كتبت :أمل صبحى
حققت المخرجة المصرية مريم أبو عوف حالة من النجاح مع المشاهد بعد عرض الجزء الثانى من مسلسل «ليه لأ»، والذى يعرض حاليا على منصة «شاهد»، مريم، كشف عن الرسالة من الجزء الثاني من المسلسل، ورؤيتها فى إعادة اكتشاف الفنانين، من خلال تقديم أدوار جديدة عليهم، وكيف تريى التنافس بين الجزء الأول والثاني؟، وحكايات أخرى فى الحوار التالي.
* المسلسل يلقى الضوء على قضية «كفالة طفل» من قبل فتاة غير متزوجة فهل يمكن المجتمع الشرقى تقبلها مثل المجتمعات الغربية؟
* أعتقد الفكرة تدريجيا بدأت تتواجد فى مصر والمجتمع الشرقى، وهناك نماذج قامت بعمل ذلك بالفعل من خلال فتيات يكفلن أطفالا، كما أنى لمست أن تلك المشكلة بدأت تتزايد جدا، هناك أطفال ليس لديهم من يعولهم، وأتمنى أن تلك الفكرة يتم تعميمها.
* هل حكاية البطلة صادفتيها فى نماذج من قلب الواقع؟
* أعتقد أننا صادفنا نماذجا كثيرة وبحالات مختلفة فى الحياة، ولكن ليس بنفس شكل القصة تماماً، لا أعتقد لأنها فى النهاية من الخيال، ولو أن هناك بعض الأمور فى القصة حقيقية مثلا قيام الفتاة بكفالة طفل، ولكن باقى تفاصيل القصة من وحى خيال المؤلف وليس لقصة واقعية.
* من وجهة نظرك فكرة كفالة طفل هل يمكن تساهم فى تقلص ارتفاع نسبة الانفصال فى المجتمع؟
* لو الانفصال او الطلاق كان بسبب فكرة عدم الإنجاب، أعتقد انه سوف يكون حلا ممتازا، وهذا الحل البديل سوف يفيد الطرفين الأسرة والطفل، ولكن هذا يتوقف على مدى تقبل المجتمع لها ويشعر أن فكرة «الكفالة» تكاد تكون أسلم من الانجاب نفسه، خاصة أننا اصبحنا نعانى الان من فكرة التضخم السكانى، وهناك أطفال كثيرون جدا بلا مأوى وفى احتياج وهناك عائلات لم تنجب ومن هنا أري من وجهة نظري أن الاختيار الأنسب لعائلة لم تنجب أنها تقوم بكفالة طفل، فهى فكرة رائعه إذا تقبلها الناس والمجتمع ويشعرون وقتها بان هذا الطفل من العائلة، الأمر سوف يحل مشاكل كثيرة فى المجتمع أكثر مما تتخيل الناس، وتساعد فى معالجة التضخم السكانى.
* كيف تقيمى فكرة عرض المسلسل على منصة رقمية؟
* التجربتان السابقتان بالنسبة لى من خلال عرض أعمالى على منصات رقمية لاقت نجاحا كبيرا وحققتا نسب مشاهدة عالية، فهى أفكار تواكب مستحدثات التغير العالمى الذى يسير فى هذا التوجه الجديد ولابد ان نواكبه مع التطوير والذى يسير العالم فى اتجاه.
*ما حكاية الطفل «يونس» وفكرة التعامل فى توجيه طفل؟
< بشكل عام التعامل مع الأطفال أراها فكرة من أصعب الأمور أثناء التصوير بخلاف أي عمل آخر، لأن فى النهاية نحن نتعامل مع طفل عنده 6 سنوات، ليس لديه نفس الإدراك والقدرة على تحمل ضغط مواعيد التصوير، ولكن الطفل «سليم» الذى يلعب دور «يونس» كان هدية من ربنا ولو لم يكن اختياره ليس مناسب للعمل كان من رابع المستحيلات العمل ينجح، فكان صعب قوى اختياره ولكن الحمد لله ربنا أهداه لنا، ونجح فى ان يكون على قدر المسئولية بوقوفه امام نجمة بحجم منه شلبي، ومن جانب اخر كانت هناك صعوبة فى تعاملها مع طفل فهى فنانة قديرة وتملك تفاصيل الشخصية ومهاراتها فى التعامل مع طفل حتى وصلنا فى النهاية للنتيجة الرائعه فى شكل وحكاية المسلسل.
