شهرزاد

حبيبة ماما والتربية الإيجابية

لمياء متولى
لمياء متولى

«يا بنات يا بنات اللى مخلفش بنات ما شبعش من الحنية وما داقش الحلويات»..فرحة لا توصف وسيل من التهانى لم يتوقف من الأهل والأصدقاء فور إعلانى أنا وزوجى أن المولود الذى سنرزق به «بنت»،أحلام وردية ظللت أرسمها طوال التسعة أشهر للحياة التى سأعيشها معها وبدأت الاستعداد وأعددت العدة بمجموعة من خطط التربية الإيجابية والمنهج التربوى الحديث الذى سأسير على نهجه اعتقادا منى أن أسلوب التربية الذى نشأت عليه أصبح «موضة قديمة»
و شرفت «تاليا» ومرت السنة الأولى بمبدأ «الأمومة مش سهلة بس مستاهلة «.. وتحول الليل إلى نهار وشوفت النجوم فى عز الضهر، وكنت أواسى نفسى بجملة واحدة «أجمدى تربية البنت أسهل من الولد برضه»،هذه الجملة التى ما كنت أرددها أمام أحد المعارف أو الأقارب لأجد سيلا من التهكمات أو نظرات تحمل معنى «بكرة تشوفى»
واقتربت «حبيبة ماما « من إتمام عامها الثانى وبدأت تلوح فى الأفق بوادر المعارك اليومية بيننا والتى بدأت بكلمة «لأ» لأحاول وقتها إقناع نفسى أننى فى بداية الطريق وأنا أخذ نفسا عميقا «شهيق وزفير « ومحافظة على ثباتى الانفعالى فى محاولة لأكون الأم التى تتمالك أعصابها وتتحكم فى انفعالاتها، ولكن لم يدم صبرى طويلا وبدأت أعراض الانهيار العصبى فى الظهور خاصة بعدما تجاوزنا العام الخامس واستطاعت ابنتى أن تستدرجنى إلى دائرة «ليه» أو أقنعينى يامامى»،لندخل فى جدال وشجار يومى لا ينتهى ولتختفى كلمة «حاضر « التى لطالما حلمت أنها سترددها وتتحطم على صخرة أحلامى كل نظريات التربية الحديثة لأجدنى أتقمص شخصية «الكتعة» فى فيلم العفاريت، لتصبح أمامى حقيقة واحدة أن التربية الإيجابية وهم وأن تربية البنت أصعب من الولد.