أحلام مصرية جداً

د. فاروق الباز.. أخلاق الفرسان

نهاد عرفة
نهاد عرفة

عالم  الجيولوجيا المصرى العالمي، شخصية فريدة من نوعها، بدأت معرفتى به خلال دراستى بالمرحلة الثانوية منتصف السبعينيات، كنا نتابعه بانبهار ونتحاور فى الحصص الدراسية عن اسهاماته الكثيرة لاستكشاف القمر، التقيت به، ولأول مرة، فى يوليو عام 1997، خلال زيارته لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية بأبوظبي، كان الإحتفاء به غير مسبوق لمجهوداته البيئية المتميزة فى المنطقة الخليجية، وكان حوارى معه من أهم وأمتع الحوارات التى قمت بها، تم نشره على أربع صفحات، منذ ذلك الوقت لم تقف متابعتى له، من أهم اكتشافاته الجيولوجية ما يتعلق بدراسة الصحارى العربية والعالمية، لاتوجد صحراء حول العالم لم يذهب إليها، وكان أهم اكتشاف علمى تم اشهاره باليونسكو وأحدث انقلاباً فى علم الجيولوجيا، إن الرياح لا تعمل على تكوين الكثبان الرملية كما هو معروف، بل تتكون عن طريق مياه الأمطار، وهى دراسة علمية يطول شرحها، الحديث عن د. فاروق الباز، مدير مركز بوسطن للاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن، وإسهاماته العلمية وعضويته فى كبريات الوكالات الفضائية العالمية لا تنتهي، كل ما يهمنى أنه لم ينس مصر، كانت عيناه عليها طوال عمله بالخارج، دائم الحضور إليها والتواصل مع شعبها، قارئ جيد لكل ماينشر فيها وعنها، خاصة فيما يتعلق بالشباب، والمرأة المصرية التى يقدرها، تجد صفحاته بوسائل التواصل الاجتماعى تمتلئ بصورهن والحديث عنهن منذ عهد الفراعنة وحتى الآن، وما من مقال كتبته عن الشباب أو المرأة المصرية إلا ويكون محل إعجابه معلقاً عليه ومشجعاً لي، هكذا هو د. فاروق الباز الذى نال الجائزة العالمية للأخلاق عام 2017، لدماثة أخلاقه وتواضعه الجم، وقتها قال « الزلط عندى أغلى من الفلوس..ولا يمكن ضمان مستقبل الإنسانية إلا من خلال التوازن بين التقدم العلمى والنضج الروحى «، مؤخراً حقق الباز حقق مشروع حُلمه القديم لمحو الأمية فى مصر حماية للشاب، كما يقول، من شر الجهل، وقام بتأسيس « مؤسسة فاروق الباز لبناء علماء الغد» برئاسة نازك الألفى إحدى رائدات العمل الخيرى فى مصر، وبالشراكة مع جامعة عين شمس والجهاز التنفيذى للهيئة العامة لتعليم الكبار، وإسهامات عديدة لاتنتهى من عالم مصرى لم يبخل على البشرية بما يفيدها ولم يتخل عن جذوره المصرية.