* سر التوافق بين المخرجة مريم أبو عوف والمؤلفة مريم نعوم والفنانة منه شلبى فى تناول قضايا المجتمع الملحة؟
* كل التوفيق من عند ربنا فى النهاية، وعن نفسى أحب التعاون مع الكاتبة مريم نعوم، لأنى أشعر اننا نفهم بعض وأفكارنا متقاربة ويكمل كلنا منا الآخر، وأشعر بالابداع معهما، نكتشف سويا الفكرة والتفاصيل التى تضيف للعمل اما عن الفنانة منة شلبي أسعدنى الحظ باللقاء الثانى معها حيث أراها من اكثر الفنانات الموهوبات على الساحة، فهى «أشطر ممثلة» من جيلها، وأعتبر من حظنا الجيد كمخرجيين أننا عندنا ممثلة بحجم منة شلبى، لكونها قمة فى الصدق والمشاعر وعلى المستوى الإنسانى متواضعه ومتسامحه وتمتلك التركيز والذكاء وأتمنى تكرار التعاون معها.
* على أي أساس تقومين باختيار قضايا أعمالك الفنية ؟
* لابد أن تكون قضايا أصدقها ومهتمة بها، فلا أستطيع أن أعبر بصدق عن شيء لا أشعر به وحالة المسلسل الذى نحن بصدده «ليه لأ» الجزء الثانى فيه قضية أنا حقيقى صدقتها، وكنت أرغب فى تناولها ولما المؤلفة مريم نعوم رشحت الفكرة من خلال الكفالة رحبت بها وتحمست جدا لفكرة وكأنها حققت حلمى فى إلقاء الضوء على هذا الموضوع، خاصة أنه فكرة جديدة لم تتطرق لها الدراما من قبل سواء فى مصر أو أى مكان آخر بهذا الشكل والأسلوب، المسلسل به إحساس جديد من خلال قصة الحب التى نشأت بين طفل ومنة شلبي وشعرت فيه كأنه ابنها وشعر بأنها أمه، ولهذا كان هذا الموضوع محور اهتمامى بشكل شخصى.
* كيف وجدت أداء أحمد حاتم فى تجسيده لدور الاب وتغيير جلده؟
* فى العموم أحب عندما أقوم بعمل «كاستنج» لعمل فنى أستعين بفنانين لم يقدموا الشخصيات المعروضة من قبل، ومن هنا كان سبب اختياري لأحمد حاتم فى دوره بالمسلسل، وهذه المرة الاولى التى نتعاون فيها مع بعض، وكنت سعيدة بالعمل معه، فهو كان مهتما بتفاصيل الدور والحوار، ويناقش كل تفصيلة، محضر لكل مشاعر الشخصية واعتقد لكونه دور جديد عليه كان حريصا فى التدقيق فى كل تفاصيل الشخصية ليقدمها بشكل مختلف.
*نجحت مديرة التصوير نانسى عبد الفتاح فى تجسيد صورة المسلسل بمشاعر واحاسيس حقيقية للاحداث.. فما تعليقك ؟
* الحمد لله ربنا وفقنا أن يشاركنى فى العمل كل الناس «اللي بحبها فى عمل واحد» وأعتقد هذا السبب الذى جعل العمل يحقق نجاحا، وجميعنا استمتعنا بالعمل مع بعض ونانسى عبد الفتاح من أكثر مديري التصوير أستمتع بالعمل معها فهى فنانة وحساسة وتهتم بالدراما بدقة كاملة من شكل الإضاءة وطريقة التصوير فكنت محظوظة بالعمل معها فى مشروع فنى مشترك.
* إلى أي مدى حرص صناع العمل بالتأكيد على فكرة التماسك والترابط الأسري فى ظل ما نعانيه الآن من التفكك الأسرى؟
* ليس هدفى ما أقدمه من أعمال تكون بشكل موجه لترسيخ فكرة ما، وإنما جودة العمل هو ما يفرض هذه الأفكار من منطلق أي شيء نحبه نعرضه فنحن نرغب بشكل عام إظهار الترابط الاسري، وهذا يعود للنموذج الذى نشأنا عليه وتربينا عليه.
* هل تعتقدين أن هناك تنافس على النجاح بين الجزءين للمسلسل الأول لامينة خليل والثانى لمنة شلبى؟
* لا يوجد تنافس، كل جزء مختلف بحالته وحكايته ورسالته وإحساسه وتفاصيله تماما عن الآخر، فكل جزء منهم كان يمكن أن يطرح منفصلا ليس له علاقة بالآخر فقط، ما يربطهم الفكر فى «ليه لأ»، واستمتعت بالتجربة فى الجزء الأول مع أمينة خليل حيث قدمت دور كبير، وأضاف لها ولنا ولاقى نجاحا، ودعا الناس للتفكير فكان أشبه «بهزة فى المجتمع»، وهذا العام واصلنا النجاح والجزء الثانى من العمل بمنة شلبى «المبهرة » ..