده في الحدائق كل يوم : لا أعرف كيف تسرب هذا القط إلى جبلاية القرود ولكن كالعادة أن كثيرا من القطط يشاء حظها التعس أن تقفز إلى قلب جبلاية القرود ثم لا تجد منفذا للهرب لأن الجدران المحيطة بالجبلاية ملساء وتظل هذه القطط تعيش فيها إلى جانب القرود حتى ينقذها الحارس المكلف بخدمة القرود.


وأكمل حافظ أن هذا القط لم يسقط من تلقاء نفسه في قلب الجبلاية , وعلى ما يبدو انه نزل إليها وهو في بطن أمه لأن سنه صغيرة ولا يمكن أن يكون قد تسرب وحده إلى داخل مملكة القرود .


ونزل أحد الحراس إلى قلب الجبلاية ليفتش عن هذه الأم وبعد أن اعياه البحث وجدها قابعة تحت نتوء بارز من صخور الجبلاية لقد كانت مختفية في مكان يحميها من اعتداء القرود عليها .


ويبدو أن مرجانة اعجبت بالقط الصغير فلم تستأذن أمه اعتبرته أسيرا في دولة القرود , فكانت تضفي عليه حمايتها وتدافع عنه حتى عندما حاول الملك بخيت الثاني أن يقتله , بعدما أهملته زوجته واشتدت غيرته عليها من هذا القط الصغير.


وكانت " مرجانة " تحمل القط إلى امه عدة مرات ليرضع من لبنها ثم تعود فتأخذه منها وتظل تحمله معها بين يديها .


وذكر الدكتور حافظ  أن بخيت الثاني بدأ يظهر تبرمه من القط الصغير , وأخذ يطارد زوجته وحاول اكثر من مرة ان يخطفه منها ولكن رفضت مرجانة ان تستسلم إليه وقاومت الملك , وبعد مرور ثلاثة أيام لجأ بخيت إلى استعمال القوة كما يفعل ما باقي زوجاته في إقناع مرجانة بالتخلي عن القط الصغير , ولكنها واصلت الرفض .


وبعد مرور اليوم الرابع استسلم بخيت لرغبات مرجانة وفوجئ المسئول عن مراقبة العلاقات بين الملك وزوجاته وهو يتمسح بمرجانة ثم يقدم لها حبتين من المانجو حبة لها والثانية للقط الصغير ولم يكن هذا يعني الا شيئا واحدا لقد قبل الملك أن تتبني زوجته القط الصغير، وذلك وفقا لما نشر بمجلة آخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 10 أغسطس 1955.


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم