بينى وبينك

« النوم تحت النجوم»

زينب عفيفى
زينب عفيفى

 «نام وكل تحت النجوم « شعار رفعته احدى شركات السياحة لعشاق السفر والترحال المفتوح، جذبتنى فكرة الاسترخاء والبعد عن الروتين والاستمتاع بالفضاء الواسع دون أن تنكسرالعين بحدود الأسقف والحوائط التى تحول بينى وبين الطبيعة ؛أعجبتنى فكرة الحرية التى يمكن أن يعيشها الإنسان داخل خيمة فوق سطح جبل شاهق ليس له سقف، أوفى صحراء مكشوفة بلا حدود، أو أمام بحر بلا نهاية، الإحساس بالحرية له مذاق خاص، فالهواء يحمل نسمات صافية تنقى القلب من الهموم والأحزان، وتفك اسر قيود الأيدى المغلولة إلى الأعناق، وترفع الرأس عالية إلى عنان السماء بلا خوف أوترقب من وجوه تختفى خلف الأبواب، الحرية لها طعم الإبداع  والخروج عن المألوف فى لوحة فنية أوقصة أوقصيدة،  تستيقظ مشاعل الحرية من غفلة الروتين، وتقفز فى الذاكرة الكلمات المطبوعة  على الغلاف الخلفى لكراستى المدرسية: «حيث تكون الحرية يكون الوطن « و» يستطيع الإنسان أن يعمل ما يريد شرط إلا يتعدى حرية غيره « و»الحرية أفضل نعم الله على الإنسان « و»الحرية هى الحق الذى يسمح به القانون»والحرية لا يمكن أن تعطى على جرعات، فالمرء إما أن يكون حرّاً أولا يكون حرّاً. وعندما صرت طالبة جامعية قرأت للثائر الكوبى تشى جيفارا كلمات مازالت فى الذاكرة»أحلامى لا تعرف حدودا .. كل بلاد الأرض وطني، وكل قلوب الناس جنسيتي، فلتسقطوا عنى جواز السفر».
الحرية لا تحتاج إلى سفر أو ترحال فى رحلات سياحية استجمامية لاماكن بلا أسقف،  الحرية أن تنام تحت النجوم، وأنت تشعر بأن كل ما تفعله ليس ضدك، الحرية أن تكون أنت .الحرية أن توجد لنفسك بدائل للاختيار دون ضغوط نفسية.