يحدث فى مصر الآن

حياة كريمة

يوسف القعيد
يوسف القعيد

كان يوم الأربعاء الماضى عبقرياً، وافق الذكرى الثامنة للثورة العظيمة التى قامت فى 30/6/2013، توقفت أمام ثلاثة أحداث جرت فى هذا اليوم. لا أساوى بينهم. ولكن لكل منهم دلالاته التى أسعدتنى وحملت الفرحة لقلبى.
فى بداية اليوم وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بطل الثلاثين من يونيو كلمة مهمة انتظرها المصريون. قال فيها:
- نحتفل اليوم بذكرى خالدة فى وجداننا والمضيئة من تاريخنا، والتى استعادت بها مصر هويتها الوطنية.
وأقول بكل ثقة، إن ثورة الثلاثين من يونيو مثلت نموذجاً فريداً فى تاريخ الثورات الشعبية حيث جسدت معانى وقيماً غالية أهمها قدرة الشعب المصرى على تجاوز ما يتعرض له من تحديات والتى ما كان من الممكن التغلب عليها إلا بوحدته واصطفافه الوطنى.
تفقد الرئيس عبد الفتاح السيسى معدات المشروع العظيم حياة كريمة. وقد عُرِضت فى مكان واسع. لأن ما يوفر للمصريين حياة كريمة لا بد أن نحتفى به ونحتفل برمزيته. كان العرض يفتح آفاقاً جديدة للحلم والأمل تحت قيادة وطنية واعية ملهمة أدركت أن المطلوب تثبيت أركان الدولة وبناء مؤسساتها من أول وجديد. ولهذا فإن حياة كريمة لن تكون لحظة عابرة فى تاريخ الوطن. كانت ثورة قدمت لمصر المعنى الحقيقى للدلالات الوطنية المصرية عبر تاريخها الطويل.
المعدات التى قامت ببناء حياة كريمة فى قرى الريف المصرى. وقدمت مصر السيسى المبانى هدايا لمن سكنوا فيها كانت تعنى الكثير. فالإرتباط بالوطن عندما يكون أفعالاً يختلف تماماً عن الأقوال والوعود.
الاحتفال هذا العام ليس كغيره من الأعوام السابقة. ولكنه أتى تزامناً مع الاستعداد للانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة. وهكذا رأينا مصر تُبعث من جديد. فالمصريين يسابقون الزمن ليست لديهم رفاهية الوقت. ذلك أن ثورة الثلاثين من يونيو 2013 كانت من أرقى صيحات التعبير عن الإنتماء للوطن. هكذا قال الرئيس.
فلدى المصريين تواريخ من نور لوقائع لم يطمئنوا إلا بعد حدوثها ورؤيتهم لها رؤيا العين. ألا وهى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد البلاد بعد أن طهرها مما كان بها.
تحدث الرئيس قبل الجولة. ثم تحدث مرة أخرى بعدها. كلمات صادقة يقولها قائد لم يتعود شعبه منه إلا الصدق والنزاهة فيما يقوله. لذلك تستقر كلماته فى حبات القلوب. وأعماق الأفئدة لكل المصريين.
نفس هذا اليوم الأربعاء الماضى 30/6 افتتحت الدورة 52 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب. وكأن أفراح المصريين على موعد. افتتح المعرض الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، والدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة. التى وصفت ما جرى لمصر بأنه عودة الروح للمصريين جميعاً. والدكتور هيثم الحاج على رئيس هيئة الكتاب.
معرض القاهرة الدولى للكتاب الذى يُعد ثانى معرض فى العالم الآن بعد معرض فرانكفورت. ويُعد أهم تجمع ثقافى عربى وشرق أوسطى. والناشر الذى لا يعرض كتبه فيه يبدو كأنه لم ينشرها أصلاً. والمثقف الذى لا يتردد عليه ويقتنى الكتب من معروضاته ينقصه الكثير جداً. ولا بد أن يحاول تعويض ما فاته. وذلك من رابع المستحيلات.