مشهد حبس الأنفاس.. انتحار طالبتي ابتدائي بالقفز في النيل

الطفلة جانيت ناصيف آخر من رأت الطفلتين المنتحرتين- أرشيف أخبار اليوم
الطفلة جانيت ناصيف آخر من رأت الطفلتين المنتحرتين- أرشيف أخبار اليوم

للوهلة الأولى، قد تظن وأنت تقرأ هذه السطور أن رسوب هاتين الطالبتين كان سببا في إقدامها على الانتحار بقفذهما في النيل لكن الحقيقة مختلفة تماما.. فما السر؟

 

تفاصيل القصة تأتي من نهايتها وهو أن الفتاتين لم ترسبا في الثانوية العامة، فالأولى اسمها ليلى حنا وهي طالبة في الصف الثالث الابتدائي وعمرها 14 عامًا، والثانية ماري اسبيرو عمرها 12 عاما في الصف الثاني الابتدائي.

 

لا يمكن أن يكون هذا الأمر طبيعيا أو معقولا.. طالبتان في الصف الثاني والثالث الابتدائي تقبلان على مثل هذا الأمر المهيب بالانتحار.. غير معقول ان يكون الرسوب في الامتحان هو السبب الرئيسي لانتحار الطفلتين.

 

بداية القصة كما روتها جانيت نصيف زميلة الطالبتين، وكما قالتها نادية حنا شقيقة ليلى المنتحرة الأولى: عندما أقامت المدرسة الحفلة السنوية لتوزيع شهادات الناجحين، ووقفت كل طالبة ناجحة تتسلم شهادتها من الناظرة.

 

اقرأ أيضًا| أرعب الإسكندرية.. ولادة طفل برأسين و3 أرجل في الخمسينيات

 

وعلت الابتسامة على شفاه كل فتاه إلا ليلى وماري فقد كانتا من الراسبات، وكان قرار المدرسة يقضي بفصل ليلي لأنها رسبت عامين متتاليين في نفس الصف، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة في عددها الصادر بتاريخ 10 يونيو 1955.


لم تتحمل أعصاب ليلى النتيجة وانسحبت من الحفل الذي ارتسمت فيه الابتسامة على الشفاه ودخلت فصلها الذي قضت فيه آخر أيامها، وجلست تبكي وتلطم خديها.

 

وقامت زميلات ليلى بعدما دخلن عليها الفصل بمواستها لمنعها مما تفعله والتخفيف عنها، وتذكيرها أنها ستتزوج في يوم من الأيام ولن تكون في احتياج للشهادة، ولكن الغريب أن ليلى رفعت رأسها وقالت لزميلاتها ودموعها على خدها: «إنها مش زعلانة لرسوبها ولكنها زعلانة لسبب آخر».

 

وبعد انتهاء الحفلة خرجت ليلى ومعها ماري، وبعد ذلك اختفيتا الطالبتين من المدرسة وليس المدرسة وحسب ولكن من البيت ومن الحياة ككل، ثم ظهرتا تطفيان في مياه النيل جثتين هامدتين.

 

لماذا انتحرت ليلى؟.. المؤكد أنها هي من أثرت على ماري لأنها كانت قد واجهت رسوبها بشجاعة فلم تبك ولم تزرف دمعة واحدة ولم تختف الابتسامة من على وجهها، وخرجت مع ليلى من المدرسة واختفيتا معا بعد ذلك.

 

فـ«ليلى» هي من أثرت على عقل ماري الساذج الذي لم يتجاوز 12 عاما، ولكن لما انتحرت ليلى نفسها.. الأمر احتاج حينها أن تحال القصة إلى باحث اجتماعي يتقصى الظروف ويبحث الجو الذي كانت تعيش فيه الطفلة التعيسة التي واجهت الموت والظلام في أعماق النيل، وحتى اليوم لم يكشف عن سبب الانتحار خاصة أنه لم يكن بسبب الرسوب في الامتحان.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم